المسيحية

فأتوا بكتاب من عند الله هو اهدى منهما



فأتوا بكتاب من عند الله هو اهدى منهما

فأتوا
بكتاب من عند الله هو اهدى منهما

وهذه
الامور الروحية المختصة في خلاص الله للبشر, لم يأتِ عليها القرآن بالتفصيل, للذين
قد جاء عنهم في سورة اسراء (85) قوله: “ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر
ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلاً”.
فان الارواح وعالمهم الروحي قد
تركت من القرآن الى كتب الله التي سبقته وقد اشار اليها.

ونرى
القرآن الكريم قد أمر المسلمين الجدد, المؤمنين برسالته في كل مكانٍ, بالرجوع
الى اهل الكتاب
واستشارتهم في كل امرٍ يصعب حلُّهُ. لاهوتياً كان ام
اجتماعيا.ربما كان ذلك لكي يؤلفوا شعباً واحداً لله, دستوره كتب الله, وهي التوراة
وصحف ابراهيم, وزبور داود,وكتب الانبياء. وانجيل المسيح. لأن القرآن, المعروف
اليوم بهذا الاسم, لم يكن قد اصبح كتابا بعد في ايام الرسول محمد. وعندما حاجه
المشركون بالكتب وبما اوتي موسىقال لهم: “قل فأتوا بكتاب من عند الله هو
اهدى منهما اتبعه ان كنتم صادقين”
سورة القصص (48). لقد ذكر الرسول الكتاب
هنا في صيغة المثنى التي قصد بها ان الكتاب المقدس بعهديه هو كتاب الله, كما ان
هذان الكتابان التوراة والانجيل, يحتويان على كتب الله جميعها المؤلفة
من (66) كتابا. ونقرأ ايضا في سورة الانعام (156) قوله: ” ان تقولوا انما
أُنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وان كنا عن دراستهم
لغافلين“.
وهو الذي قال كما سبق وذكرنا في سورة النساء (26) “يريد الله ليبين لكم
ويهديكم
سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم”.اي
ان ارادة الله هي ان الكل يهتدون الى سنَّة الله التي جاءت قبل القرآن, وهي بدون
شك سنَّة المسيح عيسى ابن مريم. سنَّة المحبة والغفران والكفارة. هنا ايضاً
يمكننا فهم الآية القائلة: “ومن يكفر بالله وملائكته وكُتُبِهِ ورسلهِ
واليوم واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً”(
سورة النساء 136.ويقول ايضا:
“آمَنَ الرسول بما أُنزل اليه من ربه,والمؤمنون كلٌ آمَنَ بالله وملائكته وكتبه
ورسله“.

المسيح:
حاملٌ كل الاشياء في كلمة قدرته

يكتب
صاحب رسالة العبرانيين في الانجيل: ان المسيح حامل كل الاشياء بكلمة قدرته. فيقول:
“الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره، وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته, بعدما صنع
بنفسه تطهيرا لخطايانا, جلس في يمين العظمة في الاعالي”
(راجع عبرانيين
3: 1).

ويتابع
قائلا: “واما عن الإبن كرسيك يا الله الى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب
ملكك. احببت البر وابغضت الاثم من اجل ذلك مسحك الله الهك بزيت الابتهاج اكثر من
شركائك”
– اي اكثر من الملوك والكهنة والانبياء.الذين كانوا
يُمسحون بالزيت لتقديسهم وخدمتهم في الهيكل-(راجع ايضا سفر الخروج28).

ويتابع
مخاطباً المسيح داعياً اياه الرب قائلاً: “وانت يا رب في البدء اسست الارض
والسموات هي عمل يديك. هي تبيد ولكن انت تبقى وكلها كثوب تبلى وكرداء تطويها
فتتغير ولكن انت انت وسنوك لن تفنى
” (اراجع الانجيل المنير رسالة
العبرانيين (1: 1-14). ويقول ايضاً: “يسوع المسيح هو هو امساً
واليوم والى الابد”
(عب 8: 13)

والرسول
بولس يكتب بدوره في الانجيل: “فانه فيه قد خلق الكل ما في السموات وما على
الارض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين
. الكل
به وله قد خلق.
الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل” اقرأ الانجيل
رسالة كولوسي (12: 1-22).

كان
المسيح يقول للاموات قوموا فيطيعون امره ويقومون. ويلمس آذان الصم فتسمع. وعيون
العمي فتنفتح وترى. وجاءه ذات يومٍ اعمى ليس له عيون البتة منذ ولادته, فاخذ
المسيح ترابًا من الارض، وتفل فيه وجبله طينًا كما صنع في جنة عدن عندما خلق
الانسان الاول من تراب الارض ونفخ في انفه نسمة حياة فصار الانسان نفسا حية. من ثم
طلى بالطين عيني الاعمى فابصر
(راجع انجيل يو1: 9-7).

ولا
ننسىان المسيح بحسبما جاء في الكتب
, هو ليس من هذا العالم, ولا من نسلٍ
بشريٍّ ملوَّثٍ نظيرنا. بل هو الرب من السماء. وقد جاء في الجسدكنسل المرأة وآدماً
ثانياً, دون تدخُّلٍ من البشر. يقول رسول المسيح: “صار آدم الانسان
الاول.نفسًا حية وآدم الاخير روحًا محييًا“..”الانسان الاول
من الارض ترابي. الانسان الثاني الرب من السماء” (راجع الانجيل 1كو
47: 15).

اننا
نحن البشر لا يمكننا ان نتعرف على الله ومشيئته, سوى من خلال اعلاناته عن نفسه
بواسطة انبيائه وفي كتبه فنرى النبي اشعيا مثلاً يكتب في
التوراة:
“ها العذراء تحبل وتلد ابنًا ويدعى اسمه عمانوئيل. الذي تفسيره الله
معنا” (راجع اشعيا الاصحاح (14: 7ومت 23: 1). وفي فصل آخر يكتب: “لانه يولد
لنا ولد
ونعطى ابنا وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً
مشيراً الهاً قديراً أباً ابدياً رئيس السلام” (اش6: 9)

فلو
لم يكن القرآن، كغيره من الكتب الروحية, يتضمن اعترافا بالوهية المسيح وكفارته
, لما
امكننا فهمه عندما ينسب الى المسيح اعمالاً وآياتٍ لا ينسبها لغيره من الانبياء
والرسل والبشر اطلاقاً. نعني عن المسيح: عمل الخلق واقامة الموتى وفتح عيون العمي
وآذان الصم وشفاء البرص. او نعني عجيبة الولا
دة العذراوية, وارتفاعه حيا
الى السماء، وتأييده بالروح القدس، الذي هو روح الله ايضاً وواحد في جامعيته.
وماذا نقول عن الوجاهة في الدنيا والآخرة التي للمسيح؟ هذه الوجاهة هي الشفاعة
عينها. وذلك حسب تفسير كبار المفسرين المسلمين.

الوجاهة
والشفاعة هي لله وحده

اما
الشفاعة والوجاهة في القرآن ايضاً فهي “لله وحده الذي خلق السماوت والارض وما
بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من وليٍّ
ولا شفيع افلا تذكرون” (راجع سورة السجدة (4).وفي سورة الزمر
(43و44) يقول: “ام اتخذوا من دون الله شفعاء”..”قل لله
الشفاعة جميعاً له ملك السماوات والارض ثم اليه ترجعون”.

اذاً,
فالشفاعة وتوأميها الوجاهة والولاية على ارواح البشر في الدنيا والآخرة, هي
في القرآن،كما في كتب الله جميعها التي سبقت القرآن, لله وحده. وعمل الخلق
هو لله وحده. واعادة العيون والآذان الى وضعها الطبيعي وهو
بمثابة خلق جديد
, هو ايضا لله وحده. واقامة الموتى لله وحده. وعلم
الغيب
لله وحده. وسبحانه تعالى يأبى ان يكون له شريك من البشر
في هذه جميعها. مهما عظم الانسان وسما مقامه. انسانًا كان,ام نبيًّا, ام رسولاً
سواء
.

الرسول
تحت الخطيئة كغيره من الرسل والانبياء

يتبين
لنا من القرآن ان محمداً هو تحت الخطأ والخطيئة كغيره من البشر. وقد امره الله
قائلا: “قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد”(سورة
الكهف (110)، وفي سورة الزمر (30) يقول له: “انك ميت وانهم لمائتون “.
ومن جهة الوجاهة والشفاعة في القرآن نرى انها غير منوطة بمحمدٍ البتة. فنرى الوحي
يتكلم الى الرسول ويسأله قائلا: “افمن حق عليه كلمة العذاب افأنت تنقذه من
النار
“؟ سورة الزمر(19). والجواب طبعاً هو كلاَّ. افلم يقل له ايضا في
سورة الاعراف (188): “قل لا املك لنفسي نفعاً ولا ضراً الا ما شاء الله
ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ما انا الا نذير وبشير لقوم
يؤمنون
“.

فتلقىآدم
من ربه كلمات فتاب عليه

قد
جاء في سورة البقرة (37) عن آدم ابي البشر القول: “فتلقى آدم من ربه كلمات
فتاب عليه انه هو التواب الرحيم
“.

هنا
ايضا يبرز ايضا السؤال: فما هي هذه الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب
عليه يا ترى؟, سوىَّ ان تكون كلمات الرب عينها بعد الخطيئة في جنة عدن التي
قالها لابليس الممثل بالحية: وهي وعد الرب لآدم وحواء بالكفارة عن خطيئتهم والفداء
بتقديم الذبائح.
, وكانت تشير الى الرب نفسه الذي سيأتي من نسل المرأة الذي
سيسحق رأس ابليس،
الحية القديمة (راجع تكوين 15: 3واشعيا 27: 1)الخ. بدفع
الثمن كاملاً عن آدم ونسله بكفارته على الصليب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار