الفصل السابع والخمسون

الفصل
السابع والخمسون
وفوق كل شئ عش الحياة التى تؤهلك للأكل من هذه
الشجرة، شجرة المعرفة والحياة، وتتمتع بالأفراح الأبدية. تسبحة ختامية.
1 إن دراسة الكتب المقدسة ومعرفتها معرفة حقيقية
تتطلبان حياة صالحة، ونفسًا طاهرة[1]
وحياة الفضيلة التى بالمسيح[2].
وذلك لكى يستطيع الذهن باسترشاده بها أن يصل إلى ما يتمناه وأن يدرك بقدر استطاعه
الطبيعة البشرية ما يختص بالله الكلمة[3].
2
فبدون الذهن النقى، والتمثل بحياة القديسين، لا يستطيع الإنسان أن يفهم أقوال
القديسين. فكما أنه إذا أراد إنسان أن يبصر نور الشمس عليه أن يمسح عينيه ويجليها، لكى تقترب نوعًا ما من نقاوة النور
الذى يريد أن يراه، حتى إذا استنارت العين يمكنها أن ترى نور الشمس. أو كما أنه
إذا أراد انسان أن يرى مدينة أو قرية فيجب عليه أن يذهب إلى هناك لكى يراها[4]،
هكذا فمن يريد أن يعرف فكر أولئك الذين يتكلمون عن الله[5] يلزمه
بالضرورة أن يبدأ بغسل نفسه وتطهيرها بتغيير طريقة حياته ويقترب إلى القديسين
أنفسهم بالاقتداء بأعمالهم. وهكذا إذ يشترك معهم في السلوك يمكنه أيضًا أن يفهم ما
قد أُعلن لهم من الله، وبعد ذلك إذ يكون قد ارتبط بهم ارتباطًا وثيقًا فإنه يفلت
من الخطر المحدق بالخطاة والنار في يوم الدينونة، ويحصل على ما أُعِدَ للقديسين في
ملكوت السموات، ” ما لم تَرَ
عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان“[6]
ما أُعد للذين يعيشون في الفضيلة، ويحبون الله الآب بالمسيح يسوع ربنا الذى به ومعه يحق للآب نفسه، مع الابن نفسه، في الروح القدس، الكرامة والقدرة والمجد إلى دهر الدهور[7]
أمين.
3 جوهر الله لا يمكن إدراكه ¢kat£lhptoj انظر الدفاع عن مجمع نيقية 22، عن مجمع أرمينيا وسيلفكيا 35.
ولهذا فالذهن يمكن أن يدرك بقدر استطاعة الطبيعة البشرية ما يختص بالله الكلمة، وذلك لأن الابن، إذ هو
الصورة الحقيقية للآب، فإن من يرى الابن يرى الآب أيضًا، انظر المقالة الأولى ضد
الآريوسيين21، 23، 27، 28، عن مجمع سيلفكيا 42، الدفاع عن مجمع نيقية 10.