المسيحية

سورة الشورى 13 –16



سورة الشورى 13 –16

سورة الشورى 13 16

 تقصد
هذه السورة إلى تبيان مواصلة الوحي من نوح إلى محمد كما ورد في مطلعها: “حم
عِسَق، كذلك يوحي اليك، والى الذين من قبلك، الله العزيز الحكيم”. استعظم
المشركون دعوة القرآن إلى التوحيد مع انه هو الدين الذي وصّى به الأنبياء جميعاً:

 13 شرع لكم
من الدين ما وصّى به نوحا
والذى أَوحينا اليك وما وصينا به ابارهيم وموسى وعيسى: أَن أقيموا الدين ولا
تتفرَّقوا فيه! كبر على المشركين ما تدعوهم اليه! الله يجتبي اليه مَن يشاء ويهدي
اليه مَن ينيب.[1]

 14 وما
تفرقوا الا من بعد ما جاءَهم العلم بغياً بينهم! ولولا كلمة سبقت من ربك إلى اجل
مسمَّى لقضى بينهم؛ وان الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب[2]

 15 فلذلك
فادعُ واستقم كما أُمرتَ، ولا تتبع اهواءَهم، وقل أمنتُ بما أنزل الله من كتاب‍
وأُمرتً لاَّعدل بينكم. الله ربنا وربكم، لنا اعمالنا ولكم اعمالكم، لا حجة بيننا
وبينكم، الله يجمع بيننا واليه المصير”. [3]

 الخطاب
موجه إلى المشركين “كبُر على المشركين ما تدعوهم اليه” من التوحيد، الذى
شرعه الله وكرز به جميع الانبياء من نوح إلى ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد: شرع الله
التوحيد وشرع اتفاق الكلمة فيه.

 تفرَّق
المشركون، وشك الكتابيون. فأجاب المشركين: “فلذلك (التوحيد) فادعُ واستقم كما
أُمرت وى تتَبع اهواءهم: . وأًجاب الكتابيين: ” وقل آمنتُ بما أَنزل الله من
كتاب” فلا تشكوا فيَّ وفي تعليمي.

 فالمسيح
في هذا المقطع حلقة من سلسلة أَنبياء التوحيد، يؤمن به محمد وبكتابه كما يؤمن
بموسى وتوراته وابراهيم وصحفه. وهكذا ترى في هذه السور الثلاث الأعراف والأنعام
والشورى ان منزلة المسيح الفريدة كما شاهدناها في مريم والأنبياء والمؤمنين تتدّنى
إلى رتبه باقي الأنبياء والمرسلين، لتعود فتسمو مع السور المدنية الاولى.



[1] آية 13 ” والذى أَوحينا اليك” اعتراضية وربما مزيدة. “كبر
على المشركين ما تدعوهم اليه” من التوحيد (البيضاوى)

[2] آية 14 يري الزمخشرى ان هذه الآية تقصد أَهل الكتاب : فالذين ”
تفرقوا” هم أّهل الكتاب بعد انبيائهم، “وان الذين أُورثوا الكتاب من
بعدهم” هم اهل الكتاب الذين كانوا في عهد الرسول ص.” و البيضاوى يرى ذلك
ويرى انها تعني اولاَ “الامم السالفة او قيل اهل الكتاب، وان الذين اورثوا
الكتاب من بعدهم يعنى اهل الكتاب في عهد الرسول، أًو المشركين الذين اورثوا القرآن
من بعد اهل الكتاب”.

لذلك اذا قصُد بهذه الآية أَهل الكتاب ” وما تفرَّقوا” فنحن نراها مزيدة
هنا لتجمّع الكتابين إلى المشركين في رفض توحيد القرآن. والافضل ان نرى ان الضمير
في “تفرقوا” يعود إلى المشركين الين يخاطبهم فب 13 فيكون المعنى : ان
المشركين تفرقوا عن محمد وتعليمه والكتابيين شكوا.

[3] آية 15 جواب للمشركين على كفرهم ثم للكتابيين على شكهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار