عيسى ابن مريم آية في شخصه

عيسى
ابن مريم آية في شخصه
“إنما
المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه” (نساء 170)
نصل
إلى نقطة الخلاف الكبرى بين النصرانية والإسلام: أعني ألوهية المسيح[1]. وهو الخلاف
الوحيد أو يكاد بين الإنجيل والقرآن. ونظن أنه على كل حال خلاف ظاهري، لا حقيقي
ولا جوهري، لاختلاف وجهات النظر إلى الموضوع الواحد في الكتابين[2].
فالألوهية
التي ينكرها القرآن على المسيح ليست بالتي ينسبها الإنجيل إليه. والتثليث الذي
ينكره القرآن ليس بالتثليث المسيحي.
والألقاب
التي يصف بها القرآن المسيح هي أقرب إلى الخالق منها إلى المخلوق.
([2]) القرآن تعليم
ابتدائي لقوم بدائيين عن توحيد الله، فلا يطلب منه في المحيط الذي نزل فيه أبحاثاً
أو حقائق عن “ذات الله”: قبل أن يعرفوا ما هو الله في ذاته، يجب عليهم
أن يوحدوه، وهذا ما يسعى إليه القرآن فلا يجوز أن نطلب منه أكثر مما يريد. ونقلوا
لنا حديثاً شريفاً: “البحث عن ذات الله كفر”ز وفي إهمال القرآن لعقائد
النصرانية الخاصة، أو في نكرانها ألا ينسجم مع موقف فرق نصرانية عاصرته كالأريوسية
والنسطورية أو تعاصرنا كأحرار البروتستنطية، وشهود يهوه.