سورة الاعراف 156 – 158
سورة
الاعراف 156 – 158
الاعراف
سورة مُتَبعّضة أي بعضها نزل بمكة وبعضها نزل في المدينة. ومما جاء في المدينة
النصّ في “النبى الأمي” المكتوب عنه في التوراة والانجيل. وهذا المقطع
يظهر عليه انه مدسوس لأنه يقطع سياق الحديث في ذكر موسى (102 – 162) بحديث لا يمت بصلة عن النبى الأمى (156 – 158) لا بل ينقضه: موسى يصلّي إلى الرب ويسأله ان
يكتب له ولأمته هذه الحسنة أنهم “هادوا” اليه أي آمنوا به، فيجيبهُ الله:
بلى سأكتبها للمؤمنين المتقين! ثم اضافوا إلى جواب الله دعاء موسى الدعوة إلى
الايمان بالنبى الأمي[1]
156-
الدين يتبعون الرسول، النبى الامي؛ الذي يجدونه مكتوباّ عندهم في التوراة والانجيل
يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويُحلُّ لهم الطيبات ويحرمّ غليهم الخبائث ويضع
عنهم اصرهم والاغلال 000[2]
157
قل: يا أيها الناس، اني رسول الله اليكم جميعا000 فآمنوا بالله ورسوله، النبي
الامي، الذي يؤمن بالله وكلماته (او كلمته) واتبعوه لعلكم تهتدون[3]
يقول
ليست الحسنة في اتباع موسى بل في اتباع محمد، وليس الهدى في التهويد (هُدنا اليك)
بل في نُصْرة النبي الاّمي؛ أي في الاسلام. وقد سبقت النبوة عن النبي العربي في
التوراة والانجيل: فهذا دليل لهم ليؤمنوا به. ولهم دليل آخر على صحة رسالته وصدق
نبوته هو ايمان النبي الامي بكلمات الله، واخصها الانجيل والتوراة، والاصح هو
ايمانه ” بالله وكلمته” عيسى ابن مريم؛ وبناءً علي هذا الايمان بالله
والكتاب والمسيح يدعوهم إلى الاعتراف به وبرسالته.
[1] اسُباب عديدة تدعو
إلى الاعتقاد بان مقطع النبى الأمي مدسوس على النص: (1) أنه يقطع حديث موسى (102 – 162) بحديث غريب عنه عن النبى الامي (156 –
158)؛ (2) في جواب الله على دعاء موسى تفاوت واختلاف : بلي سيكتب الله الحسنة
للمؤمنين المتقين امثال موسى، ثم يعقب لقوله: اولئك هم الذين يتبعون الرسول
وينصرونه، فيكون موسى بعيداً عنهم جداً! فهل يعقل ان يجيب الله على دعاء موسى
بضرورة الايمان بمحمد وهو بعده باكثر من الفى سنه!! ثم اى حسنة تبقى لموسى؟؟ (3)
والزيادة ظاهرة من إضافة “الانجيل” في جواب الله على دعاء موسى، فليس في
دعائه ما يؤخذ منه أنه يَشْعر بمحمد او بالانجيل. (4) والزيادة ملموسة في الاسلوب
المختلف عن اسلوب السورة. (5) واخيراً ما محل دعوة الناس إلى الايمان بمحمد في قصة
موسى؟ (157)
[2] آية 156 – ” النبى الامي” محمد (الجلالان) الذي لا يكتب ولا يقرأ،
وصفه به تنبيهاً على ان كمال علمه مع حاله احدى معجزاته(البيضاوى) – هذا هو تفسير اللقب لغةً؛ اما اصطلاحاً عندهم عهو الذي لا يكتب و
لا يقرأ الكتاب أي لا يؤمن به، اذن ليس من اهل الكتاب بل من “الامم”
الذين ليسوا فيالمحيط الحجازى سوى العرب المشركين: فامّي هنا معناها عربى غير
كتابّي
[3] أية 157 – “بالله وكلماته” : ما انزل عليه وعلى من تقدمه من الرسل
من كتبه ووحيه. وقرئ ( وكلمته) على الافراد، وهي القرآن او اراد جنس ما كُلم به.
وعن مجاهد: اراد ” عيسى ابن مريم” (الزمخشرى و البيضاوى) وهذا هو الاصح
لانه لا معنى لايمان محمد بقرآنه!! فهذا بديهى!