علم الانسان

سؤال أحرجني



سؤال أحرجني

سؤال أحرجني

هناك مفارقات كثيرة في الحياة..

فعلي الرغم من أنني بنعمة الله كثيراً ما كنت
أجيب بسهولة علي أسئلة صعبة، إلا أنني في أجدى المرات وجدت صعوبة كبيرة في إجابة
علي سؤال سهل.. فلم تكن الصعوبة في السؤال، وإنما.. سأحكي لك:

حدث أن أحد السفراء (من أوربا) دعاني إلي حفل
لتكريم رئيس أساقفة بلده الذي كان يزور مصر، وقد زارني في الدير. وكان الحفل لرد
الزيادة..

وسألتني زوجة السفير سؤالاً، وهي إمرأة متدينة
ووديعة جداً..

قالت: كانت لي قطة في غاية الجمال والرقة، وكنت
أحبها جداً، وتحبني وتتبعني حيثما سرت في منزلي، وتجلس في حجري وتتمتم.. ثم ماتت
القطة، وحزنت عليها كثيراً وبكيت.. وتقابلت مرة مع أحد الرهبان، وسألته: هل انقطعت
علاقتي نهائياً بقطتي، أم سوف أراها في الأبدية؟ فأجابني أجابه قاسية جداً وجرح
شعوري بقوله: كلا، طبعاً. حياة القطة انتهت بموتها تماماً، وليس لها امتداد بعد
الموت. ومن الخير لك ألا تفكري فيها.. وقد صدمتني هذه الإجابة وآلمتني..

ثم نظرت إلي زوجة السفير نظرات متوسلة، ونبراتها
تدل علي الحزن والألم، وسألتني في رجاء: حقاً يا سيدي سوف لا أري قطتي المحبوبة
مرة أخري بعد موتها؟!

ومرت علي لحظات من الصمت، في حرج شديد، وأنا
أفكر وأصلي.. نحن لسنا الآن في حصة لاهوت، إنما أمام مشاعر إنسانية رقيقة ليس من
السهل أن نجرحها.. وأخيراً فكرت أن أجيب علي سؤال بسؤال فقلت:

ألم يحدث بعد موتها، أنك رأيتيها في الحلم؟

فعادت الابتسامة إلي وجهها وقالت: نعم رأيتها
كثيراً في أحلامي.

فقلت لها: إن بعض الأحلام نعمة، يري فيها
الإنسان في نومه ما يعجز عن رؤيته في يقظته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار