اللاهوت الروحي

132- الحياة الروحية



132- الحياة الروحية

132- الحياة الروحية

+
هى سير دائم نحو الله. هى تقدم مستمر نحو اللا نهائية. هى سعى متصل نحو الكمال،
والكمال لا حدود له. لذلك فالحياة الروحية لا ينفع فيها الذى يقف، ولا الذى يجلس
وينام. إنما تحتاج إلى شخص يسعى على الدوام، بكل قوته..

 

+
هى إنتقال من كمال إلى كمال أفضل.. إنها مربوطة دوما بالنمو.

 

ليست
الحياة الروحية أن تعيش حياة فاضلة، وإنما أن تنتقل من حياة فاضلة إلى حياة أفضل،
فأفضل.. إلى غير حد.. إنها تتلخص فى عبارة واحدة قالها بولس الرسول وهى (أمتد إلى
قدام. أسعى نحو الغرض).

 

+
مسكين الإنسان الذى يقضى حياته كلها فى مقاومة الخطية..

 

المفروض
أن ينتهى من الخطية، ويدخل فى حياة البر. ثم ينمو فى حياة البر حتى يصل إلى
الكمال. ويتدرج من الكمال النسبى ساعيا إلى الكمال المطلق، الذى لن يصل إليه..
لذلك فالبار يشعر باستمرار أنه خاطئ ومقصر، لأن الهدف الذى أمامه ما يزال بعيدا..

 

+
الشخص الروحى يجاهد بكل إمكانياته، ولا يكتفى بها بل يوسع دائما دائرة إمكانياته،
محاولا أن يوجد لنفسه إمكانيات جديدة..

 

وفى
كل ذلك يصارع نفسه، ويتصارع مع النعمة العاملة فيه. يجاهد مع الله لكى يوصله كما
أوصل القديسين.

 

+
لا تتلكأوا فى طريق الحياة الروحية. لا تقفوا، ولا تنشغلوا بمناظر الطريق. لا
تسمحوا لأعدائكم ولا لأحبائكم أن يعطلوكم.

 

قولوا
لهم كما قال لعازر الدمشقى لأهل رفقة (لا تعوقونى والرب قد يسر طريقى) أذكروا قول
السيد المسيح (لا تسلموا على أحد فى الطريق) لا تنشغلوا بقريب وحبيب، بل رددوا قول
بطرس الرسول للرب (تركنا كل شئ وتبعناك)..

 

+
المرأة السامرية لم تشأ أن تعطلها الجرة، فتركتها عند البئر، وأسرعت لتبشر
بالمسيح.

 

ونحن
لنا جرار كثيرة: كلما تفرغ واحدة من الماء: نملؤها مرة أخرى. لا تركنا البئر، ولا
تركنا الجرار، ولا تركنا الماء. ولا سرنا فى الطريق ولا بشرنا بالمسيح.

 

+
صدقونى إن العمر كله لا يكفى لقطع طريقنا نحو الله. فكم تكون خسارتنا من جهة هذه
السنوات التى ضيعناها من حياتنا، وهى أقوى ساعات العمر، وأكثرها طاقة، أعظمها
أجرا..

 

+
كثيرا ما تكون أنقى أوقاتنا هى الأوقات التى نتحدث فيها عن الطريق. وجماله.
وروحانيته، دون أن نسير فى هذا الطريق..‍‍!! مجرد علماء نحن، نحضر دروسا ونلقيها
على الناس..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار