اللاهوت الروحي

162- لماذا أحبوا الاستشهاد؟



162- لماذا أحبوا الاستشهاد؟

162- لماذا أحبوا الاستشهاد؟

آباؤنا
الشهداء، استقبلوا الأستشهاد، ليس فقط باحتمال ورضى، وإنما بالأكثر بفرح. إن آلافا
من المؤمنين انتقلت من دمنهور إلى الإسكندرية لتستشهد، وهى ترتل فى الطريق تراتيل
الفرح.

 

وقيل
عن الآباء الرسل الإثنى عشر، لما جلدوهم وألقوهم فى السجن إنهم: (خرجوا فرحين،
لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا لأجل اسمه).

 

والقديس
آبا فام الجندى، لما دعى للاستشهاد، لبس افخر ثيابه، وقال: (إن هذا هو يوم عرسى).

 

فلماذا
فرح آباؤنا بالاستشهاد؟

+
كانوا يرون الاستشهاد هو أقصر طريق يؤدى إلى أفراح السماء.. إنها مجرد لحظات
وساعات، يكونون بعدها فى أحضان آبائنا إبراهيم وإسحق ويعقوب، وفى مجمع القديسين..

 

 لذلك فإنه فى قصة استشهاد القديس أغناطيوس
الأنطاكى، لما أراد أهل رومه أن يخطفوه لكى ينفذوه من الموت، أرسل إليهم رسالة
يمنعهم من ذلك ويقول لهم: (يا أخوتى، أخشى أن محبتكم تسبب لى ضرر. فبعد ووصلت،
أعود وأركض شوط حياتى من جديد)..

 

+
وكانوا يرون الأستشهاد شركة فى آلام المسيح، وشركة معه فى موته، وبالتالى شركة معه
فى مجده.

 

وكانوا
يقفون أمام قول الكتاب: (إن كنتم تتألمون معه، فسوف تتمجدون معه أيضا).

وبعضهم
كان يرى بنفسه الإكليل الذى ينتظره.

أو
كان يرى أكاليل الذين استشهدوا من قبله.

ومن
غير الرؤيا، كانوا يثقون بالإيمان بما أعده الرب لمحبى اسمه القدوس، الذين يقبلون
الآلام لأجله.

 

وكانوا
يرون أن الأستشهاد هو خير تعبير يعبرون به عن محبتهم لله وصدق إيمانهم. وكما يقول
الكتاب: (ليس حب أكثر من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه) فكم بالأولى عن
الإيمان..

 

+
وكانوا يحبون الأستشهاد، لأنهم يوقنون من غربتهم فى هذا العالم، ويحبون الأبدية
حبا ملك عليهم كل قلوبهم. وما كانوا يرون الموت إلا انطلاقا من سجن الجسد..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار