علم

الله نور النفس



الله نور النفس

الله نور النفس

“قال
الله ليكن نور فكان نور ورأي الله النور أنه حسن وفصل الله بين النور والظلمة
“تك3: 1.

+ هذه
هي أول أعمال الله لأجل الإنسان.

الله
نور الأنوار خلق للإنسان النور الذي به يقدر أن يري ويدرك ويتمتع بما تقدمة له
الحب الإلهي.

 

+ هذا
النور المخلوق تتمتع به العين المادية لتري الماديات ولكن قلب الإنسان سماوي يتوق
أن يري السماويات. أنه في حاجة إلي النور الذي به يعاين الله. وما هو هذا النور
إلا الله ذاته “بنورك يا رب نعاين النور”. بل أنت وحدك يا نور الأنوار
نقدر أن نعاينك أيها النور الحقيقي “يو9: 1 “!

 

+
الله نور الأنوار..يعكس نوره على كل من يلتقي به مقدماً ذاته للجميع بغير
محاباة..لكن لا يقدر أن يستضيء به إلا الذي يقبله في داخلة ويؤمن بابن الله
“النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آت في العالم “يو9: 1”.
فالملائكة منيرون يشعون نوراً أينما ظهروا “اع7: 12 “وذلك لمجرد وجودهم
الدائم في حضرة الله نور الأنوار. والبشر قادرون. بنعمة الله. على التمتع بنور
الله. لوقوفهم الدائم في حضرته.

 

+ ففي
العهد القديم مع أنه لم يكن لهم أن يقتنوا النور الحقيقي في داخلهم لكن كان يكفي
بالنسبة لهم الوقوف في حضرة الله..

 

فموسى
النبي إذ بقي “عند الرب أربعين نهاراً وأربعين ليلة “خر28: 34
“عندما نزل من جبل سيناء “لم يعلم أن جلد وجهه يلمع في كلامه معه
“خر29: 34 “حتى أن هارون وكل الشعب خافوا أن يقتربوا إليه فكان يضع
برقعاً على وجهه عند الحديث معهم ينزعه عند دخوله أمام الرب ليتكلم معه..

 

+
وإبراهيم أب الآباء سر عظمته الوقوف في حضرة الله فتنعكس انطباعات كمال الله
وأنواره عليه منفذاً كلمات الله إليه “سر أمامي وكن كاملاً “وهنا المر
“كن كاملاً “تعني حتمية الكمال عند السير أمامه..

 

+
ويوسف الشاب الصغير الذي لم يكن له كتاباً مقدساً ولا كاهناً ولا مكاناً للعبادة
لم يتعلم شيئاً سوي أن يقف في حضرة نور الأنوار لهذا كان قلبه الصغير ملتهباً
ناراً مضيئاً بنور عجيب.. كافياً أن يحرق أشواق امرأة فوطيفار وان يبدد قدامه قوة
الظلمة في قلبها وحيلها وأخاديعها وتهديداتها..

 

وإيليا
النبي، سر نوره انه وهو واقف في حضرة الملك والناس يقول “حيى هو الرب الذي
أنا واقف أمامه”..

 

ونحميا
المسبي كان لنور قلبه أن يبدد الظلمة الأشرار لأنه قد تدرب أن يرفع قلبه إلي حضرة
نور الأنوار في كل وقت وفي أي زمان.. إذ يقول عند إجابته على سؤال الملك
“فصليت إلي إله السماء وقلت.. “وكأن كل ما يشغل ذهنه في حضرة الملك هو
أن يطلب منه نور الأنوار أن يهبة نعمة..

 

+ هذه
أمثلة من رجال العهد القديم.. الذين استطاعوا قبل إتمام المصالحة على الصليب ولكن
على رجاء المصالحة أن يغتصبوا نور الله فتتبدد أمامهم كل ظلمة..إذ لا تقوي الظلمة
على النور الحقيقي. فبقدر ما ينعكس النور الحقيقي عليك يعمل الحق فيك بقوة وشجاعة
تتعبد بلا خوف ولا خجل تشهد ليسوع دون حرج.. مردداً مع ميخا النبي “ولكنني
أراقب الرب أصبر لإله خلاصي. يسمعني إلهي لا تشمتي بي يا عدوتي. إذ سقطت أقوم. إذ
جلست في الظلمة فالرب نور لي أحتمل غضب الرب لأني أخطأت إليه حتى يقيم دعواي ويجري
حقي سيخرجني إلي النور سأنظر بره وتري عدوتي فيغطيها الخزي القائلة لي أين هو إلهك
“ميخا9، 7: 7”. هكذا كل رجال الصلاة، تتبدد أمامهم كل ظلمة، ظلمة
الشيطان وقسوته ظلمة الخطية ولذتها الخادعة ظلمة تعييرات الآخرين ظلمة شهوات
الجسد..

 

+ هذا
أما في العهد الجديد إذ جاء الله الكلمة في ملء الزمان متجسداً منادياً “أنا
جئت نوراً إلي العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة “يو46: 12
“جاء النور الحقيقي الملتحف بالنور كثوب “مز2: 10: 104 “جاء الذي
ليس فيه ظلمة البتة “1يو5: 1 “جاء لكي يشرق في الظلمة بنوره “أش10:
58 “داعياً إيانا من الظلمة إلي النور “1بط9: 2 “حتى نسلك في النور
ونصير أبناء للنور وأبناء للنهار “1تس5: 5 “بل ونصير نوراً للعالم
“مت14: 5 “..!.

 

هكذا
يتحقق قول النبي “لا تكن لك بعد الشمس نوراً في النهار ولا القمر ينير لك
مضيئا بل الرب يكون لك نوراً أبدياً وإلهك زيتاً لا تغيب بعد شمسك وقمرك لا ينقص
لأن الرب يكون لك نوراً أبدياً “اش20، 19: 6”.

 

صار
لنا أن نغلق على الرب في قلوبنا فيكشف لنا روح الحق أسرار الله التي لا ينطق بها
يدرك محبة الله اللانهائية ويكتشف الحق ذاته “أنا هو الطريق والحق
والحياة”. وعندئذ لا تقدر الظلمة أو العواصف أن تجتاح القلب في داخلة بل
يرتفع القلب على جبل عال فوق العالم كله بمغرياته وآلامه الجسد بشهواته الناس
بمديحهم أو ذمهم.. يصير مع بطرس ويعقوب ويوحنا هناك حيث يتجلى له يسوع فيراه
ملتحفاً بالنور وجهه مضيئاً كالشمس وثيابه بيضاء كالنور عندئذ يصرخ مع بطرس
“يا رب جيد أن نكون ها هنا “مت4: 17.

 

ومن
يرتفع مع الرب يتشف بالرب أسرارا عميقة يدرك أعماق نفسه ويتلامس مع أعماق الحب
الإلهي ويفهم مكنونات الحياة وتنفتح أمامه أسرار الحياة الأخرى ويثبت في إيمانه
ورجائه في إيمانه ورجائه بالرب..

 

عندئذ
“نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة الله في سر الحكمة المكتومة التي سبق
فعينها الله قبل الدهور لمجدنا التي سبق فعينها الله الذين يبطلون بل نتكلم بحكمة
الله في سر الحكمة المكتومة التي سبق فعينها الله قبل الدهور لمجدنا التي لم
يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر. بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع به أذن ولم
يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه. فأعلنه الله لنا نحن بروحه. لآن
الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله.. أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله
“1كو11، 6: 2”.

 

لقد
رأي نثنائيل الرب متجسداً.. لكن كان ينقصه أن يكشف له الرب عن أسرار أخري
“سوف تري أعظم من هذا “يو50: 1 ” إنه محتاج أن يدرك من هو يسوع
المتجسد ويدركه في أعماق قلبه محتاج أن يجلس مع مريم أخت لعازر تحت قدمي المسيح
النور الحقيقي ليري ويتمتع بالنصيب الصالح الذي ينزع عنه يكشف له صديقة يسوع
أسراره كما يكشف الريس قلبه لعروسه لأنه “ليس أحد يعرف الابن إلا الأب ولا
أحد يعرف الأب غير الابن “ومن أراد الابن أن يعلن له “مت27: 11”.

 

+
هكذا يعلن العريس الحقيقي لعروسه خفيات الحكمة “أي6: 11”..

+
أيها النور غير المنظور!.. أيها البهاء الذي لا يراه بهاء أخر.!

+ أنت
هو النور الذي تختفي أمامك كل الأنوار المخلوقة.!

+ أنت
هو البهاء الذي ينطفئ قدامك كل بهاء خارجي.!

+ أنت
هو “النور ” مصدر كل الأنوار والبهاء ينبوع كل بهاء!

+ أنت
هو النور والبهاء أمامك تصير كل الأنوار ظلمات وكل ضياء بالنسبة لك ليس إلا
ظلاماً!

+ أنت
هو البهاء الذي بك تصير نوراً وبك يتلألآ الظلام لمعاناً!

+ أنت
هو النور الأسمى لا تحجبك سحابة ما ولا يعوقك بخار..يعجز الليل أن يسدل بظلامه
عليك لا يعوقك حاجز ولا تغرقك ظلال..!

 

أخيراً
أيها النور الذي ينير الخليقة الداخلية على الدوام ابتلعني في هوة جلالك حتى أعاين
كل أعماقك. بقوة بهاء لاهوتك ذاته وعمل البهاء المنعكس على منك!

 

+ لا
تتركني قط لئلا يتزايد جهلي وتكثر شروري فبدونك أصير فارغاً وبائساً!

+
بدونك لا يكون لأحد صلاح إذ أنت هو الحق والصلاح الحقيقي وحده..!

 

هذا
ما أعترف به وهذا ما أعرفه يا الله إلهي إنه حيثما وجدت بدونك لا يكون لي غير
الشقاء في الداخل كما في الخارج لأن كل غني غير إلهي إنما هو بالنسبة لي فقر
مدقع!!

 

+
أرسل نورك وحقك، هما يهديانني ويأتيان بي إلي جبل قدسك وإلي مساكنك “مز3: 43
” النور “والحق “هما بالحقيقة اسمان يعبران عن واحد “الله
“لأنه ما هو “النور “الإلهي إلا “الحق “الإلهي؟
“والحق “الإلهي إلا “النور “الإلهي؟! وأقنوم المسيح هو
كلاهما.

 

يقول
“أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة “يو12: 8 ” كما
يقول “أنا هو الطريق والحق والحياة “يو6: 14”.

 

هو
نفسه النور وهو بنفسه “الحق”.. فليأت إذاً وليهدينا..

 

أما
“جبل قدسه ” (الذي يأتي إليه المسيح) فهو الكنيسة المقدسة إنها الجبل
الذي بحسب رؤيا دانيال “35: 2”. الحجر الصغير الذي “صار جبلاً
كبيراً وملأ الأرض كلها “ساحقاً (التمثال العظيم)..!.

 

+
إلهي.. أنت نوري افتح عيناى فتعاينا بهاءك الإلهي لأستطيع أن أسير في طريقي بغير
تعثر في فخاخ العدو! حقاً، كيف يمكنني أن أتجنب فخاخه ما لم أرها؟! وكيف أقدر أن
أراها إن لم أستنر بنورك؟!

 

ففي
وسط الظلمة يخفي “أب كل ظلمة “هذه الفخاخ حتى يصطاد كل من يعيش في
الظلمة هذا العدو الذي يود أن يكون أبناءه محرومين من نورك ومن سلامك الكامل. فإن
كان أحد يمشي في النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم ولكن إن كان أحد يمشي في
الليل يعثر لأن النور ليس فيه “يو11”.

 

+ وما
هو النور إلا أنت يا إلهي! أنت هو النور لأولاد النور! نهارك لا يعرف الغروب!
نهارك يضئ لأولادك حتى لا يعثروا!

 

أما
الذين هم خارج عنك فإنهم يسلكون في الظلام ويعيشون فيه! إذاً فلنلتصق بك يا من أنت
هو نور العالم!

 

ما
حاجتنا أن نجرب كل يوم الابتعاد عنك؟! لأن كل من يبتعد عنك أيها النور الحقيقي
يتوغل في ظلام الخطية وإذ تحيط به الظلمة لا يقدر أن يميز الفخاخ المنصوبة له على
طول الطريق!

 

+
ليتنا لا نبتعد عنك كي لا نسقط في حبائل العدو المميتة.

 

ولكن
ما هو أمر وأقسى: أن نسقط في الفخاخ ولا ندري. نحسب أنفسنا أننا واقفون فلا نبذل جهداً
لكي نقف.

 

ربي
وإلهي.. يا نور نفسي! لا تتوقف قط عن إنارة خطواتي! حتى إذا ما اكتشفت الخطر ابتعد
عنه فلا أسقط ولا يعيرني عدوي “الشيطان ” هذا الذي يبذل كل جهده أن
يميتنى لكن فليتبدد العدو “الشيطان “أمام وجهك كما يذوب الشمع قدام
النار!

 

إنني
أتكلم عن ذلك السارق الذي أراد أولاً وأخيراً أن يغتصب مجدك وإذ هو مملوء بالغرور
ألقي بنفسه في الهاوية التي حفرها لنفسه!

 

أنت
طردته من الجبل المقدس وأقصيته عن عرشك ونزعته من وسط نجومك التي هي أكثر بهاء في
السماء..!.

 

والآن
ربي وحياتي عن منذ سقوطه العظيم لا ينشغل إلا كيف يطارد أولادك!

 

الكراهية
التي يكنها لك أيها الملك العظيم تجعله يعمل على إفساد خليقتك التي جبلتها على
صورتك!

 

أيها
الرب قوتي اسحقه أمام أعيننا نحن خرافك وأضئ لنا جيداً حتى نتجنب فخاخه الخادعة
ونأتي إليك مبتهجين!

 

إلهي..
أنت تعلم كل هذه الأمور أكثر منى!

 

أنت
تعرف إلي أي درجة من السعر والعناد قد بلغ إليها هذا المطارد لنفوسنا!

 

أنت
لست بمحتاج إلي من يعرفك هذا لأنه ليس شيء مخفي عنك لكن أستمع إلي شكواي أيها
الديان إلي الأبد فإني أقدم شكواي ضد عدوي عند قدمي عظمتك. دنه يا الله وأنقذ
أولادك فإنك أنت هو القوة!

 

+ إنه
عدو ماكر وخادع لا يمكننا بدون نورك أن ندرك طرقه الملتوية ونعرف أشكال وجهة
المتعددة فتارة نراه ههنا وأخري هناك! تارة يظهر كحمل وأخري كذئب! تارة يظهر كنور
وأخري كظلام!

 

+ إنه
يعرف كيف يغير شكله ويشكل خططه حسب ظروف الإنسان وأوقاته فلكي يخدع المتعبين يحزن
معهم! ولكي يجذب القلوب المبتهجة يلوث أجواء أفرحهم!

 

ولكي
يقتل الحارين بالروح يظهر لهم في شكل ملاك نور! ولكي ينزع أسلحة الأقوياء روحياً
يظهر في شكل حمل! ولكي يفترس ذوي الحياء يتحول إلي ذئب!

 

وفي
كل خداعاته يخيف البعض بمخاوف ليلية والآخرين بسهام تطير في النهار هؤلاء ينزلق
بهم في الشر في الظلمة والآخرون يحاربهم علانية في وقت الظهيرة (مز91)!

 

فمن
يقدر أن يميز طرق مكره المختلفة! من يقدر أن يميز ذاك الذي يتنكر دوماً؟! من يقدر
أن يحصى أنيابة المرعبة؟! سهامه يخفيها في جعبته وحيله يخبئها إلي اللحظة المناسبة
للسقوط!

 

+
إلهي.. أنت رجائي.. بدون نورك الذي به نري كل شيء يصعب علينا أن نكتشف مناورات
الشيطان وحيلة..!.

 

+
أيها النور الحقيقي الذي يتمتع به طوبيا عند تعليمة ابنه مع أنه كان أعمي.

 

+
أيها النور الذي جعل اسحق فاقد البصر يعلن بالروح لأبنه عن مستقبله. أنت هو النور
الذي أنار عقل يعقوب فكشف لأولاده عن الأمور المختلفة! لقد خيم الظلام في نفسي حتى
أعماق خباياها لكن أنت هو النور!! الظلال الكثيفة غطت محيط قلبي لكن أنت، أنت هو
الحقيقة المتلألئة دائماً.

 

+
أيها الكلمة خالق الكل قبل كل الخليقة.. أنت هو مدبر الكون وبدونك ليس له وجود.

 

+ أنت
هو الكلمة القائل “ليكن نور “فكان نور قل هذه العبارة الآن أيضاً حتى
تستنير عيناى بالنور الحقيقي. وأميزه عن غيره من النور فبدونك كيف أقدر أن أميز
النور عن الظلمة والظلمة عن النور؟!

 

+
نعم.. خارج ضيائك تهرب الحقيقة منى ويقترب الخطأ إلي يملأني الزهو وتهرب الحقيقة
منى!! يصير في ارتباك بدلا من التمييز يصير لي الجهل عوض المعرفة العمى عوض التبصر
لا يعود لي طريق موصل إلي الحياة..

 

+
“كثيرون يقولون من يرينا الخيرات. قد أضاء علينا نور وجهك يا رب “مز6:
4”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار