المسيحية

حتمية عقيدة الثالوث؟



حتمية عقيدة الثالوث؟

حتمية
عقيدة الثالوث؟

 

سؤال: ألا
يمكن أن تتخلى المسيحية عن عقيدة الثالوث أم أن هناك حتمية لهذه العقيدة؟

الإجابة: استكمالاً
للحديث السابق لا يمكن التخلى عن هذا الموضوع طالما نحن نبحث عن أرضية مشتركة،
فلا يمكن
أن ن
ترك
بعضاً
من
عند
نا والآخر يترك بعضاً من
عنده
ونتقابل
فى الوسط
.. وعلى هذا
نتخلى عن آية فى الثالوث.

ولقد قلنا أن الثالوث
معناه أن الله له وجود ككائن حقيقى
، فهل
نقدر
أن نتخلى عنه؟ والله الموجود له عقل
أى عاقل …هل نقدر أن نتخلى عنه؟ حاشا أن يكون الله بدون عقل… والله الموجود
العاقل المفروض أنه حى له روح وحياة ولذلك خلق البشر عاقل
ين،
فهل نستطيع التخلى عن الروح؟
بالتأكيد لا.

وبهذا نقول أن الله
واحد مثلث الأقانيم،
فكيف نتخلى عن
واحد منهم؟
.. الوجود لا
يمكن التخلى عنه والعقل لا يمكن التخلى عنه والروح أيضاً لا يمكن التخلى عنه …
وعلى هذا نعطى تشبيهاً بسيطاً … نحن نقول أن المثلث مساحة مثلثة الشكل وهى مساحة
واحدة … قطعة أرض واحدة ومكونة من ثلاثة أضلاع … والسؤال هل ممكن أن نستغنى عن
ضلع من
هذه أضلاع؟ ستبقى
القطعة مفتوحة ولا يطلق عليه مثلث … إذاً الله واحد حى وموجود وعاقل ويبقى
السؤال
عن
ماذا يمكن أن
نتخلى
فى الثالوث لكى نصل إلى أرضية مشتركة؟

 

سؤال:
أحباؤنا فى الإسلام يقولون الله فقط لا
شريك له. لا إله إلا الله هو لا
شريك
له،
لذا نقول لأحبائنا أن الله واحد فى
ثالوث،
فهل ممكن أن نوضحها أكثر لتكون
قريبة منهم؟

الإجابة: ممكن نتكلم من القرآن
نفسه …
وكنا
قبلا قد ا
ستشهدنا من الكتاب
المقدس
.. فمثلاً
عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس أو الشهود فى السماء ثلاثة هم الآب والكلمة
” العقل ” والروح هو ” الحياة “،
لكن قد يقول واحد مسلم وهو يسمعنى وأنا
أستشهد بالكتاب المقدس يقول كتابكم محرف وكلامكم محرف وأنتم
مركبين الكلام
مع
بعض
ه،
فكيف

تستشهد بكلام من عندك؟
لكن أنا عندما أتكلم مع أخى المسلم
أقول له
:
نفتح
القرآن ون
رى هذا الكلام
موجود فى القرآن
أم لا.. ولأن المسلم
يؤمن

بالقرآن فعندما نستشهد
بالقرآن
يكون
الكلام
أقرب
إليه... وقد
يسألنى واحد مسلم:
وهل أنت تؤمن بالقرآن حتى تستشهد به؟
طبعاً أنا لا أؤمن بالقرآن
فليس الاستشهاد بالشىء معناه الإيمان به، فلو كنت
أؤمن بالقرآن ل
كان
وضعى مختلفاً،

فبدل
جلبابى الأسود كان يصبح أبيض وبدل العمة السوداء!!!!

فمثلاً عندما أقنع واحداً
ماركسياً.. لو كلمته بكلام من الرأسمالية يقول لى كلامك باطل.. ولكن لو أستشهدت
بكلام من كارل ماركس وأقنعه بأن كارل ماركس قال فى الموضوع الفلانى كذا فإذن كلام مقبول
لذا
فأنا
سأستشهد
بالقرآن لأن أخ
ى مقتنع
بالقرآن مائة
بالمائة.. وسنرى أن القرآن
تكلم عن الثالوث مثل إيماننا تماماً.. هل تتصور إن القرآن يؤمن بالثالوث مثل إيماننا!!!

 

سؤال:
نرجو الشاهد كامل.. السورة ورقمها
والآية
حتى يرجع أحباؤنا فى الإسلام للقرآن ويروا
المفسرين نفسهم ماذا يقولون؟

الإجابة: أهم آية فى
القرآن تتحدث من الثالوث هى:
عيسى ابن مريم رسول الله
وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه
[ النساء 171
]!
!
وهناك ملاحظة
هامة
فى هذه الآية، ف
عندما يسمع أخونا المسلم الآية لا يسمع فيها ولا يرى إلا
كلمة رسول الله و
نحن نؤمن أن المسيح رسول لأنه مرسل إلى البشر ونؤمن
أنه نبى لأنه تنبأ بأشياء مستقبلية ونؤمن أنه كاهن لأنه قدم نفسه ذبيحة وكفارة عنا.

 

سؤال:
وهذا ألا ينفى أنه ابن الله؟.

الإجابة: نحن نتكلم عن
المسيح ونقول أنه إنسان بشرى عادى مثلى ومثلك وعادى جداً ولكن بدون خطية وهذا
الجسد أخذه من مريم العذراء لأنه من غير زرع بشر.

فمثلاً فى القرآن يقول فنفخنا فيها من روحنا
فتمثل لها بشرياً سوياً فإذن المسيح إنسان عادى ولكن من غير خطية ولكن حل فيه
اللاهوت وتجلى فيه اللاهوت وهذا موضوع كبير سنتكلم عنه لاحقاً عن تجلى الله فى
الجبل وفى الشجرة وتجلى لموسى… إلى أخره.

 والآن سنكمل الحديث من سورة النساء 171
إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وسنترك كلمة رسول مؤقتاً ولكن
دعونا نكمل وأريد
أن أؤكد

أن
هذه الآية تثبت أن الله له وجود.. هذا الإله له كلمة فيقول وكلمته والهاء هنا تعود
على الله لأنها ضمير مفرد غائب متصل مذكر يعود على الله لأنه أقرب اسم
فالآية
ت
قول أن المسيح كلمة الله … وروح منه والهاء هنا ضمير مفرد تعود
على المسيح كلمة الله … فالهاء هنا فى كلمة (منه) ضمير مفرد متصل غائب مذكر يعود
على الله … إذن الله له ذات وله كلمة وله روح،
وهذا هو الثالوث الذى نقول
عنه..
.

 

سؤال:
فى الحقيقة هناك ملاحظة أن الأخوة فى الإسلام يقولون أننا كلنا فينا
روح من الله وعندما خلق الله آدم نفخ فيه من روحه أى كلنا فينا روح الله.
..

الإجابة: فرق كبير
بين نسمة الحياة التى فينا كلنا من الله أى الروح البشرية، وبين روح الله التى هى
المسيح… الروح الإلهية.. فكلنا فينا نسمة الحياة التى من الله، لكنها مختلفة عن روح
الله الإلهية..

نرجع إلى الآية 171 من سورة النساء إن
الله له وجود وله عقل وله حياة وهذا هو الثالوث.

وهناك استشهاد بعلماء المسلمين عن
الثالوث بهذا المعنى للدكتور محمد الشقنقيرى أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة باريس
وأيضاً فى كلية الحقوق جامعة عين شمس. كتب فى الأهرام بتاريخ 26 / 5 / 1985

كتب مقالاً نشر فى باريس فى جامعة باريس
وترجمه أستاذ آخر.
. اسمه
الدكتور محمد بدر أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة عين شمس.

يقول الشقنقيرى: نعرف أن القرآن يقول عن يسوع
أنه كلمة الله وروحه وترجمة هذه التسمية لا تنال المسيحى لأى صعوبة بمعنى،
المسيحى
يعرفها تماماً ومن ثم كان الاعتراض على المسلمين لإضطرارهم إلى الإعتراف بألوهية
المسيح وهذا هو كلام الشقنقيرى ويستطرد قائلاً:

ما المسيح؟ سؤال يحتاج إلى إجابة. فيجيب
المسلم أنه كلمة الله وأنه روح الله ولكن هذه الكلمة وهذا الروح مخلوقة أم غير
مخلوقة وروح الله مخلوقة أم غير مخلوقة أيها القارئ العزيز نريدك أن تفكر كثيراً
فى الأمر
حتى نفهم
الحقيقة … العالم والفيلسوف العالمى ديكارت يقول أنا أشك إذن أنا أفكر إذن
أنا موجود
إذن الإنسان الذى لا يشك ولا يفكر فوجوده مثل عدمه للأسف الشديد وأنا أعرف أن
كثيراً من أخوتنا المسلمين لا
يريدون أن يشكوا ولا يقرأوا ولا يريدون أن يعرفوا
ويأخذوا الأشياء كأنها مسلمات وهذا لا يتناسب مع عقلية القرن الحادى والعشرين
ولنرجع إلى
الدكتور الشقنقيرى عندما يقول أن هذه الكلمة مخلوقة أم غير مخلوقة والروح مخلوقة
أم غير مخلوقة فإذاً كان روح الله غير مخلوق فلا إشكال إذن لا يوجد مشكلة
إذن
فالمسيح هو الله وهذه هى المفاجأة القنبلة وإذا كان روح الله مخلوقاً وكلمته مخلوق
ة
فإذن قبل أن يخلق روحه وعقله فكان الله بلا عقل وبلا روح وذلك غير متصور و
لا
ممكن أبداً فهذا هو كلام المنطق على لسان الدكتور محمد الشقنقيرى.

وأنا أريد أن أقول شهادة ثانية إذا أمكن:

 الأستاذ
أحمد عبد المعطى حجازى كتب فى
الأهرام
فى 19 / 6 /2002
قال أن المسيحية
دين توحيد والتثليث فيها لا يعنى الكثرة أو التعدد وإنما يشير إلى الصور المختلفة
للحقيقة الواحدة، ويكمل أفهى بهذا المعنى هى شبيهة بفهم المسلمين لوحدة الذات
الإلهية وتعدد صفاتها الذاتية فالصفات هى عين الذات الإلهية كما يقول المعتزلة

وسنشرح بإيضاح… حسب علم الكلام الذى يقابل
عندنا علم اللاهوت
[ أى علم البحث فى ذات الله ] فهم يؤمنون أن الله
واحد ولكن له صفات ذاتية شخصية وهذه تختلف عن صفاته كأفعال مثل محب وقوى وخالق
وهكذا ولكن بدون الصفات الذاتية حسب علم التوحيد لا توجد الذات الإلهية وهى صفة الوجود ولو قلنا أن هذه الصفة غير موجودة لكانت
هناك مشكلة،

وصفة العلم وهى العالم العاقل.. العالم بما
سيكون وهذه صفة ذاتية خاصة به،
مع الفارق بين معلم وعالم ونحن لا نقول
أن معلم من صفاته الذاتية ولكن نقول عالِم، والصفة
الثالثة وهو حى.
. الحى القيوم فالله لايمكن أن يكون ميتاً وهذه الصفات
الثلاثة الموجودة فى علم التوحيد وهو علم الكلام يقول أن الله واحد وله صفات ذاتية
صفة
الوجود،
وصفة
العلم، صفة الحياة وهذا الكلام على لسان الكتاب المشهور
أحمد عبد المعطى حجازى فى جريدة الأهرام بتاريخ 19 / 6 / 2002.

فنحن نؤمن بالله الواحد ولسنا مشركين
ولكن عندنا ذات الله فى صفاتها المشتركة.

 

سؤال:
للأسف أحباؤنا فى الإسلام يستخدمون آيات أخرى من القرآن فمثلاً لقد
كفر الذين قالوا أن المسيح هو الله؟

الإجابة: لا نحن لسنا مشركين ولا
ملحدين والقرآن يشهد لنا بذلك ففى سورة العنكبوت آية 46 يقول: ولا تجادلوا أهل
الكتاب إلا بالتى هى أحسن وقولوا آمنا بالذى أُنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا
وإلهكم واحد.

 

سؤال:
يقودنا هذا إلى سؤال
من أخوتنا المسلمين
: ألا ترى
أن ما تقوله
هو الكفر
والشرك بعينه ثم تدعون أنكم موحدون بالله؟

الإجابة: الموضوع
عايز فهم،

ف
نحن
لا نقول أن جسد المسيح هو
الله، ولكن نقول أن الله ظهر فى جسد المسيح.
وإيماننا فى الكنيسة نقول أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين،
وجعله واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.
. فلا الجسد
أصبح لاهوت
اً ولا
اللاهوت أصبح جسد
اً.

** نضرب مثلاً أخيراً.

نحضر قطعة من الحديد ونضعها فى النار وعندما
يسخن الحديد جداً يتحول لونه بدلاً من أسود يصبح أحمر فهاهنا طبيعتان متحدتان
الحديد نستطيع ثنيه وتشكيله وطبيعة النار نحرق به أيضاً وهو متحد بالحديد والملاحظ
أن الحديد لم يتحول إلى نار ولا النار تحولت إلى حديد وهذا هو الاتحاد بلا اختلاط
ولا امتزاج ولا تغيير.

 

والمسيح أتحاد بين اللاهوت ” النار ”
والناسوت ” الجسد ” فيعمل أعمال خاصة باللاهوت ويعمل أعمال جسدية
بناسوته.

 

سؤال:
نحتاج أيضاً إيضاحاً
أكثر،
فأخوتنا فى الإسلام يقولون كيف أن
الله يأكل ويشرب وينام ويجوع إلى أخره؟

 

الإجابة: أنا قصدت
سابقاً الإجابة على هذا السؤال أنه بطبيعته الإلهية يخلق ويقيم موتى ويصنع معجزات
ويشبع الجياع والعطاش.
.. وبطبيعته الجسدية يأكل ويشرب وينام مثل
الحديد المحمى بالنار يحرق ويكوى ويلسع بالنار الموجودة فيه ويطرق ويثنى ويشكل
بطبيعته ” الحديد “،
فالمسيح له طبيعتان متحدتان بالطبيعة
الجسدية يعمل كل حاجة جسدية وبالطبيعة اللاهوتية يعمل كل حاجة لاهوتية. وهنا
الاتحاد لم يحدث فيه اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير وبهذا نقول عظيم هو سر التقوى
الله ظهر فى الجسد. مثل ظهوره لموسى فى الشجرة وظهر له فى الجبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار