المسيحية

ألوهية المسيح في القرآن



ألوهية المسيح في القرآن

ألوهية
المسيح في القرآن

“قل
إن كان للرحمن ولد، فأنا أول العابدين” (زخرف 81)

ينكر
القرآن أشد الإنكار تعدد الآلهة بناء على شهادة الأنبياء المتعاقبين: “وسئل
من أرسلنا من قبلك من رسلنا، اجعلنا من دون الرحمن آلهة يُعبدون” (زخرف 45)،
ومنطق العقل البديهي: “قل لو أن في السماء والأرض إلهين لفسدتا”
(أنبياء).

ويشهد
للتوحيد الخالص في كل صفحاته: “شهد الله أنه لا إله إلا هو، والملائكة وأولو
العلم – قائماً بالقسط – لا إله إلا هو العزيز الحكيم” (آل عمران 18).

ينفي
القرآن الولادة في الله، ولا يقدر أن يتحمل تأليه أحد مع الله، بولادة أو بسواها: “قل
هو الله أحد، الله الصمد! لم يلد ولم يولد! ولم يكن له كفوءاً أحد” (الإخلاص).
لا تناسل فيه، ولا مثله أحد يتخذه ولداً، فوحدانيته لا يشاركه فيها أحد.

وينكر
أشد الإنكار بنوة أي مخلوق من الله: “وقالوا اتخذ الله ولداً! – سبحانه بل له
ما في السمواوات والأرض، كل له قانتون: بديع السموات والأرض، وإذا قضى أمراً فإنما
يقول له: كن فيكون” (بقرة 117). لا يمكن للإله أن يكون مخلوقاً ولا يمكن
للمخلوق أن يصير إلهاً، بالبنوة أو بالتبني: “وقالوا: اتخذ الرحمن ولداً! –
لقد جئتم شيئاً إذاً تكاد السموات يتقطرن منه، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هداً: أن
دعوا للرحمن ولداً! وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً: إن كل من في السموات والأرض
إلا آتى الرحمن عبداً” (مريم 88-93).

ينكر
حتى البنوة المعنوية التي يدعيها اليهود والنصارى لأنفسهم من الله: “وقالت
اليهود والنصارى: نحن أبناء الله وأحباؤه! – قل فلم يعذبكم بذنوبكم؟ بل أنتم بشر
ممن خلق” (مائدة 20). وينكر هذه البنوة المعنوية حتى في الأنبياء والملائكة: “ولا
يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً! أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم
مسلمون؟” (آل عمران 80) لأنها تقود إلى الشرك: “وجعلوا الملائكة الذين
هم عباد الرحمن إناثاً!.. وجعلوا له من عباده جزءاً: إن الإنسان لكفور مبين”
(زخرف 15، 19).

حتى
عيسى ابن مريم، رسول الله وكلمته وروحه، لا يمكن لله أن يتخذه ولداً أو يصيره
إلهاً، لأن كل مخلوق عبد الله بطبيعته. “لن يستنكف المسيح أن يكون عبداص لله
ولا الملائكة المقربون” (نساء 172) فبتأليه عيسى “ضاهى” النصارى
قول الذين كفروا من قبل من المشركين: “وقالت النصارى: المسيح ابن الله! ذلك
قولهم بأفواههم، يضاهون قول الذين كفروا من قبل: قاتلهم الله أنى يؤفكون”
(توبة 31).

وأما
الأسباب التي دعت إلى هذا التكفير والنكران فتنحصر في نظريتين:

1)     النظرية
الأولى أن كل بنوة أو ولادة تنسب إلى الله لا يمكن أن تكون إلا جسدية
تناسلية: “بديع السماوات والأرض، أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة”
(أنعام 101): لا يفهم القرآن البنوة والولادة، أياً كانت إلا بزوجة وزواج. فكل
بنوة عنده هي مخلوقة بشرية جسدية تناسلية. فهو يجهل البنوة المعنوية أو ما يسمى
التبني الإلهي. وهو يجهل أيضاً مفهوم الولادة المجردة، لأن الولادة بحد ذاتها هي
انحدار حي من حي انحداراً ينتج عنه، بفعله الذاتي، مشابهة تامة في الطبيعة. وهذا
الانحدار قد يكون جسدياً كما في الإنسان، وقد يكون عقلياً كالذي يسنده الإنجيل إلى
المسيح.

2)     والنظرية
الثانية، المنبثقة من الأولى، هي امتناع الصاحبة والولد عند الله لأنه “اتخاذ”
لا تناسب فيه ولا تكافؤ في طبيعة الآخذ والمأخوذ: “وأنه تعالى جد ربناً: ما
اتخذ صاحبة ولا ولداً” (الجن 3) تنزه جلاله وعظمته عما نُسب إليه من الزوجة
والولد (الجلالان). لذلك ينتفي تأليه المسيح أو غيره لأنه “اتخاذ”: “ولا
يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً (آل عمران 80)، اتخذوا أحبارهم
ورهبانهم أرباباً من دون الله، والمسيح ابن مريم (توبة 32) ذلك عيسى ابن مريم، قول
الحق، الذي فيه يمترون: ما كان الله أن يتخذ من ولد، سبحانه” (مريم 34).

ويساوي
القرآن بين تأليه المسيح وتأليه آلهة العرب: كلاهما اتخاذ وضم “جزء”
خارج عن الله إليه تعالى! “وجعلوا له شركاء الجن وخلقهم! وحرقوا له بنين
وبنات بغير علم، سبحانه وتعالى عما يصفون! بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد
ولم تكن له صاحبة” (أنعام 100-102)، “وقالوا اتخذ الله ولداً! سبحانه،
بل له ما في السماوات والأرض، كل له قانتون، بديع السماوات والأرض، وإذا قضى أمراً
فإنما يقول له كن فيكون” (بقرة 117، 118)، نزلت لما قال اليهود “عزيز
ابن الله” والنصارى “المسيح ابن الله” ومشركو العرب “الملائكة
بنات الله” (البيضاوي).

وفسروا
فلسفة استحالة الاتخاذ، استناداً إلى قوله (بقرة 117، وأنعام 101)؛ “وفي
الآية استدلال على نفي الولد من وجود: 1) أن من مبدعاته السماوات والأرضون وهي مع
أنها من جنس ما يوصف بالولادة مبرأة عنها لاستمرارها وطول مدتها فهو أولى بأن
يتعالى عنها. 2)أن المعقول من الولد ما يتولد من ذكر وأنثى متجانسين والله تعالى
منزه عن المجانسة. 3) إن الولد كُفؤُ الوالد، ولا كفؤَ له بوجهين إن كل ما عداه
مخلوق فلا يكافئه، وأنه لذاته عالم بكل المعلومات ولا كذلك غيره. بالإجماع”
(البيضاوي). فهم أيضاً لم ترق أحلامهم إلى ما فوق الولادة الجسدية الجنسية
التناسلية.

وفسر
القرآن استحالة التأليه، والاتخاذ إلهاً مما خلق بقوله: “وجعلوا له من عباده
جزءاً: إن الإنسان لكفور مبين” (زخرف 15). فالاتخاذ والتأليه يصم إلى الله “جزءاً”
خارجاً عنه.. وهكذا تفهم حملة القرآن العنيفة الصاخبة على فكرة البنوة والولادة
منسوبة إلى الله.

ولكن
ليس من “مضاهاة” بين بنوة عيسى من الله، وبنوة عزيز عند اليهود، وبنوة
آلهة العرب المشركين:

فبنوة
آلهة العرب تناسلية: وقد فهم القرآن “قومه” على حقيقتهم. فلا بدع
أن ينتفض القرآن لهذه الفكرة السمحة تنسب إلى الله: فما اتخذ صاحبة ولا ولداً (جن
3) وقالوا اتخذ الرحمن ولداً! لقد جئتم شيئاً إداً، تكاد السماوات يتفطرن منه
وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً: أن دعوا للرحمن ولداً” (مريم 88).

وبنوة
عزيز عند اليهود معنوية قد تجرهم إلى مشاكلة المشركين “فيضهئون” بقولهم
قول الذين كفروا من قبلهم (توبة 31).

ولكن
بنوة عيسى في الإنجيل ليست تناسلية، وليست معنوية. بل هي بنوة روحية محضة من ولادة
عقلية محضة:

للمسيح
في الإنجيل اسمان: اسم شعبي تفهمه الجماهير: ابن الله وابن الإنسان؛ اسم علمي
فلسفي لاهوتي أوحى به الله في مطلع إنجيل يوحنا يبين طبيعة هذه البنوة: إنه كلمة
الله: “في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله، وكان الكلمة الله: به
كوِّن كل شيء وفيه كانت الحياة” (1: 1-4). وهذا الاسم يشرح معنى بنوة المسيح
من الله وفي الله: بما أنه كلمة الله فبنوته فكرية عقلية، لا علاقة لأي جسد فيها،
بل هي قبل كل جسد. وبما أن الله روح محض، وعقله روح محض، وفكره وكلمته روح محض،
فالولادة روحية من جوهر الله وفيه، لا يشاركه فيها أحد. وهكذا يسمى الإنجيل
التفاعر الجوهري الإلهي “ولادة” والتسلسل العقلي الإلهي “بنوة”
بلغة بشرية يفهمها جميع الناس: فكلمة الله هو ابن الله، وابن الله هو كلمة الله.
ولا علاقة لمريم أو لمخلوق بهذا التفاعل والتسلسل الإلهيين.

وليس
في هذا “اتخاذ” بضم جزء من خارج الله إلى الله، أو تأليه برفع مخلوق إلى
منزلة الخالق وطبيعته، أو تناسل جسدي باستيلاد الله عيسى من مريم، فالله لا جسد
له! بل جل ما في ذات الله من سر الحياة السرمدية والوجود الفياض، أنه في الجوهر
الإلهي الفرد تفاعل روحي وتسلسل عقلي في الله، ومنه، ومعه: فكلمة الله هو فكر الله
الناتج عن عقل الله في جوهره الروحي نتوج الابن عن أبيه، ولذلك يجوز بكل حق أن
نسمي الله “أباً” وفكره الجوهري “ابناً”.

وإذن
فالألوهية التي ينفيها القرآن عن المسيح ليست بالألوهية التي يثبتها الإنجيل له.
والبنوة التي يسندها الإنجيل إلى المسيح ليست كالتي ينفيها القرآن عنه.

إن
بنوة عيسى في القرآن تناسلية جسدية، كأن الله اتخذ مريم صاحبة واستولدها
عيسى: “ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمنزون: ما كان الله أن يتخذ من
ولد!” (مريم 59). والقرآن على حق حين يسمي مثل هذه الولادة السمحة، منسوبة
إلى الله، افكاً: ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، وأمه صديقة، كانا
يأكلان الطعام! انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون” (مائدة 78).
والقرآن على حق حين يسمي بنوة كهذه كفراً: “لقد كفر الذين قالوا أن الله هو
المسيح ابن مريم: قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يُهلك المسيح ابن مريم
وأمه ومن في الأرض جميعاً” (مائدة 19).

إن
ألوهية عيسى التي ينكرها القرآن تستند إلى هذه البنوة الجسدية والولادة
التناسلية،
ومن ثم فلا بدع أن يثور ويصيح: “لقد كفر الذين قالوا أن الله
هو المسيح ابن مريم!” (مائدة 19، 57). كأن الإنسان ابن مريم صار الله!! أو
كأن الله استنحال عيسى ابن مريم!! لذلك ينزه القرآن المسيح عن ادعاه تأليه كهذا: “ما
كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من
دون الله” (آل عمران 79)؛ فحسب المسيح فخراً أن يكون عبداً لله: “لن
يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله-ولا الملائكة المقربون”! (النساء 172).

وقصارى
القول ليست لاهوتية المسيح كتأليه المشركين لآلهتهم. وليست بنوة المسيح العقلية
والروحية في الله كبنوة وولادة الآلهة المتألهين من الله. هذه غارقة في اللحم
والدم، والجسد والصاحبة، في دنيا المحسوسات، وتلك ضمن الجوهر الإلهي الفرد، الروح
المحض، والعقل المحض، في عالم الأزل قبل الزمان والمكان، وقبل المحسوسات
والمعقولات والأجساد والأرواح: “في البدء كان الكلمة! والكلمة كان لدى الله!
وكان الكلمة الله” (يو 1: 1).

وهكذا
فليست البنوة الروحية التي ينسبها الإنجيل إلى المسيح مثل البنوة الجسدية التي
ينفيها القرآن عنه. وليست الألوهية التي يثبتها الإنجيل للمسيح، روح الله وكلمة
الله، مثل التأليه الذي يستنكره القرآن فيه، ولا هي “الاتخاذ” الذي يضم
إلى الله “جزءاً” ليس منه.

 

حاول
وفد نجران إلى النبي الجديد، بعد أن أنسوا منه اعترافه بنبوة عيسى، أن يحمله على
الإقرار ببنوته أيضاً، واتخذوا من ولادته البشرية المعجزة من مريم بلا أب دليلاً
على ولادته الإلهية من الله دون أم أو علاقة مخلوق. فأجابهم ولادته المعجزة من
مريم بلا أب ليست أغرب من خلق آدم بلا أب وأم معاً: “إن مثل عيسى عند الله
كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون: الحق من ربك فلا تكن من الممترين.. إن
هذا لهو القصص الحق” (آل عمران 59 – 63).

وأردف
يقول: هذا المعجز الحقيقي في ميلاد المسيح لا يرفعه إلى رتبة الألوهية لأن الصدور
عن الله لا يكون إلا بخلق، ويستحيل على مخلوق أن يتخذه الله إلهاً من دونه: “ذلك
عيسى قول الحق الذي فيه يمترون: ما كان لله أن يتخذ من ولد! سبحانه! إذا قضى أمراً
فإنما يقول له كن فيكون” (مريم 34-36).

السؤال
قاصر، والجواب قاصر، ولا غرابة في ذلك: فالبيئة لا تحتمل أكثر!

خلطوا
بين البنوة بالصدور والبنوة بالاتخاذ، وهذه مستحيلة إذ كيف يمكن أن يصير إلهاً من
هو بشر يأكل الطعام كالحيوان! “ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله
الرسل وأمه صديقة: كانا يأكلان الطعام!” (مائدة 78).

وشابه
قوم من نصارى العرب حال مريم بحال ابنها فألهوها، فاستفظع ذلك منهم، ووصل
الاستغراب إلى الله عز وجل فاستجوب عيسى عن ذلك: “إذ قال الله يا عيسى ابن
مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟-قال: سبحانك! ما يكون لي أن
أقول ما ليس بحق!” (مائدة 119).

فالقضية
في القرآن هي دائماص قصة “اتخاذ” و”تأليه”، دون تمييز بين حال
وحال.

وليس
تأليه عيسى – وأمه – منه بل من بعض أتباعه كما يظهر من جواب المسيح لله في يوم
الدين (مائدة 119 – 122)، وهو “غلو” من قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا
كثيراً. لذلك يعتبر القرآن اعتقاد النصارى في ألوهية المسيح “غلواً”
منهم في دينهم لا غير ويردعهم عنه: “يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا
تقولوا على الله إلا الحق: إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى
مريم وروح منه: فآمنوا بالله ورسله” (نساء 170)؛ فلا تتبعوا أهواء من سبقكم: “قل
يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غي رالحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل
وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل (مائدة 80). لذلك يدعوهم إلى التوحيد الخالص: “قل
يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به
شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله” (آل عمران 62).

ذلك
هو اعتقاد القرآن في ألوهية عيسى كما فهمها بعض نصارى العرب الجهال: وهو بعيد كل
البعد عن تعليم الإنجيل وإيمان النصارى:

فليست
ألوهية عيسى تأليهاً ولا اتخاذاً! هذا مستحيل!

وليست
بنوته العقلية الروحية في جوهر الله الفرد بنوة مخلوقة بشرية جسدية جنسية
تناسلية:
كل بنوة من هذا النوع منسوبة إلى الله أفك وشرك وكفر! (توبة 31-33).
كأن الله اتخذ مريم إلاهة صاحبة واستولدها عيسى إلهاً من دون الله! إن مجرد فكر
كهذا لكفر محض،! كفر لا يقول به إلا من أوغل في الهمجية، وما قدر الله حق قدره!
يُنزِل الخالق منزلة المخلوق! وينسب اللهوت لغير الله! يا قوم ألا رحمة بعقولكم
وعقولنا! ألا انصافاً لكتابكم وكتابنا! نحن أعقل من هذا! وأنتم أعدل من هذا!

أجل
لقد كفر الذين جعلوا الملائكة والنبيين أرباباً من دون الله! (آل عمران 80).

أجل
لقد كفر الذين اتخذوا الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله! (توبة 32).

أجل
“لقد كفر الذين قالوا: عزيزٌ ابن الله!” (توبة 31).

أجل
“لقد كفر الذين قالوا: أمٌ المسيح إلاهة من دون الله أو مع الله!”
(مائدة 120).

أجل
“لقد كفر الذين قالوا: إن الله هو المسيح ابن مريم”. (مائدة 19و 75)
فجعلوا المسيح إلهاً آخر دون الله!

أجل
“لقد كفر الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة” (مائدة 76) أي الآلهة
ثلاثة”! أو الذات الإلهية ثلاث!

أجل،
أجل! لقد كفروا: فالذات الإلهية واحدة، والجوهر الإلهي فرد أحد! وليست بنوة
“كلمة الله” منه تعالى جسدية، ولا معنوية، ولا اتخاذاً، ولا تبنياً، ولا
تأليهاً، حتى ولا إلهية بمعنى أنها غريبة عن جوهر الله الفرد، ومن خارج الذات
الإلهية الواحدة.

فالمسيح
“روح الله”، وبنوته روحية في الله ذاته.

والمسيح
“كلمة الله”، وبنوته عقلية.

وهكذا
فالخلاف على ألوهية المسيح بين الإنجيل والقرآن خلاف ظاهري: وليس بينهما خلاف
جوهري لاختلاف وجهات النظر: ليست ألوهية عيسى ابن مريم – تلك الألوهية الكاذبة
التي حاربها القرآن عند بعض نصارى العرب الأميين الجاهلين – بألوهية المسيح الحقة
التي يعلمها الإنجلي. وأعتقد كل الاعتقاد أنه لو وصل تعليم الإنجيل إلى محمد
سالماً لاعتنقه ودان به: “قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين”
(زخرف 81).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار