المسيحية

صفة الكلام وعلاقتها بالذات



صفة الكلام وعلاقتها بالذات

صفة الكلام وعلاقتها بالذات

[يقول الحديث
القدسى: قال الله عز وجل:

“لا إله إلا الله كلامى
وأنا هو
. فمن قالها دخل حصنى، ومن دخل حصنى أََمِن عقابى”
.

وجاء في الحديث القدسي
أيضاً: “.. والقرآن كلامي ومني خرج*
“]

(
[i])

 

وقد أجمع كل من الإمام
أحمد بن حنبل وأهل السنة والسلفيين والنصوصيين والحشوية والمشبهة على أن كلام
الله قديم أزلى غير مخلوق
. (
[ii])

[وقال جعفر بن محمد
الصادق “

مَنْ
زعم أنه مخلوق، ي
ُقتَل ولا يُستتاب “.

·              
وسئل مالك بن أنس ما تقول فيمن يقول القرآن
(كلام الله) مخلوق؟

فقال: هو عندى كافر
فاقتلوه. وقال: القرآن كلام الله ليس بمخلوق فالقرآن كلام الله وصفة ذاته غير
مخلوق
، ومن قال أنه مخلوق فهو كافر بالله العظيم. وكذلك قال وكيع وأبوحنيفة
والشافعى. ولقد ك
َفَّرَ السلف الصالح من قال
بخلق القرآن فالقرآن كلام الله
قائم به قديم بِقِدَمِه.] ([iii])

ويقول أهل السنة: “كلام
الله صفة أزلية قائمة بذاته.. فالله متكلم والكلام صفة ومعنى قائم به”.(
[iv])

” صفة قديمة كقدم
الله جل جلاله”.(
[v])

وقالوا: “الصفات
حقيقة لامجازا، فمن لم يكن له كلام، لم يكن متكلماً فى الحقيقة “.(
[vi])

وقال الغزالى: ”
إن الكلام القائم بذاته قديم وكذا جميع صفاته..” (
[vii])

ويقول الأشاعرة: “أن
كلام الله بمعنى الحديث النفسى القديم القائم بذات الله، أزلى، وهو واحد لا تعدد
فيه، متميز مغاير لذاته تعالى ويظهر بصور كثيرة لمن يريد الله أن يظهر له”.(
[viii])

ويقول محيى
الدين بن عربى:

[“الكلمة هى الله
متجلياً لا فى زمان معين أو مكان.. وأنها عين الذات الإلهية لا غيرها
“.

وقال أيضا ً: “الكلمة
الكلية الجامعة أو العقل الإلهى هو اللاهوت أو باطن الناسوت
“.] ([ix])

وقال بعض العلماء: “بأن
القول أن القرآن غيرمخلوق، وبأنه قديم قدم الله، إنما يعنى أنه مساوٍ
له فى
القَدْرِ، وتعبير
كامل عن حقيقته
“.([x])

ويقول عثمان بن محمد آل
خميس التميمي (من علماء أهل السنة): “.. لأن
تعظيم المصحف
الذي يحوي كلام الله – الذي هو صفة من صفاته – لايؤدي
بالتالي إلا إلى تعظيم
الله، فلا يخاف على صاحبه من ذريعة الشِّرك *
“.([xi])

لذلك يقول د. زكى نجيب
محمود:

“.. لأن كلماتك –
منطوقة أو مكتوبة – هى نفسك – انطلقت من محبسها بين الضلوع
– إنها
تصورك بأدق مما تصور قسمات وجهك آلة التصوير.

نعم فآلة التصويرتقدم
قسماتك فى بعدين- فى حين أنها فى الحقيقة ثلاث أبعاد، أما كلماتك علمت أو لم تعلم فهى
صورة نفسك بكل أبعادها
..” (
[xii])

 الإجماع السابق على قدم
كلام الله كقدمه اختلف معه كل من الخوارج والمعتزلة..

 فقالت الخوارج
بخلق القرآن – كلام الله – حتى لا يؤدى القول “
بقِدَم الكلمة ” إلى
ما أدى إليه فى المسيحية، عندما قال اللاهوتيون بالتثليث، لأن “كلمة
الله”
عيسى بن مريم قديمة
كالله!.. (
[xiii])

 وقالت
المعتزلة
: “لو كان كلام الله – ومنه القرآن موصوفاً بالقِدَم لتعدد
الق
ُدَماء، ولَصَحَّت
عقيدة التثليث النصرانية!
.. ([xiv])

والعجيب أنه سبق
اعترافهم (الخوارج والمعتزلة) بالصفات وقالوا أنها عين الذات – أي قديمة أزلية!
(انظر شاهد78 و79 -ص 22)



*
قال
المسيح ( كلمة الله ) : أنه خرج من عند الآب ( يوحنا 17 : 8 ) . وقال أيضاً : خرجت
من عند الآب وقد أتيت إلى العالم وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب ( يوحنا 16 :
28 ) . وقال له تلاميذه ( الحواريون ) : الآن نعلم أنك عالم بكل شيء ولست تحتاج أن
يسألك أحد . لهذا نؤمن أنك من الله خرجت ( يوحنا 16 : 30 ) .

*
ونحن
نقول أن تعظيم المسيح بصفته ” كلمة الله ” ( أي صفة من صفاته الذاتية )
لا يؤدي بالتالي إلا إلى تعظيم الله ، فلا يخاف على صاحبه من ذريعة الشِّرك .



[i] الاتحافات السنية فى
الأحاديث القدسية – للشيخ العلامة محمد المدنى المتوفى سنة1200هـ – صححه وعلق عليه
محمود أمين النواوى– ص30 – حديث رقم (50) الناشر: المكتبة الأزهرية للتراث – دار
الغد العربى – العباسية – القاهرة .

[ii] د. محمد عمارة – تيارات
الفكر الاسلامى – مصدر سابق – ص248 , 252 , 279 .

[iii] الملل والنحل للشهرستانى –
مصدر سابق – ص76 .

[iv] د. على عبد الفتاح المغربى
– كلية الآداب- جامعة عين شمس – القاهرة – مصدر سابق – ص71 .

[v] فضيلة د. أحمد الشرباصى (
الأستاذ بالأزهر ) – يسألونك فى الدين والحياة – المجلد الأول – تحت عنوان
“هل القرآن مخلوق؟ أو منزل؟” ص339 – الطبعة الثالثة 1977 – دار الجيل –
بيروت .

[vi] صالح الوردانى – أهل السنة
شعب الله المختار – مصدر سابق – ص177، 178 .

[vii] إحياء علوم الدين – الجزء
الأول – مصدر سابق – ص145 .

[viii] كتاب الله – عوض سمعان –
مصدر سابق – ص75 – وقد نقله المؤلف عن كتاب
Christian
Doctrine

– تأليف
M. James P. 50
. أنظر أيضاً تيارات الفكر الاسلامى – د. محمد عمارة – ص279 –
مصدر سابق .

[ix] كتاب الله – عوض سمعان –
مصدر سابق – وقد نقله المؤلف عن متاب فصوص الحكم لمحيى الدين بن عربى – ج1 – ص35 –
ج2 – ص124 – بقلم أبو العلا عفيفى .

[x] حسين أحمد أمين – دليل
المسلم الحزين – ص121 – دار سعاد الصباح – الكويت – الطبعة الرابعة 1992 – رقم
الإيداع 4840/ 1992 – الترقيم الدولى
I.S.B.N. 977-
00- 3470- 3

[xi] [ كتاب كشف
الجاني …. ص19 ، عثمان بن محمد آل خميس الناصري أبو محمد التميمي – توزيع مكتبة
ابن تيمية – القاهرة ] .

[xii] جريدة الأهرام – القاهرة
17/ 3 / 1987م – تحت عنوان “اللغة- هذا المخلوق العجيب” ( حلقة 25 ) .

[xiii] د. محمد عمارة – تيارات
الفكر الاسلامى – مصدر سابق – ص31 .

[xiv] المصدر السابق – ص278 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار