علم الاخرويات

الفصل السادس



الفصل السادس

الفصل السادس

المدرسة
التدبيرية(*)
والمجيء
الثاني والاختطاف والملك الألفي

 

يرجع تاريخ هذه المدرسة التفسيرية التدبيرية إلى ” حركة الأخوة
البليموث ” التي نهضت في إنجلترا وأيرلندا حوالي سنة 1830م، أي في الفترة
التي حدد فيها الكثيرون تواريخ محددة للمجيء الثاني ونهاية العالم. وغالبا ما يؤرخ
لتاريخ هذه الحركة بمقال نشره جون نيلسون داربى
Darby (1800 1882م) بعنوان ” اعتبارات لطبيعة وحدة
كنيسة المسيح “. وعرف أتباع هذه الحركة غالبا ب ” الأخوة البليموث
” لأن مدينة بليموث في إنجلترا كانت من أقوى مراكزهم. كما دعيت الحركة أيضا
بالداربية
Darbyism لأن داربى كان وما يزال أبرز ممثل لها.

 

 وقد ركزت هذه الحركة على الكنيسة والنبوة، وخاصة
المجيء الثاني للسيد المسيح والذي توقعوا أن يأتي في لحظات قريبة جداً، في أيامهم،
وفسروا نبوات ورؤى العهد القديم، الخاصة بإسرائيل، وسفر الرؤيا تفسيرا حرفيا دون
أن يضعوا في الاعتبار الأسلوب الرمزي والمجازى الذي تتصف به معظم النبوات والرؤى،
بل وطبقوا الكثير من النبوات التي تمت بالفعل على إسرائيل بعد سبى بابل وقبل تجسد
السيد المسيح على إسرائيل في المجيء الثاني، وطبقوا بعض الأحداث التي تمت تاريخيا مثل
دمار الآشوريين لمملكة إسرائيل أو الأسباط العشرة تطبيقا نبويا وخرجوا منها بشخصية
ما يسمى بالآشوري الذي سيحاول تدمير إسرائيل قبل الملك الألفي مباشرة!! وصوروا
الأحداث السابقة للمجيء الثاني بمنظور إسرائيلي بحت وبصورة أقرب ما تكون لما كان
يحدث بين إسرائيل وجيرانها في فترة الأنبياء عندما كان الله يتدخل لنجدتهم عندما
يحيط بهم الأعداء. كما اعتبروا أن كل تاريخ الكتاب المقدس، بل والتاريخ البشرى
كله، مرتبط بإسرائيل كشعب الله إلى الأبد، وأن المسيح لابد أن يأتي ليحكم العالم
من خلال اليهود، وأن الكنيسة ما هي إلا فترة عارضة في التاريخ، ظهرت عندما فشل
اليهود في قبول المسيح ورفضوه فرفضهم الله إلى حين
؛

” إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله ” (يو11: 1-13). كانت
” فترة الكنيسة، في نظرهم، فترة عارضه لا علاقة لها بالأزمنة النبوية 000 إن
النبوات الكتابية مرتبطة بالأرض والشعب الأرضي وليس بالسماء والسماويين، لأن
الكنيسة دعوتها سماوية وليست أرضية [في 3: 20]”
(1). ” كانت المواعيد
لإسرائيل بحسب الجسد أما الكنيسة فمواعيدها سمائية بدأت بحلول الروح القدس بعد
الصعود مباشرة وستنتهي بارتفاع الروح القدس في الاختطاف قبل الضيقة العظيمة والملك
الألفي، لتعود السيادة والريادة لإسرائيل من جديد، في نهاية ” أزمنة الأمم
“وتكون أورشليم مدوسة من الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم ” (لو21: 24) أو
” ملء الأمم ” أن القساوة قد حصلت جزئيا لإسرائيل إلي أن يدخل ملؤ الأمم
” (رو25: 11). وفيما يلي جوهر عقائد هذه المدرسة المنتشرة في عده مذاهب
بروتستانتية مثل الأخوة البليموث، كنائس الأخوة المختلفة، والكنائس الخمسينية
والمعمدانية والرسولية ونهضة القداسة وبيت عنيا ومن تأثر بكتبهم وغيرهم(2):

 

1 التدابير السبعة(3)

تؤمن هذه المدرسة، التدبيرية، أن خطة الله للبشرية
مكونة من سبعة تدابير أو ” التدابير السبعة ” التي هي ” مراحل خطة
الله للبشرية ” من خلق آدم وحتى نهاية العالم، والتدبير في نظرهم هو ”
اصطلاح 000 يعنى نظام إلهي معين يحكم علاقة الإنسان بالله خلال فترة من الزمان قد
تطول وقد تقصر، فيها ومن خلال هذا النظام يختبر الله مدى نجاح الإنسان في طاعته
وفى خضوعه لتعليماته ووصاياه “(4).وهذه
التدابير السبعة هي:

(1) تدبير البراءة ؛ أو الإنسان في
طهارته الأولى قبل السقوط والطرد من جنة عدن. فقد خلق الله آدم طاهرا لا يعرف
الشر، أي، في حالة براءة ووضعه في جنة عدن وسلطه على جميع المخلوقات على الأرض
وكان عليه أن يكون خاضعا لله حاكمه الأعلى وأوصاه أن يأكل من جميع شجر الجنة فيما
عدا شجرة معرفة الخير والشر التي أن أكل منها موتاً يموت وذلك اختبار لطاعته
وخضوعه لله.
ولكنه سقط في الخطية ومخالفة وصية الله فصار تحت حكم الشيطان، واستحق
الطرد من جنة عدن. ومن ذلك الوقت صار الشيطان رئيسا لهذا العالم.

(2) تدبير الضمير ؛ أو الفترة التي عاشها الإنسان الساقط تحت حكم ضميره، بدون
ناموس مكتوب، من طرد آدم من جنة عدن وحتى الطوفان. فقد صار الإنسان تحت حكم
الشيطان ولكنه صار أيضا، بالأكل من شجرة معرفة الخير والشر، مميزا للخير والشر،
لديه ملكة التمييز بين الخير والشر، أي الضمير، ومن ثم فقد صار يعيش تحت حكم ضميره
الذي كان عليه أن يدفعه لفعل الخير والامتناع عن الشر
ولكنه
باختياره أستسلم وخضع للشيطان ” ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض وان
كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم 000 فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان
الذي خلقته
“(تك5: 6،7).

(3) تدبير الحكومات البشرية؛ الإنسان الساقط تحت حكم السيف، الحكومات البشرية، من
الطوفان وحتى بلبلة الألسنة في بابل وتشتت الإنسان على وجه الأرض. فقد صار الإنسان
بعد الطوفان تحت حكم الحكومات البشرية والحكام الطغاة وكان أول هؤلاء الحكام
الطغاة هو نمرود مؤسس مملكة بابل، المكان الذي بلبل الله فيه الألسنة عندما تجمع
أحفاد نوح لبناء برج يقيهم خطر الطوفان إذا تكرر مرة أخرى متحديين بذلك لله!!
بالرغم من أن الله كان قد وعدهم بعدم تكرار مثل هذا الطوفان، ولكن بدلا من طاعة
الله فقد تمردوا عليه وانساقوا في عمل الشر.

(4) تدبير الوعد بالحكم لنسل إبراهيم ؛ من دعوة إبراهيم وحتى العبودية في مصر. دعا الله
إبراهيم من وسط سلالة مؤسسي بابل المشتتة وكان يدعى إبرام فدعاه، بعد ذلك، إبراهيم
أي أب لجمهور،
ليكون أبا وأصلا لنسل يؤمن بالله ويعبده ويطيعه شهادة له في وسط عالم
مرتد
” الذي في الأجيال الماضية ترك جميع الأمم
يسلكون في طرقهم مع انه لم يترك نفسه بلا شاهد ” (أع16: 14،17).

ووعد الله أن يكون نسل إبراهيم الذي هو ” المسيح ” (غل15: 3،16) وارثا
للعالم ” (رو15: 11) أو ملكا عليه لينزع منه الأوثان والوثنيين والطغاة ويجعل
الله معبود الباقين الأوحد وحاكمهم الأعلى الذي إياه وحده يعبدون ويطيعون. ولكن
بسبب خطايا يعقوب وأولاده قضى الله عليهم بالعبودية في مصر.

(5) تدبير الناموس ؛ أو الحياة
بحسب ناموس موسى، من الخروج من مصر إلى يوم الخمسين الذي أنسكب فيه الروح القدس
على التلاميذ. وينقسم هذا التدبير إلى أربعة مراحل:

1 المرحلة الأولى من خروج بنى
إسرائيل من مصر إلى نهاية حكم الملك سليمان.

2 المرحلة الثانية من انقسام
المملكة بعد حكم سليمان إلى السبي البابلي.

3 المرحلة الثالثة من الرجوع
من السبي إلى نهاية العهد القديم.

4 المرحلة الرابعة من بداية
العهد الجديد إلى يوم الخمسين.

 وفى كل هذه المراحل فقد أخطأ بنو إسرائيل وحادوا
عن الله وعبدوا الأوثان فانتهت المرحلة الأولى منها بانقسام المملكة والثانية
بدمار أورشليم والهيكل والسبى إلى بابل والثالثة انتهت بسقوطهم تحت حكم دول
مختلفة،
والرابعة انتهت برفضهم للمسيح ملكهم فرفضهم الله كشعبه ومملكته وسلمهم
للسيف وللأمم، فترة تسمى بأزمنة الأمم ” ويقعون بفم السيف ويسبون إلى جميع
الأمم وتكون أورشليم مدوسة من الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم ”
(لو24: 21). ويرون أن أزمنة الأمم ستنتهي بمجيء
المسيح ثانية واختطافه للمؤمنين وارتفاع الكنيسة عن العالم فلا يبقى في العالم سوى
اليهود والأمم (الأشرار)، وهنا يرد الله الملك لإسرائيل ويورثهم الأرض.

(6) تدبير النعمة أو عهد الكنيسة ؛ من يوم الخمسين إلى المجيء الثاني واختطاف الكنيسة. ويرون أن فترة حلول
الروح القدس أو زمن وجود الكنيسة على الأرض، ستنتهي باختطاف الكنيسة إلى السماء.

(7) تدبير الملك الألفي ؛ الذي سيحكم فيه المسيح العالم لمدة ألف سنة حرفية على الأرض من دينونة
الأمم إلى أورشليم الجديدة. فبعد اختطاف الكنيسة إلى السماء
يظهر ضد المسيح،
الأثيم الذي سيجلب حكمه الشيطاني القصير أعظم ضيقة تأتى على المسكونة تؤدى إلى
معركة هرمجدون حيث يأتي المسيح من السماء مع جيوشه السمائية التي يعدها بالأسلحة
اللازمة ويجردهم ضد الشياطين مفسدين الأحكام والحكام المسخرين لإيقاع الظلم على الإسرائيليين،
الذين سيفزعون إلى الرب وإلى جوده في فلسطين في آخر الأيام، أي بعد الاختطاف.
ويقول أحد الكتاب
” لقد كان اليهود هم المشكلة المحيرة في
جميع القرون فإسرائيل كانت أحيانا يضرب بها المثل، وأحيانا تصبح موضع سخرية 000
أحيانا تكون بركة، وأحيانا أخرى تكون لعنة بين الأمم (زك3: 8) ولكنها عند مجيء
المسيح ستستعيد مكانتها وتتجدد وتصبح كالقناة التي من خلالها تصل البشارة وتصل
البركة إلى جميع الأمم في زمان الملك الألفي للمسيا الذي كان مرفوضاً “(5).

 وفى بداية الملك الألفي يقيد الله الشيطان مدة
ألف سنة ثم يحله ثانية في نهاية الألف سنة ليضل الأمم من جديد لغربلة الأمم
الألفية وكشف زوانها من حنطتها ” لأنه وأن كان كل الذين دخلوا البركات
الألفية كلهم أبرار، من يهود وأمم، إلا أن كثيرين من سلالة الأمم سيكونون غير
متجددين وخاضعين للرب بخوف العين، لأن حكمه يومئذ عادل ومرهب (أش23: 66،24)، فتحت
تأثير المهيجات الشيطانية، يرفع هؤلاء علم الثورة، ويتجمعون حول أورشليم لإسقاطها
والتخلص من نير قيصرها السماوي ” فتنزل نار من السماء وتأكلهم ” (رؤ7:
20-9) ويطرح الشيطان نهائيا في البحيرة المتقدة، فلا يعود يخرج ولا يضل “(6).

 

2 الكنيسة والنبوة

ويرى هؤلاء، كما بينا، أن الكنيسة هي مجرد فترة
زمنية أو فاصل
زمني في تاريخ النبوة وأن عصر الكنيسة هو ” فاصل زمني “ بين ملكوت العهد القديم في الماضي وبين ملكوت العهد القديم
في المستقبل، أو بمعنى آخر فالكنيسة جاءت

معترضة “
في إتمام وعود الملكوت لإسرائيل. أو كما يقولون أن
ساعة النبوة التي تدق توقفت عن الدق في بدأ الكنيسة ورفض إسرائيل وستستأنف الدق
ثانية بعد اختطاف الكنيسة إلى السماء وعودة إسرائيل للملكوت والسيادة على العالم
في الملك الألفي!
000 الكنيسة
هي ” سر ” وجسد سماوي ولا صلة لها بالأرض ومميزة تماماً عن إسرائيل التي
لها المواعيد الأرضية (7).
ويطرح أحد كتاب هذه المدرسة السؤال التالي ويجيب عليه قائلا
هل هناك تمايز بين إسرائيل والكنيسة؟ نعم، ولا يمكننا أن نفهم الكتب النبوية فهما
صحيحا بدون هذا التمييز بين إسرائيل باعتبارها مملكة المسيا، وبين الكنيسة
باعتبار أنها جسد المسيح. فالأولى
(إي إسرائيل) هي الموضوع العام لأسفار العهد القديم والذي يُعلن تاريخيا (في
الماضي) ونبويا (في المستقبل) حكومة الله على الأرض والتي تُصبح فيها إسرائيل
المركز 000
كان مُقدرا لإسرائيل أن تشغل قمة
الأماكن على الأرض
حيث حضور الله ومجده هناك كما تصبح
رأسا للأمم أيضا.
أما الكنيسة فهي سماوية في
صفاتها وبركاتها ومركزها. فمشورات الله تجاه إسرائيل زمنية بينما مشوراته تجاه
الكنيسة فأبدية. كانت إسرائيل موضعا جغرافيا في علاقتها بالناس وهى مركز للعالم
(حز 25: 5؛تث8: 32،9) مُباركة وبركة للأرض (مز13: 102-16؛اش6: 27؛زك11: 2)، ولكن
الكنيسة جالسة في السماويات في المسيح يسوع “(8).

 

3 البقية اليهودية

وتبع التعليم السابق عقيدة ” البقية اليهودية “الذي يقول
أنه إذا كانت الكنيسة مكونة من الذين افتدوا فيما بين العنصرة والاختطاف فستخطف
كلية إلى السماء ولن يكون هناك على الأرض مسيحيون، ولكن بعد اختطاف الكنيسة ستنادى
جماعة ” بقية يهودية ” بإنجيل الملكوت، ومن خلال بشارتهم بإنجيل الملكوت
سيخلص 144,000 من اليهود (البقية اليهودية) وجمع كثير من الأمم (رؤ7). وقالوا بأن
كل وعود الله في الكتاب المقدس كانت لإسرائيل وليست للكنيسة ” إن النبوات
الكتابية مرتبطة بالأرض والشعب الأرضي وليس بالسماء والسماويين، لأن الكنيسة
دعوتها سماوية وليست أرضية [في 3: 20] ” فإن سيرتنا نحن هي في السموات 000
وحينما يكتمل عدد المؤمنين المعينين وهم الكنيسة المختارة من قبل تأسيس العالم، سيأتي
الرب لاختطافها سرا “(9).

 

4 دانيال ونبوة الأسبوع السبعون

 قال الملاك جبرائيل لدانيال النبي: ” سبعون أسبوعا قضيت على
شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة الإثم وليؤتى
بالبر الأبدي ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القدوسين، فاعلم وافهم انه من خروج
الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعا
يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الأزمنة، وبعد اثنين وستين أسبوعا يقطع المسيح وليس
له وشعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة وإلى النهاية حرب وخرب قضي
بها، ويثبت عهدا مع كثيرين في أسبوع واحد وفي وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة
وعلى جناح الأرجاس مخرب حتى يتم ويصب المقضي على المخرب ” (دا24: 9-27).

 ويجمع العلماء في كل مدارس التفسير
على أن الأسابيع المذكورة هنا هي أسابيع سنين ومجموع السبعون أسبوعا هو 490سنة،
تبدأ من صدور الأمر ببناء أورشليم وتجديدها في القرن الخامس قبل الميلاد وتنتهي
بمجيء المسيح وصعوده.

ويقسم التدبيريون هذه الأسابيع إلى
ثلاث مراحل:

أ 7 أسابيع + 62 أسبوع = 69 أسبوع وهى الفترة ما
بين صدور الأمر بتجديد أورشليم وبنائها سنة 445 ق.م إلى دخول المسيح الانتصاري
لأورشليم وقطع
المسيح أي صلبه سنة 33م وصعوده وحلول الروح القدس يوم الخمسين.

ب ثم يقولون أنه سيحدث فاصل زمني أو فجوة
زمنية تتوقف فيه ساعة النبوة
! هذا الفاصل يمتد ما بين يوم الخمسين واختطاف
الكنيسة لتعود ساعة النبوة لتدق من جديد ويبدأ الأسبوع السبعون بعد اختطاف
الكنيسة، ويقولون أيضا ” أن حبل النبوة بعد صلب المسيح
ينقطع إلى أمد
غير محدود ثم يعود ويستأنف من جديد ليتم الأسبوع الأخير المتبقي لاكتمال تاريخ
الشعب اليهودي “(10).

ج الأسبوع الأخير والذي يتكون من 7 سنين، وينقسم أيضا إلى نصفين كل
منهما ثلاث سنوات ونصف، يسمى النصف الأول منها بمبتدأ الأوجاع والثاني بالضيقة
العظيمة، ويبدأ، هذا الأسبوع، بعد اختطاف الكنيسة ويأتي فيه ضد المسيح وتحدث
الضيقة العظمة ويسبق الملك الألفي مباشرة.

نبوة السبعين أسبوعا في الفكر التدبيرى

 

69
أسبوعا من السنين

69
X 7 = 483

(تنتهي
في 6 أبريل 32م بقطع المسيح)

فجوة
زمنية مجهولة الأمد

(زمن
النعمة وتكوين الكنيسة) يليها الاختطاف

 

الأسبوع
الأخير 7 سنوات 3,5 3,5

 مبتدأ
الأوجاع الضيقة العظيمة

 

4 المجيء الثاني

نادى الأخوة البليموث بأن هناك مجيئن ثانيين للسيد المسيح، الأول
يأتي فيه لاختطاف المؤمنين (القديسين أو الكنيسة) قبل الضيقة العظيمة والملك
الألفي والثاني يأتي فيه مع القديسين (الظهور أو الإعلان).
وقالوا أنه
يوجد ما بين الحدثين فترة زمنية فاصلة، أو زمن هام يسمى بالأسبوع السبعين من نبوة
دانيال النبي الإصحاح التاسع تحدث فيه الضيقة العظيمة من جراء التحالف الثلاثي بين
الشيطان وضد المسيح، النبي الكذاب، والآشوري، ملك الشمال ” ويثبت عهدا مع
كثيرين في أسبوع واحد وفي وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة وعلى جناح الأرجاس
مخرب حتى يتم ويصب المقضي على المخرب ” (دا25: 9)، ويطابقون الجزء الثاني
منها مع أحداث رؤيا 4 إلى 19، أي أن هذا الفاصل الزمني يقع فيما بين الاختطاف
والظهور
.

E تسلسل أحداث المجيء الثاني:

(1) المجيء الأول (الاختطاف Rapture) والقيامة الأولى (قيامة الأبرار فقط):

 تقول هذه المدرسة أن الرب يسوع سينزل من السماء بهتاف، بصوت رئيس
ملائكة وبوق الله. هذا هو الاختطاف (1تس4: 15
18) ويقوم الأموات، الأبرار فقط،
من قبورهم سواء الذين من العهد الجديد أو العهد القديم لمقابلة الرب في الهواء، أما
الأموات الأشرار فسيظلون في قبورهم إلى ما بعد ذلك ب1007 سنة
، أي لما
بعد الملك الألفي. ويؤمن التدبيريون بأن هناك فرقاً بين المجيء الثاني للمسيح
قبل الأسبوع الأخير من أسابيع سفر دانيال السبعين ومبتدأ الأوجاع، والذي يرتبط

في نظرهم بالاختطاف، وبين مجيئه بعد الملك الألفي، والذي
يسمونه بالظهور
.

 ثم ينتهي هذا التدبير الحاضر، تدبير النعمة باختطاف كل المؤمنين
الذين سيكونون أحياء علي الأرض في وقت مجيئه ليخطفوا مع القديسين المقامين
والأطفال الذين هم دون سن المسؤولية من جهة خطاياهم، ولهم والدان مؤمنان، أو حتى
أحد الوالدين مؤمن، ومفديان، فسيصبح لهؤلاء نصيب في الاختطاف لملاقاة الرب في
الهواء. لأنهم مقدسون في الوالدين المؤمنين، أو في أحدهما. أما بقية الأطفال
فسيتركون مع والديهم غير المؤمنين ليجتازوا معهم فترة الضيقة وستكون لهم الفرصة أن
يسمعوا ويؤمنوا بإنجيل الملكوت (1كو 7: 14)، وسيترك ويبقى على الأرض كل الذين لم
يعرفوا الرب كمخلص لهم، والذين لم تغتسل خطاياهم في دمه ليجتازوا الضيقة (مت25: 10
12).

 ومن وقت الاختطاف فصاعدا سيكون العريس، المسيح والعروس، الكنيسة
وأصدقاء العريس الذين هم قديسي العهد القديم، معا إلي الأبد. ومن ثم، كما يقولون، فالكنيسة
لن تجتاز الضيقة لأنها ستؤخذ للمجد عند مجيء الرب واختطافه لها، قبل الضيقة مباشرة

(رؤ3: 10). وبعد أن يأخذ الرب كنيسته إلي بيت الآب الذي سيصبح مسكنها الأبدي
سيجلسها علي مائدته ويتقدم ليخدمها بالسعادة والمسرات السماوية (لو 12: 37).
” إن الاختطاف سيكون لكل المؤمنين سواء كانوا أحياء أم راقدين (أي أموات في
المسيح) لذا يقول ” سنخطف جميعا ” [ 1 تس 4: 17 ] ابتداء من هابيل إلي
آخر مؤمن في العهد الجديد، بعد اختطاف الكنيسة 000 سوف يكون لله بقية من اليهود
والأمم يتعامل الرب معها لتكون له
: ” سأرجع بعد هذا وأبني أيضا خيمة داود
الساقطة، لكي يطلب الرب. جميع الأمم الذين دعي اسمي عليهم ” [ أع 15: 13- 19
]، وأيضا [ رو 11: 25
32 ] ” إن القساوة قد حصلت جزئيا لإسرائيل 000 وهكذا سيخلص
جميع إسرائيل “. إن أورشليم وما حولها هي محور النبوات الخاصة بالأرض، بل
نقول هي مسرح الأحداث المستقبلية بعد اختطاف الكنيسة 00 أن هذه الأقوال تخص بالذات
الشعب الأرضي و ليس السماوي، وكذلك أورشليم الأرضية (شعبك
مدينتك أورشليم). وبعد اختطاف الكنيسة وارتفاع الروح
القدس سينتشر الشر والفساد والتمرد سريعا في الأرض وتصبح الأخلاقيات بنفس الصورة
التي كانت عليها في أيام نوح ولوط (لو 17: 26- 29) وسيزداد الإثم (2 تس 6- 7، مت 24:
12).

 وبعد الاختطاف سيجمع نظام روما الكاثوليكية، كما يقول البعض منهم،
حوله العديد من الطوائف المسيحية، أو تتجمع المسيحية الاسمية، كما يقول البعض
الآخر، ليكونوا نظاما واحدا دينيا فاسدا يسمي ” ببابل الزانية العظيمة ”
(رؤ17: 1 -2). وستسعى هذه الكنيسة الاسمية، كما سعت كنيسة روما في الماضي، لتؤثر
علي الحكومات ولتجمع حولها أمم أوروبا الغربية وربما بعض أجزاء من أمريكا الشمالية
ومناطق مثل إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وأسبانيا وغيرها من الدول التي كان

ينتشر فيها نور المسيحية ذات يوم، وذلك لإحياء الإمبراطورية الرومانية
بممالكها العشر، التي يرونها في أصابع قدمي التمثال البهي في حلم نبوخذ نصر
والقرون العشرة للوحش الرابع في سفر دانيال النبي (2و7)، ويشار إليها سياسيا باسم
بابل، فيتكون حلف من عشر دول غربية متحدة تسمي الوحش. ويتكون هذا الحلف الغربي
من
الكنيسة الاسمية أو كنيسة روما التي ستتحكم في الإمبراطورية
الرومانية العائدة للحياة إلي حين. ويشيرون إلى ذلك بالمرأة الجالسة علي الوحش (رؤ
17: 1- 13). ومن ثم فستصبح مدينة روما المركز الإمبراطوري وعاصمة الإمبراطورية
العائدة للحياة (رؤ 17: 9- 13).

E ويتم تجميع اليهود من الشتات إلي
أرض إسرائيل،وسيعود منهم تقريبا ما بين 13 إلي 14 مليون يهودي من كل أجزاء الأرض
لأسباب سياسية وتجارية وثقافية فقط وليس بدافع الإيمان، ولكن سيوجد بين هؤلاء
العائدين بقية خائفة الله،متميزة تخاف الله وترتعب من كلمته، وسيكون رجاء هذه
البقية اليهودية التقية هو مجيء المسيا المنتظر الذي انتظروه طويلا ليملك عليهم
ويملكون من خلاله على العالم كله
. وستكرز هذه البقية بإنجيل الملكوت ثم يكرز
الأمم أيضا به. وستؤمن أعداد غفيرة من اليهود والأمم بهذا الإنجيل.

E النصف الأول من الأسبوع السبعين (مبتدأ
الأوجاع)
: أو “1260 يوما أي ثلاث سنوات ونصف أو 42 شهرا. وبتعبير آخر
زمان وزمانين ونصف زمان “(ارجع إلي مت 24: 5- 8، رؤ 6- 8). أما أحداث الضيقة
العظيمة ففي نبوة دانيال [ 9: 27 ] ” وفي وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة
وعلى جناح الأرجاس مخرب. في وسط الأسبوع ” أي في النصف الثاني من الأسبوع، أي
ثلاث سنوات ونصف (راجع رؤ 11: 2- 3 و 12: 6،14 و 13: 5) وسيحدث الأتي فترة مبتدأ
الأوجاع:

 Eالاتحاد
الثلاثي الوحشي الشيطاني (الشيطان والوحش وضد المسيح) ؛

 أ الوحش (والذي يدعونه أيضا بالسوط الجارف أو المخرب الآشوري)
؛ حيث يفرز الشيطان شخصا من الغرب هو ” القرن الصغير ” الذي
يدعوه الكتاب ” الوحش ” و” ملك بابل “، هذا الشخص سيكون من
الأمم لأنه خارج من البحر الذي يمثل الحالة غير المستقرة للشعوب. وبعد هذا، يقوم
الوحش، أي الأمم العشرة المتحدة اتحادا فيدراليا، مع القرن الصغير الذي علي رأسها
بطرح الزانية، التي هي الكنيسة الاسمية، بنظامها الديني الذي سيقود الإمبراطورية
في الثلاث سنين ونصف الأولي. ويقولون أن هذا ما يشار إليه في الرؤيا بعبارة ”
سقطت بابل “. ثم تطرح الإمبراطورية النظام الديني عنها وتتخذ نظاما جديدا
مختلفا وشيطانيا، بقيادة ” القرن الصغير “. وسيتسمر ذلك لمدة اثنين
وأربعين شهرا، أو ثلاث سنين ونصف (رؤ13: 2-8). وسيتعجب كل العالم وراء الوحش أو
الاتحاد الفيدرالي للعشرة الأمم الغربية في شكلها الجديد.

ب ضد المسيح ؛
وسيظهر، في ذلك الوقت، شخص آخر في أرض إسرائيل، يقولون أنه غير الوحش، وسيعمل بكل
قوة الشيطان (2تس 2: 9) وبالارتباط مع الوحش الأول أو ” القرن الصغير “.
ويقولون أنه سيكون إسرائيليا وربما من سبط دان (دا 11: 37، تك 49:
16-17، ويغيب هذا السبط من رؤ 7). هذا الشخص هو ” ضد المسيح ” و ”
إنسان الخطية ” و ” النبى الكذاب “الذي سيظهر نفسه لليهود على أنه
المسيا المنتظر والذي انتظروه طويلا، وسيصدقه اليهود ويقبلونه ويجعلونه ملكا لهم
وسيحكم أرض إسرائيل. وسيكسر الوحش العهد مع اليهود بمساعدة ” ضد المسيح
” هذا، وسيبطل كل نشاط ديني في مملكتهم، وستتوقف كل عبادة مزيفة سواء كانت
مسيحية أو يهودية كاذبة. مما يؤدى إلى عبادة الوحش الذي ستوضع صورته، بمساعدة
” ضد المسيح “، في هيكل أورشليم،الهيكل الثالث الذي سيبنيه اليهود، غير
الهيكل الرابع الذي سيبنى في الملك الألفي، وهذه هي ” رجسة الخراب “.
يقول أحدهم ” هل سيعاد بناء الهيكل وتمارس الطقوس اليهودية مرة أخرى؟
” ويجيب ” نعم. عندما يأتي ضد المسيح فأنه سيجلس في هيكل الله فيتعبدون
له (2تس4: 1). والهيكل سيكون موجودا مع الذبيحة اليومية والعبادة القائمة 000 الرب
أيضا في كلامه النبوي الواضح (مت15: 24) يشير إلى ” المكان المقدس ”
الذي سيكون في المستقبل. وأن كان الكتاب لا يسجل شيئا عن أقامته بل ملاحظات بسيطة
عن هذه الحقيقة. والأجزاء النبوية من دانيال تفترض أيضا وجود الهيكل وبالتالي
الطقس اليهودي.
(دا 27: 9) ” (11).

 ثم يصدر قرارا في كل أنحاء الإمبراطورية بعبادة صورة الوحش وتفرض
الوثنية علي اليهود في إسرائيل وعلي كل سكان الأرض من المسيحيين المرتدين الذين
سمعوا ورفضوا إنجيل نعمة الله في وقتنا هذا.وسيسيطر الوحش مع ” ضد المسيح
” سيطرة تامة علي ارض إسرائيل التي ستصبح أسيرة ومرتبطة بالإمبراطورية لمدة
الثلاث سنين ونصف الأخيرة، وسيخضع كل من في ارض إسرائيل لسيطرتهما. وسيبذل ضد
المسيح جهده ليجعل كل أمم الغرب، المسيحية، وأرض إسرائيل تقبل سمة الوحش سواء علي
جبهتهم أو علي يدهم اليمني،هذه السمة التي بدونها لا يقدر الناس أن يشتروا أو
يبيعوا (رؤ13: 16
18). ولكن البقية التقية من اليهود ومن الأمم الذين يؤمنون بإنجيل
الملكوت سيرفضون السجود لصورة الوحش أو قبول سمته مما يثير ضدهم عداوة الوحش، ضد
المسيح والنبي الكذاب اللذين سيضطهدانهم بأشد الاضطهادات قسوة ويقتلان الكثيرين
منهم.

(ج) الضيقة العظيمة ؛ وسيؤدى هذا الاضطهاد الرهيب
إلى ” الضيقة العظيمة ” التي ستدوم لمدة 1260 يوم (وهي تنقص مدة 18 يوم
عن 5ر3 سنة)، لأن 5ر3 سنة مدتها 1278، وتسمي أيضا ” ضيق الأزمنة “،
وستهرب البقية الأمينة اليهودية من هذا الاضطهاد إلي الجبال والكهوف وشقوق الأرض.
وسيمجد ” ضد المسيح ” ويعظم نفسه فوق كل ما هو من الله وسيجلس في هيكل
الله مظهرا نفسه أنه إله يجب أن تقدم له العبادة (دا 11: 36، 2 تس 2: 3
4). ثم يضرب أمراء أوروبا الغربية، الذين قبلوا
سمة الوحش وسجدوا لصورته بدمامل خبيثة وردية. وتعنى هذه الدمامل الألم المفزع
لضمائر مذنبة (رؤ 16: 2) (الجام الأول). ويقولون، كما سبق أن بينا، أن الكنيسة
لن تجتاز هذه الضيقة التي يصفونها ب ” ضيقة يعقوب ” (ار7: 30) ”
وإذا رجعنا إلي العهد القديم نجد رمزا للكنيسة التي لا تجتاز الضيقة في أخنوخ
السابع من آدم، إذ مكتوب عنه ” وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه
(نقله) ” [ تك 5: 24 وعب 11: 5 ]، وإذا قرأنا سفر التكوين سنجد نوحا الذي دخل
الفلك مع بيته، ونزل الطوفان، وانفتحت طاقات السماء بعدما انفجرت كل ينابيع الغمر،
وتكاثرت المياه وتعاظمت جدا، ولكن رغم هذا كله بقي نوح والذين معه فقط في الفلك
(12).

(د) السخط ؛ ثم تتصاعد الضغوط السياسية في الشرق
الأوسط، وتزداد عداوة الأمم، وخاصة العرب، لإسرائيل. وهذا ما يسمي بالسخط، الذي
سيغطي فترة 75 يوما في نهاية الضيقة العظيمة وقبل إعلان الملك الألفي.وفي هذه
الفترة يقود الشيطان أمما كثيرة لتدخل أرض إسرائيل بالقوة لتدمرها وتتحدي المسيح
بعد رجوعه، بالحرب مطالبة بحقوقها في الأرض ومن ثم يصب الرب سخطه علي هؤلاء
الثائرين ويبيدهم تماما. ونتيجة لذلك ستصارع الدول المختلفة لأجل التفوق العالمي
واستمرار البقاء، وسيصطفون في عدة أحلاف مشتركة وستكون هناك ستة جيوش مختلفة تدخل
فيما يسمى بمعارك السخط، وهي:

1 ملك الجنوب وحلفه (دا 11: 40، حز 30: 1 8) ؛ وهذا الحلف يشمل مصر، ملك الجنوب، والدول
التي في شمال شرق أفريقيا التي يرون أنها أثيوبيا وليبيا، وربما السودان ودولا
أخري.

2 ملك الشمال وحلفه الذي يضم الدول العربية ؛ (دا
11: 40، مز 83: 3
8). ويضم هذا الحلف تركيا والتي يرجح أنها ستكون ملك الشمال
اعتمادا على ما جاء في يوحنا دار بي (مجلد 2 ص 343)، والدول العربية التي تقع في
شمال وشرق إسرائيل، وهي سوريا والعراق ولبنان والأردن والمملكة العربية وغيرها،
وهذا هو الحلف الإسلامي، في نظرهم.

3 التحالف الغربي، أي الإمبراطورية الرومانية العائدة إلي الحياة وتدعي الوحش ؛ ويضم هذا التحالف عشرة بلاد
من غرب أوروبا هى إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وأسبانيا وغيرها وربما بعض ولايات من
أمريكا الشمالية. والتي هي بلاد مسيحية اسما فقد كان بها نور المسيحية وامتيازاتها
ولكن دون معرفة يسوع المسيح كالمخلص. وهذه المجموعة من الدول يشيرون إليها،
سياسيا، بأنها بابل.

4 جوج وماجوج وتحالفهم (حز 38: 1-7).

 ويضم هذا الحلف روسيا ودولا أخري في أقصي الشمال وشرق إسرائيل، وربما
ألمانيا وبعض دول من شرق أوربا، وإيران.. الخ.

5 جيش إسرائيل (أر 51: 19- 23؛ مز 108: 10- 13 ؛ مي
4: 13، زك 12: 6، 14: 14).

هذا الجيش يضم مفديين من الاثني عشر سبطا.

6 ملك الملوك وجيوش السماء (رؤ 19: 11- 16).

 وهي جيوش الرب يسوع المسيح (ملك الملوك)،
والتي تضم كل الذين أخذوا إلي المجد في الاختطاف والذين اشتركوا في القيامة الأولى
من العهدين القديم والجديد، أي قديسو الله المفديون السماويون.

(ر) معركة هرمجدون:

 ويقولون أنه ستندلع سلسلة معارك
أثناء السخط في هرمجدون تبدأ بملك الجنوب، مصر، وحلفائه من الجيوش التي ستغزو أرض
إسرائيل من الجنوب ويقولون أن نهر الفرات سيجف ليتيح للأعداد الغفيرة بقيادة ملك
الشمال أن تغزو ارض إسرائيل من الشمال مثل العاصفة، وهذا يشار إليه أيضا بأنه
الهجوم الآشوري الأول. هذا الغزو الجبار سيخرب الأرض بقسوة وستكون الأرض في أعينهم
شبيهة بجنة عدن، ولكنها ستصبح بعد غزوها برية خربة. هذا ” السوط الجارف
” سيقيمه الله للقضاء علي جموع غفيرة مرتدة من اليهود التي قبلت ضد المسيح
وعبدت الوحش. وعند وقوع الكارثة العظمي سيهرب المسيا الكاذب اليهودي، ضد المسيح،،
وسيؤخذ نصف مدينة أورشليم سبايا (زك 14: 2) وسيدمر الهيكل الذي أقامه اليهود.

(س) ظهور المسيح وملحق
القيامة الأولى!!

 وبمجرد أن يدخل الوحش وجيوشه، أي
الحلف الغربي أو الإمبراطورية الرومانية العائدة للحياة، أرض إسرائيل، سيأتي الرب
من السماء علي فرس أبيض، والقديسون السماويون الذين اختطفوا سوف يأتون معه ويشار
إليهم بجنود السماء، وذلك للحرب بلهيب نار وللدينونة وسيقضي علي جيوش الوحش ببهاء
مجيئه. هذا هو ظهور المسيح ودينونة بابل السياسية.

 وسيأخذ ملحق القيامة الأولى مجراه
حيث يقوم من الموت كل الذين ماتوا أثناء السبع سنين، ما بين الاختطاف والظهور،
الذين آمنوا بإنجيل الملكوت الذي كرز به بعد الاختطاف ثم ماتوا سواء بالاستشهاد أو
بأي طريقة أخري، ليلحقوا بالقديسين السماويين. وستكون هناك فئتان من القديسين
الشهداء المقامين: الذين قتلوا أثناء حكم الكنيسة المزيفة (الزانية العظيمة) في
الثلاث سنين ونصف الأولى (رؤ 6: 9
11) والذين قتلوا أثناء حكم الوحش وضد المسيح في الثلاث سنين ونصف
الأخيرة (رؤ 15: 2-4). وكلاهما سيشارك في البركة السماوية وسيعيشون ويملكون مع
المسيح فوق الأرض (رؤ 14: 13،20: 4
5).

 وسيقبض الرب علي كل من الإمبراطور
الروماني (الوحش أو القرن الصغير) والمسيا اليهودي الكاذب (ضد المسيح) ويلقيهما
حيين في بحيرة النار.

 وبظهور الرب ليدين التحالف يبدأ
يوم الرب
” عندما يظهر علنا قوته الكونية وسلطانه علي كل من السماوات
والأرض وسيبدأ الرب بإخضاع وطرد كل قوة معادية، وسيمتد يوم الرب طيلة الألف عام
من حكم المسيح الألفي
. وسيأتي
الرب ليدافع
عن أورشليم من ملك الشمال وجيوش العائدة، وسيواجه ملك الشمال الرب في الأرض ويقف
ضده في المعركة، وتكفى قوة صوت الرب لهزيمة ملك الشمال وجيوشه، وعندما يسقط ملك
الشمال، فإن جوج، روسيا، الذي سانده بالعتاد الحربي لا يأتي لمعونته ” ولا
معين له “. ثم يلقي الرب ملك الشمال حيا في بحيرة النار مع الوحش والنبي
الكذاب، ضد المسيح.

(ص) رجوع إسرائيل:

 ويقولون أنه ليس الغرض من ظهور
الرب في ذلك الوقت هو القضاء علي القوى الأممية فقط بل أيضا لخلاص البقية التقية
من اليهود ورجوع العشرة الأسباط المفقودة من إسرائيل
(لو18: 1- 8، مز90- 106،
الكتاب الرابع من المزامير).

 وعندما تلمس قدمي الرب جبل الزيتون
فإنه ينشق إلي اثنين ويكون واديا عظيما يمتد شرقا وغربا (زك 14: 4)، وسيتحول الذين
سيرونه إلى رسل للبقية الباقية التي ستخرج من أماكن اختبائها إلى الوادي العظيم
الذي شقته قدما الرب (أش 52: 7؛زك 14: 5). وستنظر البقية اليهودية إليه
ذاك الذي طعنوه وينوحون نادمين عليه. وسيعترفون
بذنب دمه إذ صلبوا رب المجد، وسيرسل الرب ملائكته ليجمع مختاريه من أسباط إسرائيل.
وستصعد جماعة عظيمة جدا من كل مدينة على الأرض، حتى من أقصى البلاد كالصين (سينيم
أش 49: 12) وأجزاء من روسيا (ماشك مز 120: 5). أما احتياجات الأسباط العائدة من
إسرائيل فستقوم بها بعض الأمم التي ستتذلل أمام قوة ومجد الرب والتي ستظهر في
الأرض
(مز18: 44 45 ؛66: 3). وسيأتون راكبين على الخيل والبغال والجمال
والعربات والمركبات والسفن وستولد الآمة الإسرائيلية، الاثنا عشر سبطا معا، دفعة
واحدة (أش60: 2؛66: 8) وسيقيم الرب عهدا جديدا أبديا مع إسرائيل ويمنح اليهود
قلبا جديدا وهم سيطيعون ناموس الله
(حز 36: 25 27)، وستمتلئ أفواه الاثني عشر
سبطا ضحكا وألسنتهم بالترنم والفرح (مز 126). وستملئ الأرض منهم حتى لا تسعهم
وسيكونون كرمل البحر الذي لا يعد وسيطلبون من الرب أن يوسع التخوم.

 ونظرا لاستمرار السخط سينزل جوج، روسيا، وكل جمهورها العظيم، الآشوري
العظيم في شكله النهائي،، من أراضيه في أقصي الشمال محاولا أن يسقط مملكة يسوع
المسيح في إسرائيل، وهذا ما يشار إليه بالهجوم الآشوري الثاني، ومن ثم يستخدم الرب
هذه الفرصة ليجعل العديد من جيوش الأمم تصعد معهم، وسيقود جوج (روسيا) هذا الهجوم
النهائي. وتصل إلي أسماع الإسرائيليين الذين اجتمعوا هناك حديثا أنباء اقتراب
الجمهور العظيم بقيادة جوج، عندئذ يصرخون إلي الرب لكي ينفذهم، وحيث أن الرب يكون
في صهيون في ذلك الوقت، فإنه لا يسمح بأن تؤخذ مدينة أورشليم مرة أخري ومن ثم يشجع
إسرائيل لكي تثق فيه كالملجأ. وستصعد الجيوش الغفيرة التي بلا عدد مثل سحابة (حز
38: 16). وللحال فإن الرب سيسمح بزلزال قوي لكي يمزق خطط جيوش الحرب وينتشر الخوف
والشائعات بين الجنود، ويزداد الهلع في الجيوش فيضرب الواحد أخيه، وفي ذات الوقت
فإن الرب يسمح بكوراث طبيعية ترافق الزلزلة، مثل الأوبئة وحجارة البرد والأمطار
الجارفة والنار، وسيزمجر الرب من صهيون ليدوس معصرة خمر وسخط غضب الله. وهذه هي
دينونة عناقيد كرم الأرض. وسيقود جوج، روسيا، المعركة، ولكنه سيسقط علي جبال
إسرائيل وسيهلك حوالي خمسة أسداس جيش جوج، روسيا (حز39: 2). وسيطىء الرب، في سخطه
المخيف، بقدميه الأمم التي اتبعت جوج، وسيسير في الأرض من أورشليم حتى يصل إلي
أدوم حوالي مائتي ميل حب. وأدوم، من المرجح أنها جزء من العربية، ستكون المكان
الذي يضرب فيه الرب الأمم التابعة لجوج بغضبه ويسحقهم بغيظه وسيكون قتال الجيوش
هناك عظيما لدرجة أن الدماء المسفوكة منهم تصل إلي لجم الخيل. هذا هو يوم سخط
الرب، وستصعد نتانة جثثهم من الأرض، وطيور السماء تأكل لحمهم، وسيرسل الرب نارا
آكلة وريحا عظيمة إلى ارض روسيا وإلي أجزاء عديدة من الأراضي البعيدة علي أولئك
غير المؤمنين. وسيكون القضاء من الرب بالإبادة والقتل ممتدا من أقصاء الأرض إلي
أقصائها. أما الأمم الذين نجوا من قضاء الرب المدمر فسيعودون إلي أراضيهم، إلى
الأجزاء البعيدة من أرضهم ليعلنوا مجد الرب. وستسمع الأمم وتخاف وستعين بقية
إسرائيلية لتعود إلي أرضها. وسيقضى الرب علي الأمم المجتمعة التي اتبعت روسيا في
الحرب، في أدوم، وسيكون قضاء رهيبا حتى أن أرض أدوم نفسها ستترك في خراب أبدي،
وستبقي عقيمة وخربة من جيل إلي جيل أثناء الملك الألفي. وسيعود الرب إلي إسرائيل
من أدوم بعد أن وطئ وحده المعصرة، وعندما يعود الرب، فإنه يقود جيوش إسرائيل
ليحاربوا ويخضعوا الأعداء الباقين الذين يقيمون في أرضهم كما كان في أيام يشوع
الذي قاد بني إسرائيل إلي الانتصار
. وستمتد المعركة حتى إلى ارض أشور (مي 5:
5- 6). وفي ذلك الوقت فإن إسرائيل سيضع يده علي كل الحدود المعطاة له بالوعد
كميراث من نهر مصر إلى نهر الفرات، وسيقع القضاء النهائي علي الفلسطينيين من جيوش
إسرائيل أيضا ولا تبقي بعد كأمة، وسيخضع موآب وعمون لإسرائيل ويوضعون تحت الجزية.
وسيسمح لبقية منهم بالبقاء في الأرض أثناء حكم المسيح الشخصي.

 وسيقيد إبليس ويطرح في الهاوية السحيقة لمدة ألف سنة (رؤ 20: 1- 3)،
وسينهي الرب كل حرب وتمرد، ولن يعود هناك مغتصب من ذلك الوقت وفيما بعد لكي
يضايق إسرائيل مرة أخري
، وسيقيم الرب عرش مجده في إسرائيل، وكل الأمم الباقية
في الأرض ستجتمع أمامه لكي تدان بحسبما تعاملت مع رسل إنجيل الملكوت الذين خرجوا
ليكرزوا به في كل الأمم (مت 24: 14). وسيقسمهم الرب كالراعي الذي يميز خرافه من
الجداء، والأمم الذين اظهروا أنفسهم أبرارا سيدخلون للتمتع بالبركة الأرضية مع
إسرائيل، أما الأمم التي أظهرت نفسها في عدم البر فسترسل
إلي
العقاب الأبدي. وهذه هي دينونة عرش الرب (مت25: 31- 46). وبذلك فإن مدة 1335 يوما
منذ منتصف الأسبوع قد انتهت وكل شر ومقاومة ستخضع (دا 12: 12؛ 1مل 5: 4).

(ط) الملك الألفي:

 ويقولون أن الرب يسوع سيؤسس ملكوته
في الملك الألفي بالقوة، وسيعود إلي المجد لكي يحكم العالم كله (مز 7: 7، 47: 5؛رؤ
7: 15). وسيجلس علي عرشه في السماوات ككاهن، باعتباره ملكي صادق الحقيقي، وسيحكم
كملك بالسلام لمدة ألف سنة باعتباره مركز كل شئ في السماء وعلي الأرض (أف 1: 10).
وسيسود علي كل الكون ويحكمه كابن الإنسان (مز 8)، وسيمتد ملكوته علي الأرض من
البحر إلي البحر وسيحكم البر، وسيسود السلام العالم، ولن يكون لملكه نهاية (زك 5:
3
4، 14:
11). وسيكون هناك دائرتان للملكوت ؛

 دائرة سماوية يسمونها بملكوت
الأب
، وتتكون من القديسين السماويين، من أزمنة العهد القديم والكنيسة، عروس
المسيح، الذين قاموا في القيامة الأولى واختطفوا، إلى جانب شهداء الضيقة من اليهود
والأمم. ودائرة أرضية يسمونها بملكوت ابن الإنسان علي الأرض، والذي يتضمن البقية
من اليهود الذين حفظوا أثناء الضيقة وأسباط إسرائيل الذي أعيد جمعهم مع الشعوب
الأممية في الأرض.

 وتتصالح السماوات مع الأرض ويكون
بينهما هناك توافق وانسجام، وسيرث الرب كل المخلوقات بالقوة، وستشاركه الكنيسة،
عروسه، والقديسون السماويون في حكمه علي الأرض. وستظهر أورشليم السماوية فوق
أورشليم الأرضية
.

 وسينال المؤمنون أكاليلهم أمام عرش المسيح أمام العالم اجمع في يوم
المسيح. وسيكون لهم الامتياز في الاشتراك في إدارة الأرض، وسيكون لرسل الرب يسوع
المسيح الاثني عشر امتياز خاص في إدارة الحكم علي إسرائيل مع المسيح من فوق (مت
19: 28). وستكون إسرائيل زوجة لله بمعني رمزي ” ويكون في ذلك اليوم يقول الرب
أنك تدعينني رجلي “ (هو6: 12). ثم تتطهر ارض إسرائيل من
الموتى، وذلك بإقامة مدفنة ضخمة واسعة تدعي ” وادي جمهور جوج ” (حز11:
39) لدفن جماهير روسيا وجنود الأمم التي تبعتهم إلي المعركة. وحدود هذا المكان
ستصبح في وداي عظيم في الجانب الشرقي من البحر الميت (حز 39: 11). وسيستغرق دفن
الموتى سبعة أشهر وحرق الأسلحة والمعدات سبعة سنوات (حز 39: 9
12).

 ” وسيعاد بناء كل ارض إسرائيل مرة أخري بعد خرابها، وسيمتد
ميراث إسرائيل الكامل من نهر مصر إلي نهر الفرات
، وستكون المساحة التي ستتسع
من أرضهم حوالي 000ر300 ميل مربع، وستسمي المساحة كلها ” جبل بيت الرب
“. ” ولن يكون هناك رئيس كهنة أرضي من سلالة هرون لممارسة الخدمات في
الهيكل، لان الرب رئيس الكهنة العظيم سيكون حاضرا، وسيعين الرب وصيا نائبا له
ليجلس علي العرش في إسرائيل ليخدم ويتمم مطالب الرب ومسرته. هذا ” الملك
” سيكون من السلالة المباشرة للبيت الملكي وهو بيت داود (فالملك ليس هو الرب
يسوع المسيح ولكنه إنسان قابل للموت الذي سيقدم عن نفسه ذبائح للخطية “(14). ” وستعود
الأشياء في الأرض إلى ترتيبها اليهودي، حيث يحفظ السبت مرة أخري، وليس اليوم الأول
من الأسبوع الذي يخص التدبير المسيحي، وسيحفظ ناموس الرب مرة أخري بكل فرائضه
وأحكامه، وستقدم مرة أخري الذبائح اللاوية، هذه الذبائح ستكون للذكري، ذكري إكمال
عمل المسيح “(15).

E ” وسيعود إلي الهيكل مجد الشكينة
(أي حضور مجد الرب المنظور) وسيري مرة أخري، وسوف تكون هناك ذبائح دائمة صباحية
كما كان في القديم
(عد 28: 3- 4) ولكن لن تكون هناك ذبائح مسائية، إذ لا يكون
ليل بعد (حز 46: 13
15)(16).

E وسيعيد اليهود ثلاثة أعياد
فقط من الأعياد السبعة السنوية التي كانوا يحفظونها، وهى، أعياد الفصح والفطير
والمظال.
وسيحمد إسرائيل الرب (مز95) “، وستنادي
إسرائيل الأرض لكي تسبح الرب وتحمده (مز 96- مز 100)، وستتصل أمم كثيرة لترتبط
بالرب (زك 2: 11، مز 47: 9). وستسجد الأرض كلها للرب يسوع المسيح وتتأسس عبادته
وستكون عبادة الرب يسوع المسيح كل شهر وكل أسبوع (من السبت إلي السبت) (أش 66:
23). وسيكون هناك تسبيح دائم نهار وليلا في الهيكل من كل اليهود والأمم إذ سيعبدون
معا وستأتي كل الأمم إلي أورشليم سنويا لتسجد للرب وتصلي وكل جسد سيسجد للرب،
والأمم التي لا تأتي إلي أورشليم لتسجد وتحفظ عيد المظال فإنهم يجلبون علي أنفسهم
الضربات والقصاص (زك 14: 17- 19). وستقدم البخور تذكارا في كل أمة باسم الرب (ملا
1: 11)، وسيعاد بناء أورشليم أيضا وتصلح للسكني بعد خرابها، وكل سكان مدينة
أورشليم يكونون أبرارا (اش 60: 12).

 ” وستصبح أورشليم هي قصبة (عاصمة) العالم،والمدينة المعتبرة
أنها مركز الأرض، وكما أن القديسين السماويين سيحكمون وهم في أورشليم السماوية فوق
الأرض كذلك فإن إسرائيل ستحكم علي الأرض وأورشليم هي مقر حكومة الرب، وستصبح
إسرائيل رأسا لكل الأمم علي الأرض بحسب مقصد الله الأصلي من نحوهم. وباعتبارها رأسا
للشعوب، فإن الأرض كلها ستعطي الجزية لإسرائيل، وسترضع من غني الأمم وستصبح أغني
منطقة علي الأرض بلا مقارنة “.

E وستخدم كل الأمم إسرائيل،
وسيرعون قطعانهم ويحرثون حقولهم ويخدمون في كرومهم، بينما تدعي إسرائيل لخدمة الرب
والأمم التي لا تخدم إسرائيل ستباد (اش 60: 12). وستصبح أورشليم مركزا لتعلم كلمة
الله وكل الأمم ستصعد إلي أورشليم لهذا الغرض (اش 2: 2-3). وستكون إسرائيل بركة
للعالم. وستنسكب قوة الروح القدس علي إسرائيل بآيات ومعجزات، وتستخدم إسرائيل هذه
القوة لبركة العالم، واللغات المختلفة للأمم ستستمر في الملك الألفي، وكل

وجه من أوجه الحياة في إسرائيل سيتصف بالقداسة. ” قدس الرب
” ستكتب علي أجراس الخيل (وهي تصور الحياة العامة)، وعلي القدور في بيت الرب
(إشارة للحياة الدينية) وعلي قدور أورشليم ويهوذا (وهي تصور الحياة البدائية) (زك
14: 20- 21) “(
17).

E وسيصبح الناس طوال الأعمار كما كانوا قبل
الطوفان. وستزول اللعنة، ويقيد الموت. وسيعيش الذين يدخلون العصر الألفي في حالة
عدم الخطية، أما الذين سيخطئون سيموتون في عمر مائة سنة. وستتغير غرائز التوحش
والإبادة في الحيوانات فيسكن الذئب والخروف معا، ويرعى الأسد والعجل معا ولا يفترس
أحدهما الأخر. ويلعب الأطفال مع الأسود والثعابين دون أن يخافوا منهما وسينام
الناس في الوعور دون أذى، ولا تعود الحيوانات إلى أكل اللحوم ثانية. ويأكل الأسد
العشب مثل الثور. ويعود الإنسان إلى عصور ما قبل الطوفان ويكون طعامه النبات (تك1:
29) والسمك (حز 47: 9-10).

E وستحدث تغيرات طوبوغرافيه كبيرة في الأرض
(أش41: 15
20). ” وسيكون هناك نهر جديد ومياهه شافية تنساب من أسفل
الهيكل إلي مركز أورشليم. ومن هناك تنقسم إلي رأسين إلي الشرق الذي يصب في البحر
الميت، وإلي الغرب ويصب في البحر المتوسط. والوادي الجديد إذ تشقه قدمي الرب عندما
يأتي إلي جبل الزيتون، فإن النهر يغني ويخصب الأرض. وسيشفي البحر الميت ومياهه
تمتلئ بوفرة من السمك والصيادون يلقون شباكهم من الشواطئ (حز 47: 9
10). أما البرك والمستنقعات في البحر الميت فلن
تشفي (حز 47: 11). وأنهار جديدة أخري ستنفجر وتتدفق في الأرض كذلك. وتزهر البرية
مثل النرجس (أش 35: 1- 2و7) “.

E وسيجف نهر الفرات ونهر النيل ويتوقف
استخدامهما. ويلمع نور الشمس سبعة أضعاف والقمر يلمع نوره كالشمس (إش 30: 26).
” وستبقي الأربعة فصول بعينها في الأرض. وستزدهر الخصوبة الزراعية والنباتية.
وستعطي الأرض محاصيل بطريقة لم تعرفها من قبل (علي الأقل منذ سقوط الإنسان. وأكثر
الأماكن في الأرض مثل قمم الجبال ستعطي وفرة في المحاصيل (مز 72: 16). والحقول
والمروج في الأرض تكتسي بالأغنام والوديان تتعطف بالبر (القمح والذرة والشعير)،
والأسلحة تستخدم كأدوات للزراعة (اش 2: 4،مي 4: 3). أرض أدوم، وهذا سيساهم بصورة
كبيرة في الإنتاج (اش 34: 13، 55: 12- 13). وسيكون الحصاد وفيرا بدرجة كبيرة
للغاية حتى أنه لا يوجد وقت كافي لجمع المحاصيل قبل بداية وقت إلقاء البذار مرة
أخري وسيدرك الحارث الحاصد ودائس العنب باذر الزرع (عا 9: 13). ويحصد الذراع من
القطيع نتائج وفيرة (اش7: 21- 22) “.

E ” وستصبح ارض إسرائيل خصبة جدا مثل جنة
عدن (حز 36: 35). أما قطيع الأغنام والماشية الضخم الكثير العدد فإنه سيملأ الأرض
إلى الدرجة التي فيها أنها
تغمر شوارع
تلك المدن. وعلي شواطئ النهر ستنمو كل أنواع الأشجار المثمرة التي ستعطي ثمراً في
كل شهر، وليس كل سنة كما هو حادث ألان (حز 47: 12، تث 33: 14((18).

E وستستخدم عقاقير الأعشاب لشفاء الرضوض والقطع،
والتي تعمل من أوراق الأشجار التي تنمو علي شواطئ البحر الميت (حز47: 12). ولن
يكون هناك فقر بعد. وسينقطع الفقير من الأرض، وستكون المؤونة متوفرة للمحتاجين،
وللأيتام والأرامل.

E وستبقي ارض أدوم في خراب
دائم
من جيل إلى جيل أثناء الملك الألفي. فالأشواك
والقريس ينبتان في تلك الأرض الخربة، وستصبح تذكارا أبديا لكل الأمم ليروا ما يلحق
بأولئك الذين كرهوا الرب وكرهوا شعبه إسرائيل.

E أما المدن الكبرى في أوروبا وأمريكا فلن يعاد
بناؤها. بل ستبقي خراباً وغير مسكونة أثناء فترة الملك الألفي بعد أن يعبر
الملائكة لكي يأخذوا الأشرار بقسوة من بين الأبرار، وترعي وحوش الحقل في بيوت هذه
المدن الخربة.

E وإذ يقترب حكم المسيح الألفي من نهايته، فإن
الشيطان يحل زمانا يسيرا من الهاوية ليجرب الساكنين علي الأرض (وليس الذين في
السماء). وسيخدع أولئك الذين تظاهروا بالطاعة أثناء ملكه ويجمعهم ليحاربوا المدينة
المحبوبة أورشليم (رؤ20: 7-9). وعندما يحيط هؤلاء المتمردون بقيادة الشيطان
أورشليم، فإن الرب يمطر عليهم نارا من السماء ويقضي عليهم (رؤ 20: 9
10). وسيلقي الشيطان في بحيرة النار إلي الأبد.
وفي ذلك الوقت فإن الرب يدفع السماوات والأرض إلي حريق عظيم.

)ع) انتهاء
الأزمنة والقيامة الثانية ودينونة الأموات:

1 وتتخذ القيامة الثانية، والتي تسمي ” قيامة الدينونة
” أو ” قيامة الأشرار”
مجراها (يو 5: 29، أع 24: 15) بعد الملك
الألفي. فالذين ماتوا في خطاياهم بدون إيمان في كل الأزمنة السابقة، من قايين إلي
نهاية الملك الألفي، فانهم سيقامون ليقفوا أمام الرب في عرشه العظيم ليدانوا
هذه هي دينونة الأموات والأشرار
وأما بقية الأموات فلم تعش حتى تتم الألف السنة ” [رؤ 20: 5]. هؤلاء سيقدمون
لدينونة الأموات [ وهي غير الأحياء
مت 25، رؤ 19 ]، كما سبق القول. وقد جاء زمانها. ويقولون أن
الأشرار سيقومون بأرواحهم من الهاوية [ لو 16 ] وسيلبسون أجسادهم سواء من القبور
أو البحر أو أي بقعة ويتم هذا بقدرة الله العجيبة، ليطرحهم في البحيرة المتقدة
بنار وكبريت. وبين هاتين القيامتين، كما يقولون، نحو 1007 سنين.

2 أما الملائكة الساقطون الذين حفظوا في سلاسل الظلام فإنهم سيحضرون
من الظلام ليحاكموا. وسيشترك القديسون مع الرب في دينونة الملائكة (1كو 6: 3).

3 عندئذ يسلم الرب ملكوته (باعتباره أبن الإنسان) إلي الله أبيه
وذلك حتى يكرس نفسه تماما لعروسه. ومع انه قد سلم الملك، إلا أنه لا يفرط في
إنسانيته. فسيبقي إنسانا طوال الأبدية كلها. وكإنسان، فان الابن سيخضع للأب إلى
الأبد.

 

 وبنظرة سريعة لما سبق يتبين لنا أن هذا الفكر
التدبيرى هو فكر يهودي بحت ويتفق بدرجة كبيرة مع أمال اليهود التي بسببها رفضوا
السيد المسيح في مجيئه الأول عندما رفض أن يملك عليهم كملك أرضى (يو15: 6) ولا
يتفق أبدا مع فكر السيد المسيح والعهد الجديد الذي قال ” مملكتي ليست من هذا
العالم ” (يو36: 18).

 كما يفسر كل ما سبق أن حدث، بالفعل، في تاريخ إسرائيل على أنه نبوات
ستحدث في المستقبل!! ويفسر الرؤى التي أعطيت للأنبياء في صور وأشكال رمزية بشكل
حرفي وهذا لا يتفق على الإطلاق مع روح الكتاب المقدس ولا مبادئ تفسير الرؤى
الإلهية
(أنظر الفصلين التاليين).



(1) الرجاء
المبارك ص 20

(2) أنظر الكتب التالية : صدى
النبوات، الرجاء المبارك ؛ هل يشاهد جيلنا نهاية العالم ؛
والتر سكوت، حول أحداث
المستقبل ؛

(3) أنظر الكتب السابقة.

(4)
قصد الهور في التدابير السبعة ص 4 ؛ صدى النبوات الفصل الأول.

(5)
التدابير السبعة ص 56. (6) صدى النبوات ص 52.

(7)
Prophecy &The Church P. 10

(9) هل يشاهد جيلنا نهاية العالم، ص 52

(10)حول أحداث المستقبل ص46و47 (11) أنظر الرجاء المبارك (12) الأحداث النبوية مرتبة ترتيبا تاريخيا.

(13) الرجاء المبارك (14) السابق (15) السابق (16)
السابق
(17)
السابق

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار