عهد قديم

الأصحاح الثالث عشر



الأصحاح الثالث عشر]]>الأصحاح الثالث عشر

 

الآيات (1،2) :-

كان شاول ابن سنة فيملكه و ملك سنتين على اسرائيل. و اختار شاول لنفسه ثلاثة الاف من اسرائيل فكانالفان مع شاول في مخماس و في جبل بيت ايل و الف كان مع يوناثان في جبعة بنيامين واما بقية الشعب فارسلهم كل واحد الى خيمته.

كن شاول إبن سنة حينملك، وملك سنتين على إسرائيل: هكذا جاء النص العبرى. والإحتمال الكبير إن هذهالآيةتنتمى للإصحاح السابق بمعنى أن شاول أنهى حربه مع بنى عمون وتُوّج ملكاًللمرة الثالنية (14:11) بعد سنة من مسحه بقنينة الدهن لأوّل مرة (1:10) ثم كلامصموئيل فى الإصحاح السابق وشاول لهُ سنتين فى الحكم. وإختار شاول لنفسه 3000 منإسرائيل فكان 2000 مع شاول و1000 مع يوناثان: هذه الآيةبينها وبين الآية(1)السابقة ليس أقل من 20 سنة إنتشر فيها الفساد وضعف جيش شاول وإنصرف كل واحد إلىخيمته. وفيها كَبُر يوناثان فشاول كان شاباً وقت إختياره ملكاً (2:9) والآن نجدإبنه يوناثان يقود 1000 جندى ونجد هناك فارقاً كبيراً بين شاول المنتصر وجيشهالقوى أمام ناحاش وإسرائيل المنكسرة تماماً التى لا تجد سلاح لجنودها (22:13) وهذاراجع بالتأكيد لإنتشار الخطية وفساد الشعب وكبرياء شاول.

 

الآيات (3-7) :-

و ضرب يوناثان نصبالفلسطينيين الذي في جبع فسمع الفلسطينيون و ضرب شاول بالبوق في جميع الارض قائلاليسمع العبرانيون. فسمع جميع اسرائيل قولا قد ضرب شاول نصب الفلسطينيين و ايضا قدانتن اسرائيل لدى الفلسطينيين فاجتمع الشعب وراء شاول الى الجلجال. و تجمع الفلسطينيونلمحاربة اسرائيل ثلاثون الف مركبة و ستة الاف فارس و شعب كالرمل الذي على شاطئالبحر في الكثرة و صعدوا و نزلوا في مخماس شرقي بيت اون. و لما راى رجال اسرائيلانهم في ضنك لان الشعب تضايق اختبا الشعب في المغاير و الغياض و الصخور و الصروح والابار.و بعض العبرانيين عبروا الاردن الى ارض جاد و جلعاد و كان شاول بعد فيالجلجال و كل الشعب ارتعد وراءه.

نصب الفلسطينيين: سمعنا عنهذا فى (5:10) فلماذا توجد هذه الحامية حتى الآن ولماذا ترك شاول هذا الجيب أو هذهالبؤرة الصديدية فى جسد إسرائيل (هذه تمثل خطية محبوبة لدى الإنسان يتركها ولايحاربها فتكون سبب مشاكل فى المستقبل) وشاول لإهتمامه بإغراءات مركزه نسى الحربهذه العشرين سنة ولم يهتم بتطهير جبعة. وكان إبنه يوناثان الشاب أكثر حرارة منهفضرب هو هذه البؤرة أو هذه الحامية العسكرية وفى آية(4) ضرب شاول: الفعلليوناثان وقد نسبه الناس لأبيه الملك أنتن إسرائيل: أى بعمله هذا جعلالأعداء يكرهوننا جداً. والفلسطينيون حسبوا هذا مهانة لهم فصعدوا بأعداد ضخمة إلىمخماس. ولاحظ أن شاول كان فى مخماس والآن تركها هو وجنوده لينضموا إلى يوناثانوالآن صار الفلسطينيين فى مخماس وشاول ويوناثان ورجالهم فى الجلجال. وطبعاً صعودشاول إلى الجلجال سهّل مهمة الفلسطينيين فى إحتلال مخماس. وربما قصد الفلسطينيينأن يضربوا شاول أولاً فى مخماس ثم يستديروا ليضربوا يوناثان فى الجلجال لكن شاولترك مخماس وذهب للجلجال ربما ليساند يوناثان أو ليهرب من الفلسطينيين حينما رأىضخامة أعدادهم. ولاحظ الحال الرديئة لجيش شاول وهربهم حتى أن عدد رجاله إنخفض من2000 إلى 600 آية(15) والخوف والرعدة سببهم ضعف إيمانهم أو فقدان إيمانهم وذلكراجع للفساد الذى إنتشر.

 

الآيات (8-12) :-

فمكث سبعة ايام حسبميعاد صموئيل و لم يات صموئيل الى الجلجال و الشعب تفرق عنه. فقال شاول قدموا اليالمحرقة و ذبائح السلامة فاصعد المحرقة. و كان لما انتهى من اصعاد المحرقة اذاصموئيل مقبل فخرج شاول للقائه ليباركه. فقال صموئيل ماذا فعلت فقال شاول لاني رايتان الشعب قد تفرق عني و انت لم تات في ايام الميعاد و الفلسطينيون متجمعون فيمخماس. فقلت الان ينزل الفلسطينيون الي الى الجلجال و لم اتضرع الى وجه الربفتجلدت و اصعدت المحرقة.

يمكن تلخيص خطايا شاولمن هذه الآيات فيما يلى

1-   عزم أن يقابل الفلسطينيين دون أن يستشير صموئيلأو يأخذ بركة منُه وقارن مع (7:11).

2- إغتصب الكهنوت وقدّم الذبيحة ولا كهنوت له. وهولم يبعث برسول ليسأل عن صموئيل بل إنتهز الفرصة وقدّم الذبيحة. ولنلاحظ أن الله لايطلب الذبيحة بل الطاعة (مز51: 16،17).

3-    بل إنطلق هو ليُسلّم على صموئيل ويبارك هوصموئيل.

4-    وبخ صموئيل على تأخيره وحمله نتيجة أى خطأليظهر أنهُ هو غيور على شعب الله وصموئيل هو المخطئ.

5-    هو لم يقم بواجبه كملك ويهيئ جيشه بأسلحةمناسبة (آية22) ثم يغتصب عمل الكهنوت.

6-  حين أنبه صموئيل لم يبد أى ندم أو إستعدادللتوبة بل كلمات عذره كانت عجيبة أنا كنت محتاج أن أتضرع إلى الرب: إذاًتقديم الذبيحة هى بالنسبة لهُ مجرد شكليات فبالنسبة لهُ كان يمكنه أن يصلى فقط.لكنه ظن المحرقة أشبه بحجاب يؤدى للنصر. بل قال البعض أن مذبح عظيم كالجلجال كانلابد من وجود كاهن لهُ لكن شاول لم يستدعِ هذا الكاهن مفضلاً أن يقوم هو بعملالكهنوت. وقد غفر الله لداود خطايا أصعب من هذا لكن لشاول لم يغفر لسببين 1- واضحأن وراء كل هذه خطية كبرياء فظيعة. 2- داود كان دائماً مستعد للتوبة والبكاءبتواضع شديد. فتجلدت: أى داس على ما بقى لهُ من ضمير يؤنبه على الخطأ. وفىآية(8) حسب ميعاد صموئيل وهذه مما تزيد خطاياه فصموئيل كان قد وَعَدَهُ أنيأتى ليصلى عَنْهُ ويقدم الذبيحة عَنْهُ.

 

الآيات (13،14) :-

فقال صموئيل لشاول قدانحمقت لم تحفظ وصية الرب الهك التي امرك بها لانه الان كان الرب قد ثبت مملكتكعلى اسرائيل الى الابد. و اما الان فمملكتك لا تقوم قد انتخب الرب لنفسه رجلا حسبقلبه و امره الرب ان يتراس على شعبه لانك لم تحفظ ما امرك به الرب.

كما سقط إبليس بسببكبريائه سقطت مملكة شاول وأعطيت لداود رجلاً حسب قلبه. وقولِهِ قد ثبت مملكتكإلى الأبد: الله كان يعلم أنه سيخطئ وينزع مملكته عنهُ ويعطيها لداود وقد سبق يعقوبوتنبأ أن الملك ليهوذا. ولكن هذه تشبه أن آدم كان الله خلقه ليحيا إلى الأبد لكنبخطيته مات فأرسل الله المسيح الرجل الذى حسب قلبه، إبن داود  ليملك إلى الأبد.فالله سمح بإقامة شاول ليكتمل الرمز ونفهم خطة الله. بل شاول أيضاً كان يمثلإسرائيل التى ستفقد الملك يسوع المسيح روحياً وليس جسدياً.

 

الآيات (16-18) :-

وكان شاول و يوناثانابنه و الشعب الموجود معهما مقيمين في جبع بنيامين والفلسطينيوننزلوا في مخماس. فخرج المخربون من محلة الفلسطينيين في ثلاث فرق الفرقة الواحدةتوجهت في طريق عفرة الى ارض شوعال.والفرقة الاخرى توجهت في طريق بيت حورون والفرقةالاخرى توجهت في طريق التخم المشرف على وادي صبوعيم نحو البرية.

إنحصر شاول ويوناثان فىجبع بنيامين وحاصرهم الفلسطينيون إذ دخلوا إلى ممرات عجلون وبيت حورون بل إمتدواحتى مخماس وصار يفصلهم عن شاول وادٍ ضيق عميق وبهذا عزلوا شاول تماماً. وفى (17) خرجالمخربون: أى الناهبون وغايتهم إذلال إسرائيل ولعلهم قصدوا تهييج شاول ليخرجمن أماكنه المحصنة وفى طريقهم أخذوا غنائم وخربوا الأرض. ولكن الله الرحيم لميعطهم حكمة فلو نزلوا فى البداية إلى الجلجال لضربوا شاول والـ 600 رجل الذين معهُويوناثان وبهذا يستولون على إسرائيل. ولكن الله يعمى أعداء الكنيسة عن طريق الضررلشعبه. الله يؤدب فقط لكن لا يميت ويقطع كل علاقة مع شعبه لذلك سمح الله للمخربونأن ينهبوا فالشعب كله فى حالة خطية.

 

الآيات (19-22) :-

ولم يوجد صانع في كلارض اسرائيل لان الفلسطينيين قالوا لئلا يعمل العبرانيون سيفا او رمحا. بل كانينزل كل اسرائيل الى الفلسطينيين لكي يحدد كل واحد سكته و منجله و فاسه و معوله.عندما كلت حدود السكك و المناجل و المثلثات الاسنان و الفؤوس و لترويس المناسيس. وكان في يوم الحرب انه لم يوجد سيف و لا رمح بيد جميع الشعب الذي مع شاول و معيوناثان على انه وجد مع شاول و يوناثان ابنه.

لقد أذل الفلسطينيونإسرائيل إذ لم يسمحوا بوجود صانع بينهم حتى لا يعملوا سيفاً ولا رمحاً. هى صورةمؤلمة لعمل الخطية فى حياة الإنسان حينما يفقد إبليس الخاطئ أسلحته ويحطم كلطاقاته وإمكانياته ويحدره إلى الذل والمهانة. بنهاية هذا الإصحاح نجد إسرائيل فىحالة منحطة تماماً وفى منتهى الضعف. بدايات شاول كانت غير نهاياته. وهذه الحالةالمزرية إستمرت حتى جاء داود وأصلح الحال.

 

آية(23) :-

و خرج حفظة الفلسطينيينالى معبر مخماس.

حفظه الفلسطينيين: غالباً هىحامية فلسطينية كانت وظيفتها مراقبة جيش شاول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار