المسيحية

المسيح صفاته وألقابه تختلف عن صفات وألقاب كل الأنبياء



المسيح صفاته وألقابه تختلف عن صفات وألقاب كل الأنبياء

المسيح صفاته وألقابه تختلف عن صفات وألقاب كل
الأنبياء

(أ) المسيح:

ذكر د. محمد شحرور
الآية 45 من سورة آل عمران وقال:

“أن المسيح هو سمة
عيسى بن مريم وقد ذكر
(يقصد القرآن) هذه السمة بقوله: “وجيهاً فى
الدنيا والآخرة ومن المقربين
” (آل عمران/45) ولا نرى فى الكتاب
أبداً صيغة “
اسمه ” مع عيسى بن مريم إلا وقرنها بالمسيح
“اسمه المسيح”. لأن المسيح هى سمة خاصة
à لعيسى بن مريم.. أى أن لفظة
المسيح وردت بدون اسمه ولكن لا يوجد اسمه بدون المسيح.(
[i])

(ب) المسيح..
روح منه
àà: (النساء/171)

وقد فسرها البعض ”
محبة منه “. (
[ii])

وفى(الأنبياء/91)
ومكررة فى (التحريم/12) “
والتى أحصنت فرجها
فنفخنا فيها من روحنا
..

جاء فى تفسير المنتخب
لهذه الآية:

.. التى صانت
فرجها فألقينا فيها سراً من أسرارنا..
([iii])

ويقول فضيلة د/ عبد
الجليل شلبى
ààà:

وهو (يقصد
القرآن) فى شأن عيسى عليه السلام خالف اليهود والنصارى جميعاً، فعلى عكس ما يعتقد
اليهود أثبت أنه ليس ابناً ليوسف النجار وقال أنه ولد
من روح الله وليس له أب..([iv])

والذى ولد من روح الله
وليس له أب.. من يكون؟

لذلك قال الحسين بن
منصور الحلاج*
الصوفى الشهير:

ومتى خلا
المتصوف من التعلق بالجسد حل عليه روح الله الذى ولد منه عيسى بن مريم فهو
آدم الثانى الذى سوف يرأس الحكم يوم القارعة. فهو وحده لا نظير له بين الخلق صدقاً
وإتحاداً بالله”. (
[v])

) المسيح..
روح ال
له:

جاء فى
تفسير(البقرة/213) عن المسيح: “..، وجعله الله روحه وكلمته،..” (
[vi])

وجاء فى تفسير(براءة/19)
عن لسان الحواريون قولهم للمسيح ” يا روح الله “. (
[vii])

وقد روى الترمذى عن ابن
عباس قال: جلس ناس من أصحاب رسول الله (ص) ينتظرونه فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم
يتذاكرون، فسمع حديثهم وإذا بعضهم يقول: عجباً أن الله اتخذ من خلقه خليلاً،
فإبراهيم خليله، وقال آخر ماذا بأعجب من أن الله يكلم موسى تكليماً! وقال آخرون:
فعيسى روح
الله
وكلمته
á*. فخرج
عليهم فسلم وقال: سمعت كلامَكم وتعجبكم أن إبراهيم خليل الله وهو كذلك وموسى كَليمه،
وعيسى روحه وكلمته،
وآدم اصطفاه الله وهو كذلك، ألا وإنى حبيب الله
ولا فخر..” (أخرجه الترم
ذى فى كتاب المناقب) ([viii])

وروى أبو هريرة عن
النبي (ص
لعم)
أنه قال: ” إن روح الله عيسى ابن مريم نازل فيكم.. ”
([ix])

وفى حديث الشفاعة الذى
رواه أنس عن النبى (ص) كما جاء فى مسند الإمام أحمد.. يقول موسى عن المسيح أنه
كلمة الله وروحه.(
[x])

ويروى عن كعب الأحبار
قوله

(ص):
يكون
اثنا عشر مهدياً ثم ينزل روح الله فيقتل الدجال.(
[xi])

وهنا نتذكر قصة حدثت
أيام الإمام الخومينى زعيم الشيعة فى إيران.. فعندما قال عن نفسه أنه ” روح
الله
“، انتقد الملك الحسن الثان
ي عاهل
المغرب (فى ذلك الوقت) ذلك التصريح وقال: “إن القرآن يعلن أن المسيح وحده

روح
الله ” وليس محمداً أو موسى، وإن إعلان الخومينى بأنه روح الله أمرٌ سخيف
مثير للسخرية “.

 

إذاً فلو كل الأنبياء
” روح الله ” ما خص القرآن المسيح وحده بهذه الصفة.

بالرغم مما سبق قد يقول
البعض أن آدم “روح الله” وبالتالى ذريته تأويلاً لما جاء فى (السجدة/9):
” ثم سواه ونفخ فيه من روحه “.

الرد.. القول بأن آدم
وذريته روح الله يحمل صاحبه مسئولية ضخمة فهو خطأ لاهوتى، لأن الروح الإنسانية
معرضة للهلاك الأبدى فى النار، وحاشا لله أن يحدث ذلك لروحه
أو روح منه
á – لأن روح
الله هو الله كما سيتضح في الآية القادمة..
كما أن لو آدم “ روح الله
فلماذا لم ي
ُسَمَّى بهذا
الاسم وس
ُمِّيَ
المسيح وحده فقط؟ خاصة وأن آدم هو أول من أخذ روحاً من الله!!!

روح الله.. هو عين
الذات الإلهية.. هو الله
:

ففي (يوسف/87) جاء: “.. وَلا
تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ
**اللَّهِ إِنَّهُ لا
يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ “.

جاء فى التفسير: أى لا
يقطعوا رجاءهم وأملهم من الله.. (
[xii])

جاء أيضاً فى تفسير
الآية: والثقة فى الله تُحْيِى الأمل..(
[xiii])

) المسيح..
كلمة الله..

” إِذْ قَالَتِ
الْمَلائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ
اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ.
. “.

(آل عمران/ 45)

” إِنَّمَا
الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا
إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ “. (النساء/171)

 

وحتى نفهم المقصود ب
” كلمة الله
.. لابد أن نأخذ فكرة سريعة عن عقيدة آباء الكنيسة
فى ذات الله
وصفاته، وكذلك عقيدة علماء وفلاسفة المسلمين فى ذات الله وصفاته، حتى عندما نعرض
لآراء علماء وفلاسفة الإسلام فى القديم والحديث وموقفهم من قضية التثليث المسيحى..
يكون معلوماً لدينا الأساس الذى بنوا عليه آرا
ءهم؟ خاصة
وأن القرآن هاجم التثليث الذى يحوى صاحبة والذى لا نؤمن به وكان يكرر عبارة: ”
ولم تكن له صاحبة “. (الأنعام/ 101)، (الجن/ 3)

ففى قوله (.. وَلا
تَقُولُوا ثَلاثَةٌ) النساء/171 – قال الجلالان: الله وعيسى وأمه. أى
التثليث المحتوى على صاحبة.

وقال ابن كثير: (ولا
تقولوا: ثلاثة) أى: لا تجعلوا عيسى وأمه مع الله شريكين، تعالى الله عن ذلك
علواً كبيراً. (
[xiv])

فالتثليث الذى تتحدث
عنه الآية هو التثليث المحتوى على صاحبة (حاشا لله).

ويؤيد تفسير الجلالين
وابن كثير ما جاء فى المائدة/116(ءَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ
إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ
اللَّهِ) أى أن مريم فى هذا الثالوث الذى هاجمه القرآن.

نفس المعنى يتأكد فى
قوله: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ)
المائدة/73.

قال الجلالان: ثالث
آلهة ثلاثة: أى هو أحدهما والآخران عيسى وأمه وهم فرقة من النصارى
á. ([xv])

وقال ابن كثير: ”
قال السدى وغيره: نزلت فى جعلهم المسيح وأمه إلهين مع الله، فجعلوا الله
ثالث ثلاثة بهذا الإعتبار
، قال السدى وهى كقوله تعالى فى آخر السورة: (وإذْ ق
َالَ اللهُ: يَا عِيْسَى ابْنَ مَرْيَمَ، أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ: اتَّخِذُونِى وَأُمِّىَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُوْنِ اللهِ. قَالَ سُبْحَانَكَ..) (المائدة/116) وهذا
القول هو الأظهر والله
أعلم
“. (
[xvi])

تأكدَ إذاً أن
التثليث الذى هاجمه القرآن هو التثليث الذى يحو
ي صاحبة وهذا
التثليث غير موجود بالتوراة أو الإنجيل، ولا فى قانون الإيمان المسيحى الذى وضع فى
مجمع نيقية المسكو
ني سنة 325م.

 

[ه] المسيح.. مبارك
أينما يكون
(مريم/31)

(فى بطن أمه مباركاً –
فى القبر مباركاً – فى السماء مباركاً.. أينما يكون فهو مباركاً).

 

[و] المسيح.. وجيهاً فى
الدنيا والآخرة
(آل عمران/45) – مختلفاً أيضاً عن
سائر الرُّسُل.



à من المعروف أن كلمة “مسيح”
جاءت فى الكتاب المقدس بمعنى الممسوح بالدهن المقدس الذى كان يمسح به الملوك
والكهنة
والأنبياء(أنظر
خروج20، 1ملوك 19).
أما السيد المسيح فقد لقب بالمسيح
معرفاً
بالألف واللام لأنه كان المسيح
الذى انتظرته الأجيال ليخلص
العالم”المسيح الرئيس
قدوس
القديسين” (دانيال9: 25)
كما كان ممسوحاً بالروح القدس من بطن أمه
:
“الروح
القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن
الله”(لوقا1:
25) .

ملحوظة: يلاحظ أن د. محمد شحرور لم
يتعرض فى كتابه الكبير( مصدر رقم

[
52] ) لأى لقب من ألقاب الأنبياء جميعاً (
س) ، غير هذا اللقب للمسيح والذى أثار انتباهه.

àà قال السيد المسيح: “أنا أعرفه
لأن
ي منه” (يوحنا7: 29)

ààà ترقى فى مناصب تعليمية بالأزهر وآخر
منصب شغله قبل
وفاته أميناً عاما ًلمجمع البحوث
الإسلامية (الأهرام 15/ 2/ 1995م)

* يؤمن المستشرقان مولر وديربيلو بأنه كان فى حقيقة أمره
مسيحياً يخفى عن الناس مسيحيته ( دليل المسلم الحزين – حسين أحمد أمين – ص83- دار
سعاد الصباح – الكويت – طبعة رابعة 1992- رقم الإيداع 4840 / 1992م ) .

 áá سياق
الحديث يدل من وجهة نظر الصحابة على أن لقب “كليم الله” أعجب من لقب
“خليل الله”، ثم قول آخرون “فعيسى روح الله وكلمته” يدل على
أن لقب عيسى ( روح الله وكلمته ) أعجب من لقب إبراهيم ولقب موسى ( خليل الله وكليم
الله ) – وهذا منطقي .

 á لذلك
جاء فى التوراة : “وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض. ونفخ فى أنفه نسمة
حياةٍ
. فصار آدم نفساً حية”. ( تكوين 2: 7 ) .

 ** تُقرَأ بفَتح الرّاء
وتقرأ بضم الراء – انظر تفسير البيضاوي للآية . فالمعلوم أن هناك القراءات السبع
للقرآن أو العشر أو الأربعة عشر قراءة باختلاف العلماء.

á هذه
الفرقة غير موجودة اليوم.



[i] د. محمد شحرور – الكتاب
والقرآن- قراءة معاصرة – ص297 – دار سينا للنشر – القاهرة – دار الأهالى بدمشق –
الطبعة الأولى – مصر1992 .

[ii] تفسير ابن كثير ( سورة
النساء ) – الطبعة السابقة – المجلد الثانى – ص431 .

[iii] تفسير المنتخب ( سورة
الأنبياء ) – الطبعة السابقة – ص484 .

[iv] د. عبد الجليل شلبى – كتاب
الاسلام والمستشرقون – ص707 – طبعة دار الشعب – رقم الإيداع 1911/ 77- ترقيم دولى
5- 57- 296- 77
I.S.B.N

[v] كتاب ايماننا الاقدس – المتنيح الأنبا يوأنس أسقف الغربية –
ص18 – طبعة مارس 1979م – دار العالم العربى بالظاهر – القاهرة – رقم الإيداع بدار
الكتب 2333/ 79.

[vi] تفسير ابن كثير ( سورة
البقرة ) – الطبعة السابقة – المجلد الأول – ص365 .

[vii] تفسير ابن كثير ( سورة
براءة ) – الطبعة السابقة – المجلد الرابع – ص137 .

[viii] تفسير ابن كثير ( سورة
النساء ) – الطبعة السابقة – المجلد الثانى – ص375 .

[ix] تفسير ابن كثير ( سورة
النساء ) – الطبعة السابقة – المجلد الثانى – ص410 .

[x] تفسير ابن كثير ( سورة
الإسراء ) – الطبعة السابقة – المجلد الخامس – ص103 .

[xi] فتح البارى بشرح صحيح
البخارى ج13- ص182 .

[xii] تفسير ابن كثير ( سورة
يوسف ) – الطبعة السابقة – المجلد الرابع – ص330 .

[xiii] تفسير المنتخب ( سورة يوسف
) – الطبعة السابقة – ص347 .

[xiv] تفسير ابن كثير ( سورة
النساء ) – الطبعة السابقة – المجلد الثانى – ص432 .

[xv] تفسير الجلالين ( سورة
المائدة ) – الطبعة السابقة – ص98 .

[xvi] تفسير ابن كثير ( سورة
المائدة ) – الطبعة السابقة – المجلد الثالث – ص149 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار