اسئلة مسيحية

جهنم والفردوس



جهنم والفردوس

جهنم والفردوس

هل
جهنم هى الفردوس عندكم؟ وأين كان يسوع عقب موته؟ هل كان في الفردوس أم في جهنم؟

لقد
قال بولس: (وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً
أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي
صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.) أفسس
4عدد 9-10

أى
أن يسوع نزل إلى الهاوية وجهنم لكى يخلِّص الخطاة ويحررهم من خطيئة أدم وحواء.

إلا
أن يسوع نفسه قال: (وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ
يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ
وَإِيَّانَا! 40فَانْتَهَرَهُ الآخَرُ قَائِلاً: أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ
إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هَذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟ أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ
لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْعَلْ
شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ. 42ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: اذْكُرْنِي يَا رَبُّ
مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ. 43فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ
الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ.) لوقا 23عدد 39-43

 

الإجابة

ما
هي علاقة جهنم بالنص الذي أرفقته معه؟.. على أي حال, علينا أولاً أن نشرح كلمة
جهنم, ثم نشرح النص الذي يليه, وعلاقة هذا النص بكلام يسوع. إذاً هناك ثلاثة أجزاء
في سؤالك يجب أن نرتبهم ونضعهم في سياق واحد “إن أمكن” حتى نصل الى
الإجابة الصحيحة.

أولاً:
هل جهنم هي الفردوس عندكم؟

وبالرجوع
الى دائرة المعارف الكتابية نرى أن جهنم قد وردت في العهد الجديد فقط, وقد وردت
ثلاث عشرة مرة, وفي كل هذه المواضع تدل الكلمة على مكان العقاب الأبدي للأشرار
بالارتباط مع الدينونة النهائية. وترتبط جهنم بالنار كوسيلة العذاب فيها.

“وَأَمَّا
أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً
يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ
مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ
نَارِ جَهَنَّمَ.” (مت 5: 22فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ
فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ
أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ (مت 5: 29) وَإِنْ
كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ
خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي
جَهَنَّ (مت 5: 30وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ
النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي
يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ. (مت 10:
28), وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ
أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمِ النَّارِ
وَلَكَ عَيْنَانِ. (مت 18: 9وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ
وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ
لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْنًا لِجَهَنَّمَ
أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا. (مت 23: 15يُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ
الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟ (مت 23: 33).

وهكذا..
إذاً جهنم لا يمكن أن تكون الفردوس التي تكلم عنها السيد المسيح للص التائب, ولم
يذكر في العهد الجديد ولا مرة أنها الفردوس. وبالتالي المسيح عقب موته كان في
الفردوس وليس في جهنم. فالمسيح نفسه قال للص التائب “الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ
الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ” (لوقا 23: 43)

وهذا
ينقلنا للجزء الثاني من سؤالك الخاص برسالة بولس الرسول الى أهل أفسس الأصحاح الرابع..
دعني أضع النص أمامك عزيزي القاريء لنفهمه سوياً

لِذلِكَ
يَقُولُ: «إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ
عَطَايَا». 9 وَأَمَّا أَنَّهُ «صَعِدَ»، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ
أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10 اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ
الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ

يبدأ
النص بعبارة بسيطة وهي “لذلك يقول” فمن ذاك الذي يقول, وبنظرة الى
الاقتباس سنجد أنه اقتباس من مزامير داود.. فماذا كتب داود بهذا الصدد؟!!

في
مزمور 68: 18 يقول النبي داود “صَعِدْتَ إِلَى الْعَلاَءِ. سَبَيْتَ سَبْيًا.
قَبِلْتَ عَطَايَا بَيْنَ النَّاسِ، وَأَيْضًا الْمُتَمَرِّدِينَ لِلسَّكَنِ
أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ.”

وهذا
المزمور يصف الملك المنتصر العائد من انتصاراته فيصعد طريق جبل الزيتون شديد
الانحدار ليصل الى شوارع أورشليم وخلفه الأسرى مقيدين, فيبدأ الناس في تقديم
العطايا له.

يرسم
الرسول بولس صورة مشابهة في هذا النص الذي بين أيدينا.. ولكن الفرق أنه أعطى للناس
عطايا.. فبدلاً من أن يأخذ أعطى. ويوضح أن الذي صعد كان قد سبق له أن نزل.. بعضهم
فسر النزول هنا للقبر, والبعض الآخر فسر النزول الى الأرض نفسها بالتجسد, وفي
الحالتين المعنى لا يتغير, لأنه بعد أن نزل الى أرضنا متجسدا نزل أيضا الى اقسام
الأرض السفلى والتي هي القبر, ليصعد بعدها منتصراً, فما الذي حدث بعد انتصاره..
أعطى الناس عطايا, لقد أصبح الآن فوق جميع السماوات مهيمناً على الكل منتصراً
وملكاً, وصار ملكوته بلا حدود كما تنبأ الأقدمون.

هكذا
أراد بولس أن يقول, فما علاقة هذا بجهنم, ولماذا فَسّرت أن جهنم هي أقسام الأرض
السفلى؟ ومن أدراك أين جهنم أساساً.. إن آخر قسم يصل إليه الإنسان بجسده هو القبر,
فلا تحمل المعنى أكثر من معناه الحقيقي. أعتقد أن كلامي هذا صار واضحاً.

 

نأتي
للجزء الثالث من السؤال وهو ما لم تسأله ولكنك ذكرته في شكل تعليق.. فقلت:

أى
أن يسوع نزل إلى الهاوية وجهنم لكى يخلِّص الخطاة ويحررهم من خطيئة أدم وحواء…
إلا أن يسوع نفسه قال: (وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ
يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: .. اليوم تكون معي في الفردوس

هناك
خلط عندك بين الهاوية وجهنم, فالهاوية غير جهنم إذ أنها مكان انتظار الأموات..
وتنقسم الى قسمين قسم الفردوس الذي فيه أبرار العهد القديم, وقسم العذاب الذي فيه
أشرار العهد القديم, والمقصود بالعهد القديم هنا ليس اليهود فقط ولكن كل الناس
الذين عاشوا قبل مجيء المسيح, فالله لا يترك نفسه في أي شعب بلا شاهد!!! والمسيح
هنا واضح جدا، يحدد المكان الذي سيذهب فيه عند موته, وهو الفردوس.. لقد اتخذ
المسيح قراره ومات في التوقيت الذي حدده لنفسه وانتقل اللص التائب مُستقبلاً الى
الفردوس.. وفاتحاً المجال لكل أبرار العهد القديم الذين في الفردوس لدخول ذلك
الملكوت المعد لهؤلاء المنتصرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار