المسيحية

آراء علماء وفلاسفة الإسلام في القديم



آراء علماء وفلاسفة الإسلام في القديم

آراء علماء وفلاسفة الإسلام في القديم

لعل ما سبق وقدمناه عن
الصفات وعلاقتها بالذات خاصة
صفة “الكلمة”
وعلاقتها بالخلق والتدبيرجعل بعض العلماء والمفكرين الإسلاميين فى القديم والحديث
يتفهمون أن التثليث المسيحى تثليث روحى- ليس فيه صاحبة أو ولد من صاحبة
á. ولذلك كان منهم من نظر إلى هذه العقيدة نظرة
خالية من التكفيرالذى ي
قول به البعض:

1.           
 معتقد النصارى عند
الشهرستانى – يقول
:

قالوا أن الكلمة اتحدت
بجسد المسيح وتدرعت بناسوته ويعنون بالكلمة أقنوم العلم ويعنون بروح القدس اقنوم
الحياة، ولا يسمون العلم قبل تدرعه به ابناً بل المسيح مع ما تدرع به ابن..” (
[i])

2.           
 معتقد النصارى عند الرازى – يقول:

يقوم مذهبهم على: أن الكلمة
اتحدت بجسد المسيح وتدرعت بناسوته، ويقصدون بالكلمة: أقنوم العلم، وبروح القدس: أقنوم
الحياة،.. وصرحوا بأن الجوهر غير الأقانيم، وأنهما كالموصوف والصفة، فقالوا بالتثليث
“.(
[ii])

3.           
 معتقد النصارى عند
الخوارج والمعتزلة
: (أنظر مصدر 103، 104)

ويتضح منه أن التثليث
المسيحى تثليث روحى ليس به صاحبة أو ولد من صاحبة.

4.           
 معتقد النصارى عند أبو الهذيل العلافáá (135- 235ه) – يقول:

” وإنما الصفات ليست وراء الذات معانى قائمة بذاته، بل هى
ذاته
،.. ”

وقد علق الشهرستانى على
كلام أبوالهذيل قائلاً:

“وإن أثبت
أبوالهذيل هذه الصفات وجودها للذات، فهى بعينها أقانيم النصارى”.(
[iii])

وبذلك تكون أقانيم
النصارى هى عين الذات (صفات ذاتية) عند بعض الفرق الإسلامية
.

5.           
 معتقد النصارى عند محيى الدين بن عربى:

جاء فى (الأنبياء/17): ”
لو أردنا أن نتخذ لهواًلاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين “.

وجاء فى التفسير: قال
عكرمة والسدى: “المراد باللهو هنا الولد “.(
[iv])

ولذلك علق محيى الدين
بن عربى على هذه الآية
وغيرها مثل ” الرحمن على العرش استوى
قائلاً:
” فعمت الشرائع أمزجة العالم “.

مفسراً أيضاً اللهو
بالولد. وقد قرأها: ” ل
َو أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ وَلَدَاً لاَتّخَذْنَاهُ مِن لدُنّا “.([v])

 

ملحوظة: واضح أن
ابن عربي فهم (الأنبياء/17) على أنها تتوافق مع ما جاء في الإنجيل عن بنوة المسيح
لله وأنه من لدنه وليس من صاحِبَة والتي تتضح في قول المسيح نفسه ”
أنا أعرفه لأني
منه ” (يوحنا 7: 29). وقوله أيضاً: ” خرجت من عند الآب (من لدن الآب)
وأتيت إلى العالم.. ” (يوحنا 16: 28). لذلك أيضاً في تفسير (الزمر/4) قال بعض
المفسرين: إن الله قادر أن يجعل له ولداً. ([vi])

لذلك أيضاً فالصوفى
يؤمن بكل العقائد.(
[vii])

كما ذهب ابن عربى إلى
أن “

أهل
التثليث داخلون فى الرحمة المركبة بحكم أنهم موحدون “. (
[viii])

 

6.           
 معتقد
النصارى عند أبو الفضل القرشى (المشهور بالكازرونى) – يقول
:

“.. وها هنا نظر وهو أن زعمهم أن فيه أى فى المسيح لاهوتاً
يمكن أن يكون المراد أن اللاهوت ظهر فيه ظهوراً تاماً، وهذا لا يستلزم الكفر، وأن
لا إله إلا واحد لم يلزم منه أن يكون المسيح هو الله*، بل يلزم أن يكون الإله
موجوداً فيه

“.([ix])

 

7.           
 معتقد النصارى عند
القاضى أبوبكر محمد بن الطيب – المعروف بالباقلانى – قال فى كتابه “الطمس فى
القواعد الخمس
“:

إذا أمعنا
النظر فى قول النصارى أن الله جوهر واحد وثلاثة أقانيم لا نجد بينهم وبيننا
إختلافاً إلا فى اللفظ فقط
. فهم يقولون أنه جوهر واحد، ولكن ليس كالجواهر
المخلوقة، ويريدون بذلك أنه قائم بذاته، والمعنى صحيح لكن العبارة فاسدة “.(
[x])

8.           
 معتقد النصارى عند ابن رشد- يقول:

” النصارى لا يرون ان الأقانيم صفات زائدة عن الذات، إنما هى
كثيرة بالقوة لا بالفعل ولذلك يقولون أن الله ثلاثة وواحد، أى واحد والفعل ثلاثة
بالقوة
** ([xi])

قد يكون كل ما سبق جعل
الإمام أحمد بن حابط إمام فرقة الحابطية ينسب أحكاماً إلهية فى المسيح
ويقول عنه:

[أ – أنه تدرع بالجسد
الجسمانى وهو الكلمة القديمة كما قالت النصارى.

ب- أنه يحاسب الخلق فى
الآخرة.

ج- هو المراد بقوله
تعالى: “وجاء ربك والملك صفاً صفاً”. (الفجر/22)

 د- هو الذى يأتى فى ظُلَلٍ من الغمام “هل
ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظُلَلٍ من الغمام والملائكة وقضى الأمر وإلى الله
ترجع الأمور”. (البقرة/210)

ه- هو المعنى بقوله
تعالى: “ويأتى ربك”. (الأنعام/158)

و- وهو المراد بقول
النبى: “إن الله خلق آدم على صورة الرحمن”.

ز- وهو الجبار الذى يضع
قدمه فى النار.] (
[xii])

 

والاعتقاد بتدرع الكلمة
بالناسوت فى المسيح قد يكون وراء اعتقاد الشيعة النصيرية والاسحاقية بأن:
” ظهور الروحانى بالجثمانى لا ينكر
.. فلا يمتنع أن يظهر
الله تعالى فى صورة بعض الكاملين”.(
[xiii])



á أوضحنا
من قبل أن التثليث الذى هاجمه القرآن هو تثليث مادى يحتوى على صاحبة والذى يرفضه
المسيحيون أيضاً. ( ارجع للنقطة [ 7/ د ] ) .

áá هو
محمد بن الهذيل العلاف شيخ المعتزلة ( أنظر الملل والنحل للشهرستانى تحت عنوان
الهذيلية ص44، وأنظر اعتقادات فرق المسلمين.. للرازى – مكتبة مدبولى ص12 ) .

* توضيح : الله في المسيحية هو الآب والابن ( الكلمة ) والروح
القدس ( يقال باسم الآب والابن ( الكلمة ) والروح القدس – إله واحد آمين ) أما
المسيح فهو الله الكلمة .

** القوة
قد يعنى بها استعداد وجود الشيئ الحاصل مع عدم حصوله والفعل كون الشيئ حاصلاً ،
ويبطل هذه القوة عند الفعل ، وقد يقال القوة ويعنى بها شيئ آخر، وقد عرف بأنه هو ما
به يصير الشيئ بحيث أن يصبح أن يصدر عنه فعل أو يصدر عنه انفعال ، وهذه القوة
تجتمع مع الفعل والانفعال ،..( أنظر الملل والنحل للشهرستانى – مصدر سابق – ص556 )
. وبأسلوب أبسط : الوجود بالفعل هو الوجود الحقيقى الحاصل ، أما بالقوة فهو
إمكانية الوجود فى حالة أخرى يمثلها الكائن الموجود . مثال : أقول مثلاً أنا
حالياً موجود بالفعل فى هذا المكان ولكنى موجود بالقوة فى مكان آخر أستطيع الوجود
فيه.



[i]
الملل والنحل للشهرستانى – مصدر سابق – ص248 .

[ii]
فخر الدين الرازى – اعتقادات فرق المسلمين والمشركين – الباب
العاشر ص99 – تقديم وتحقيق وتعليق د. محمد زينهم محمد عزب – مكتبة مدبولى –
القاهرة – الطبعة الأولى 1413هـ- 1993م .

[iii] الملل والنحل للشهرستانى –
مصدر سابق – ص44 .

[iv] تفسير ابن كثير ( سورة
الأنبياء ) الطبعة السابقة – المجلد الخامس – ص329 .

[v] فلسفة التأويل … عند
محيى الدين بن عربى – مصدر سابق – ص370 .

[vi] الناسخ
والمنسوخ في القرآن – للقاضي أبو بكر محمد بن العربي المتوفى 543هـ – ص 15 – وضع
الحواشي الشيخ زكريا عميرات – طبعة أولى 1997 – دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان
.

[vii] المصدر السابق ص371 .

[viii] الفتوحات المكية – د. عاطف
جودة – كلية الآداب- جامعة عين شمس – طبعة 1980 – ص122 , 124 .

[ix] هامش غلى تفسير البيضاوى –
تفسير المائدة / 17 – الطبعة السابقة – ج2 – ص308 .

[x] كتاب الله – عوض سمعان –
مصدر سابق – ص203 .

[xi] المصدر السابق – ص205 –
نقلاً عن كتاب تهافت الفلاسفة للغزالى ص352 .

[xii] الملل والنحل للشهرستانى –
مصدر سابق – ص54 .

[xiii] المصدر السابق ص594 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار