اللاهوت الطقسي

الفصل الأول



الفصل الأول

الفصل الأول

أورشليم

مدينة الملك العظيم

لا
توجد مدينة نالت مثل ما نالت أورشليم من قيمة تاريخية وروحية بالنسبة للغالبية من
سكان الأرض. ولا توجد مدينة تقلبت عليها الأحداث وانبعثت منها الإلهامات، وصار
اسمها محوراً للتأملات والتوقعات مثل أورشليم!.

قالوا
عنها المدينة التي
لا يمكن أن تقهر من أجل الرب الساكن فيها والأسوار الطبيعية،من أجل الجبال التي تحيط بها
كما يقول المزمور
المتوكلون على الرب مثل جبل
صهيون، لا يزول إلى الأبد، الساكن بأورشليم، الجبال حولها، والرب حَوْلَ شعبه من
الأن وإلى الأبد”
(مزمور 125: 1و2 – الترجمة القبطية).

وقالوا
أيضاً أنها المدينة التي
من
الصعب الإحاطة بها
من أجل الأسرار التي
تكتنفها والأوصاف التي وصفت بها، والرموز التي تشير إليها.وفسروا اسمها بأنها
المدينة
السلام قرعتها و النجاة قسمتها
وترجموه
موطن السلم .وإن كان ليس هناك رأي قاطع
فيما يختص بمعنى الاسم الأصلي، ولكن أقدم الصور المعروفة للاسم وهى
أورو- سا- ليم قد
اعتبره الكثيرون أنه يعني أما

مدينة السلام
أو مدينة (الإله) سالم
ولكن مفسرين آخرين يعتبرونه اسماً من أصل عبري بمعنى
امتلاك السلام ([1]) أو
أساس السلام ،
ومن سخريات التاريخ، أن مدينة لم تر إلاَّ القليل من السلام عبر تاريخها الطويل،
والتي من أجل الاستيلاء عليها أريقت أنهار من الدماء يمكن أن يكون لاسمها هذا
المعنى.

وتوجد
أسماء أخرى للمدينة، فقد كان اسمها قديماً
يبوس (قضاة
19: 10، أخبار الأيام الأول 11: 4و5)،
وتسمى أريئيل (إشعياء 29: 1) ولعل معناها
موقد الله
كما تدعى مدينة العدل (إشعياء
1: 26)
، وأحيانا يُطلق عليها هاعير (في العبرية) أي مدينة بالمقابلة مع الأرض (مزمور 72: 16، إرميا
32: 24و25، حزقيال 7: 23)
وهناك مجموعة أخرى من الأسماء
ترتبط بفكرة قداسة الموقع مثل

عير هاكورش
أي مدينة القدس (إشعياء 48:
2، نحميا 11: 1)
و أورشليم هاكدوشه أي
أورشليم المقدسة
وهو الاسم الذي نقشه سمعان المكابي على العملة كما نجد
المدينة المقدسة (هي هجاي بوليس” في اليونانية).في إنجيل متى (5: 4 و27: 53)، ويُطلق عليها فيلو هيروبولس بنفس المعنى، والاسم الشائع في اللغة العربية هو بيت المقدس أو القدس اختصاراً للاسم القدس الشريف ،
أما في الكتابات المسيحية فتسمى

أورشليم
نقلاً عن اسمها العبرى.

أما
أوصافها التي زخر بها الكتاب المقدس فبعضها مأخوذ من حقيقتها التاريخية، والبعض من
اعتبارها الروحي، والبعض الآخر من مغزاها الاسخاتولوجي (الآخروى)..لذلك وصفوها
بأجمل الأوصاف فقالوا عنها:

+ صهيون،
مدينة داود
: وأخذ داود حصن صهيون([2]) هي مدينة داود”(صموئيل الثاني 7: 5).

+ مدينة
الله
: قد قيل بكِ امجاد يامدينة
الله”
(مزمور
87: 2).

+ مدينة
إلهنا:
عظيم هو الرب وحميد جداً في مدينة إلهنا جبل قدسه” (مزمور 1: 48).

+ مدينة
الملك العظيم
: فرح أقاصي الشمال مدينة
الملك العظيم”
(مزمور 48: 2).

+ مدينة رب الجنود: كما سمعنا هكذا رأينا في مدينة رب الجنود في مدينة إلهنا” (مزمور 48:
8).

+ المدينة المقدسة: استيقظي استيقظي البسي عزك ياصهيون البسي ثياب جمالك ياأورشليم، المدينة
المقدسة، لأنه لا يعود يدخلك فيما بعد أغلف ولا نجس”
(إشعياء 52:
1).

+ مدينة البر (أو
العدل):
تدعين مدينة العدل” (إشعياء 1: 26).

+ مدينة الحق: فتدعى أورشليم مدينة الحق” (زكريا 8: 3).

+ ابنة صهيون: احتقرتك واستهزأت بكِ العذراء ابنة صهيون” (إشعياء 37: 22).

+ العذراء بنت شعبي: لتذرف عيناي دموعاً ليلاً ونهاراً ولا تكفَّا لأن العذراء بنت شعبي سُحقت
سحقاً عظيماً بضربة موجعة جداً”
(إرميا 14: 17).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار