اللاهوت الطقسي

أسئلة متكررة حول الأيقونة



أسئلة متكررة حول الأيقونة

أسئلة
متكررة حول الأيقونة

الأب
جون وايتفورد

معهد
الصليب المقدس نيويورك

 

1-ما
هي الأيقونة؟

 الأيقونة
هي صورة غالبا ما تكون ثنائية البعد للسيد والسيدة والقديسين ومن الحوادث والأمثال
الكتابية وحتى من تاريخ الكنيسة. وهي بذالك نص مكتوب بالألوان كما يقول القديس غريغوريوس
الذيالوغوس ((كما تقدم النصوص المقدسة للقراء, فإن هذه الصور تقدم لغير المتعلمين
والجهال الأميين ما ينبغي لهم أن يتبعوا)) نصوص في الأميين الرسالة إلى سيرينوس
أسقف مرسيليا.

 إن
هذه الوظيفة الآن تلقى المعارضة في أيامنا هذه المليئة بالعلم لكن هذا يتجاهل
معدلات الأمية الواسعة النطاق والحقيقة الموجودة أنه بالرغم من وجود مجتمعات
متعلمة بشكل كامل فإن الأطفال يشكلون شريحة كبيرة؟! من الأميين والغير متعلمين هذا
من حيث الوظيفة لكن هذا الجدل يتغاضى عن الوظيفة الأخرى للأيقونة وهي أنها الرافعة
الأذهان من الأمور الأرضية إلى السماوية.

 وهنا
يتكلم القديس يوحنا الدمشقي ((نحن منقادون بالأيقونة لتأمل كل ما هو سماوي إلهي
روحي وهكذا نحفظ حينما نحافظ على ذكرى القديسين أمامنا من خلال الأيقونة فإننا
’نلهم محاكاة القديسين من صورهم)).

 ومن
المفيد بالذكر أن نتذكر هنا أنه كيف لم يستطع القديس غريغوريوس النيصصي عبور
أيقونة تضحية اسحق بدون أن تدمع عيناه وهذه الحادثة كانت مادة للمجمع السابع بقوله
(إن كانت الأيقونة لأب قديس مثله مساعدا وعونا ليذرف دمعا فكيف في حالة البسطاء
والغير المتعلمين لهي ستكون مناخا وسببا للتوبة لنا).

 

2-هل
الأرثوذكس يصلون للأيقونة؟

 وهذا
سؤال بسيط شائع لأن المسيحيين عامة يصلون بوجود الأيقونة كما كان بنو إسرائيل
يصلون بحضور الأيقونات في الهيكل.لكننا لا نصلِّ إلى الأيقونات بل نصلي أمامها
مكرمين إياها.

 

3-هل
تجترح الأيقونات العجائب؟

 لكي
نضع هذا المنظار من منظوره الصحيح علينا أن نأخذ بعين الاعتبار بعض الأسئلة
والمسائل التالية

 

هل
كان تابوت العهد يجترح العجائب يشوع 3: 15 صموئيل الأول4-6صموئيل الثاني11-12؟

 

هل
كانت الأفعى البرونزية تشفي الملسوعين بالأفاعي عدد21: 9؟

 

هل
كانت عظام النبي أليشع قد أقامت رجلا ميتا ملوك الثاني 13: 21؟

 

ألم
يكن ظل القديس بطرس يشفي كل مرض أعمال الرسل5: 15أما كانت المناديل والمآزر التي
تمس جسد القديس بولس تشفي كل مرض وتطرد كل روح شرير؟

 

 مما
سبق نلاحظ أن الإجابة نعم لكن ليس بالوجه المحدد لأنه اختيار الله أن يصنع عجائب
وقوات من خلال هذه الأشياء.

 ففي
حالة تابوت العهد والأفعى البرونزية فإنه يوجد لدينا صور من المعتاد أن تصنع عجائب
والله هو من صنع تلك العجائب بل ومن خلال ذخائر النبي اليشع ومن ظل القديس بطرس
ومن خلال أشياء بالكاد لمست جسد قديس لكن هذا يقودنا إلى أمور وتساؤلات أكبر
معنونة ب لماذا؟

 لأن
الله يكرم الذين يكرمونه صموئيل الأول2: 3 آخذا بهجة وفرحا بصنع هذه العجائب من
خلال قديسيه بل وحتى من خلال وسائل غير مباشرة فالحقيقة أن الله يستطيع تطهير
المادة وهذه ليست بالمفاجأة لمن يقرأ الكتاب المقدس.

 فعلى
سبيل المثال لم يكن المذبح مقدسا بل أيضا كل شيء يمس المذبح كان قدوسا بنفس القدر
خروج29: 37 والمقولة القائلة بأن الله لا يعمل من خلال المادة هو أمر واقع
بالغنوصية لذا بنفس القدر من التقريب نعم الأيقونات تجترح العجائب والله هو الفاعل
بها؟

 

3-هل
الأرثوذكس يعبدون الأيقونات وما التفريق بين الكرام والعبادة؟

 الأرثوذكس
لا يعبدون الأيقونات كما تأتي كلمة يعبد ولكن بعض ترجمات الكتاب المقدس قد ترجمت
كلمة
proskyneo الكتابية اليونانية والتي تعني (ينحني
,مطانية,يسجد) إلى كلمة يعبد والواقع إن الكلمة الأساسية قديما كانت تأتي بمعان
متعددة أكثر مما هو عليه الآن إذ كانت تستخدم في التشريفات الملكية والإكرام,و
المسألة الأساسية أنه قد تمت ترجمة كافة الكلمات التي تعني الإكرام والسجود
والمطانية إلى العبادة الأمر الذي يخلق لبسا كتابيا حول السجود لغير الله وعلى
سبيل المثال إن كلمة (إكرام –
worship) في نصوص صلاة الأكليل هي ذاتها بروسكينوا الكتابية في العهد
القديم والجديد ولكن ترجمت بمعناها الصحيح إكرام وليس سجود عبادة (كما تعني الكلمة
حاليا ذلك أن الكلمة تسير كتابيا بمعنيين)، فمن غير المعقول أن تعبد العروس العريس
بل أن تكرمه.فنحن نأخذ السجود الإكرامي للأيقونات لأنها تشير وتدل إلى ما هو مصور
عليها فنحن لا نعبد الأيقونات.

 والسجود
للأيقونات واحترامها يؤخذ بذات التشريف والإكرام الذي به نوقر العلم الوطني فأنت
لا تكرم القماش والألوان بقدر الوطن الذي يمثل وهذا السبب الذي حدا بالمجمع
المسكوني السابع ليقر في قوانينه ما يلي:

 إننا
بإتباعنا الطريق الملكية والتعليم الآلهي وتعاليم الكنيسة الجامعة (عالمين أنه
موحى بها من الروح القدس الذي يحيا فيه) فإننا نقرر بمنتهى الصحة والتدقيق أنه كما
الصليب المكرم فإن كل الأيقونات المرسومة والمصنوعة من حجارة صغيرة وأي مادة تخدم
الغرض ذاته فإنه يجب وضعها في الطرقات أكانت هذه الأيقونات للرب الإله والمخلص
يسوع المسيح وللسيدة والرسل والملائكة المقدسين ولقديسي الرب لأنه في كل مرة ننظر
ونتأمل بهم فإننا نتذكر الأصل فننمو بحبهم أكثر بإكرام شاهدين له بالسجود
proskyneo والتقبيل وليس العبادة latration الحقة والتي هي في
إيماننا من حق الطبيعة الآلهية ولكن أيضا نكرم الأيقونات بنفس الطريقة التي نكرم
بها الصليب المكرم وألأنجيل المقدس والأشياء المقدسة الأخرى بالشموع والبخور وذلك
جريا على عادة آبائنا لأن الشرف ولإكرام للصورة يعود إلى نموذجها الأساسي والشخص
الذي يكرم الأيقونة يكرم الأيقونة يكرم الشخص الذي تمثله هذا هو تعليم آبائنا
وتقليد الكنيسة الجامعة التي تنشر الإنجيل من بداية الأرض إلى نهايته.

 في
الواقع إن من يفهم الاختلاف الكتابي للعبادة
adoration والتعبد والإكرام worship هم اليهود فاليهودي الغيور يقبل المزوزة على طرف
بابه وهو يقبل نقاب صلاته قبل أن يضعه على نفسه ويقبل أيضا الشرائط الجلدية قبل أن
يلفها على جبهته وذراعه وهو يقبل التوراة قبل أن يقرأها في المجمع والسيد كان يفعل
كل هذه الأمور عندما كان في المجمع والمسيحيون الأولون فهموا التفريق الكتابي
السابق ومن الأمثلة على ذلك استشهاد القديس بوليكربوس أسقف ازمير الذي كان تلميذ
القديس يوحنا اللاهوتي والذي دونت شهادته من قبل شهود عيان كنيسته حيث يصف كيف كان
الرومان يغالون في منع المسيحيين من إكرام والسجود للقديس الشهيد بمخافة كما قيل: ((كان
عليهم إنزال ذالك المصلوب وإكرام والتعبد
worship وقد تم هذا في جو من العجلة والخوف من اليهود الذين كانوا يراقبون كل
ما يجري عن كثب بينما كنا نحن نأخذ الجسد المكرم من النارغير عالمين بانه لن يكون
مستحيلا علينا لأجل المسيح الذي تألم وصلب لجل خطايانا لأنه ابن الله وذلك ليس لكي
نعبد أحدا سواه لكن كشهيد رسول على شبه الرب الذي نكرمه كما يستحق لمطابقته معلمنا
وملكنا لكن اليهود ارتفعوا بالمعارضة وقاموا كالعادة بإحراق الجسد الشريف واضعين
إياه في منتصف النار لذا اندفعنا آخذين العظام الشريفة التي هي أثمن من الجواهر
وأرفع وأنقى من الذهب المصفى لوضعها في مكان مناسب حيث سيسمح الله لنا بالتجمع
كلما أمكن بفرح وبهجة محتفلينبيوم ولادتها الاستشهادية لآجل الذين دافعو في تلك
الحلبة من الشهداء ولتدريب أولئك الذين سيفعلون لاحقا)) “استشهاد القديس
بوليكربوس 17: 2-3,18: 1-3”.

 

4-ألا
تنهي الوصية الأيقونات؟

 إن
كامل الموضوع هنا مع كامل الاحترام للوصية الثانية يتمحور حول ترجمة كلمة صور
منحوتة وما تحويه الكلمة الأساسية من معنى.لأنه إن كانت الكلمة فعليا صور فألا
تشكل الصور الموجودة في الهيكل خرقا واضحا لكن المدخل الصحيح هو ما تعنيه تلك
الكلمة بالعبرية وما تعنيه للعبرانيين لأنه عندما تمت ترجمة العهد القديم إلى
الترجمة السبعينية تمت الترجمة إلى
ideoloi أو idols والكلمة العبرية الأساسية pesel
في النص لا تشير من حيث المعنى الحرفي والدقيق لغويا إلى الصور في الهيكل لأن
الكلمة في معناها الدقيق هنا يجب أن تترجم في الوصية الثانية إلى وثن وليس إلى
صورة بينما الكلمة الأخرى تترجم صور في معرض الحديث عن الهيكل لننظر بشكل أقرب
للمشكلة:

لا
تضع لك أي صورة منحوتة(وثن بالعبرية) أي شبه للسموات من فوق وعلى الأرض في الأسفل
وتحت الماء ولا تنحن أمامها ولا تخدمها خروج 20: 2-5.

 إذا
أخذنا الإشارة في النص كما هي اليوم أي صورة لكان من الوضوح الشديد أن صور
الشروبيم في الهيكل تشكل خرقا فاضحا ولكانت حتى صور شهادة السواقة التي يحملها
البروتستانتي خرقا بل وعبادة أصنام وأن الأيقونات ليست أصناما لنترك هذا جانبا
ولنعد إلى معنى الكلمة الأساسي وثنا ولنذهب إلى النص كما يلي:

لا
تصنع… من الوصية لا تنحني ساجدا ل… من الوصية لا تعبد… من الوصية إذا كانت
الكلمة هي عن الصورة فالهيكل الذي كان قلب كنيسة العهد القديم ليس سوى عبادة وثن
ضخمة ونحن من نكرم الأيقونة نعبد وثنا بالمقابل.

 

5-
أليس في سفر العدد4: 14-19ما يمنع صورا” لله؟فكيف لدينا أيقونات للسيد؟؟؟؟

 في
الواقع هذا النص الكتابي يعلم اليهود أن لا يصنعوا صورا كاذبة ومزيفة لله وذلك
لأنهم لم يروا الله لكننا نحن المسيحيين نؤمن بأن الله قد تجسد في شخص يسوع المسيح
ولهذا يمكن أن نصوره (ذلك الذي رأيناه بأعيننا)يوحنا1: 1و يقول في هذا الصدد
القديس يوحنا الدمشقي: ((في القديم الله غير معروف وموصوف لم يصور أبدا والآن بأية
حال عندما أصبح الله مرئيا باللحم والجسد الذي ارتداه متحدثا مع البشر فإنني أصنع
صورة لله الذي رأيت لكنني لا أعبد المادة أعبد إله المادة الذي أصبح مادة لأجلي
متخذا المادة التي صنعها لأجل خلاصي ومن خلالها تم الخلاص فإنني لن أتوقف عن تمجيد
تلك المادة التي صنعت خلاصي أنا أكرمها ليس كإله من شيء لا حياة فيه! وإذا كان جسد
الإله من الإله بالإتحاد فهو غير منيع بالجسد كمادة ولكن طبيعة الله تبق كما هي
سابقا)) فالجسد الذي خلق بالزمن يجري عليه لذات السبب المنطقي.

 

6-
بالنظر إلى مواقف اليهود المعارضة للأيقونات فكيف أخذها المسيحيون؟

 لا
نجد فقط أيقونات في مقابر المسيحيين بل أيضا في مقابر اليهود التي تعود لنفس
الفترة ولدينا الأيقونات المحفوظة في دورا أوربوس التي دمرها الفرس في القرن
الثالث وكان هذا التدمير ذو محاسن كبرى لكونه يحدد الزمن الذي كانت به الأيقونات
وهنا يجدر بالذكر أن البعض يأخذ يوسِفُس المؤرخ كقياس لوجهة النظر اليهودية
بمعارضةالأيقونات على أنها خطأ فادح لكن الجدير بالذكر أن النص المأخوذ يشير إلى
الشغب والفوضى الذين حدثا عندما وضع الرومان نسرا إمبراطوريا على بوابة الهيكل
وهذه القصة لا تشكل حداً نهائياً للمسألة كما يرى البعض بل على النقيض لأنها ترينا
ردود أفعال الغيورين من اليهود ويوسِفُِِس كان ذات نفسه منهم قبل أن يغير رأيه
ويساعد الرومان ويذكر الأحداث ذاكراً مشكلة النسر الذي هشمه الأهلون باعتباره
تدنيساً دينياً وقد كان على حد تعبير يوِسفُس وحشاً
perseو هذه لم تكن المشكلة لأن التساؤل يطرح نفسه هل
كانت لأنها نسور ُ تطرح أم لأنها رومانيةعلى مدخل الهيكل ووجهة نظر يوسِفُس متطرفة
جداً على سبيل التذكير لأنه ما فتئ يقول عن تماثيل بركة السباع التي كانت بركة
التطهر أمام الهيكل أنها خطيئة مع أن واضعها سليمان (كتاب العاديات) ومع هذا فإن
نظرة التشدد لدى يوسِفُس لا تعنِ معاداة أيقونوغرافية بمصطلح اليوم وذلك لأن
التلمود الفلسطيني (عبوداه زهراح) 48
d يذكر بالنص أنه في أيام الرابي يوحنان بدأ الناس برسم الصور على
الجدران ولم ينتهرهم وفي أيام الرابي أبون بدأ الناس بوضع تصاميم للفسيفساء ولم
ينتهرهم وأيضا الترجوم العبري يرينا تكريس وجهة النظرالأيقونوغرافية هذه بقوله
((لكن عمودا تحفر عليه صور وأشباه يمكن وضعه في الهيكل بناء على الحقيقة الجدلية لكن
لا ُيعبَد)) ويُجدر بالذكر أن كتب الصلاة اليهودية كانت مزينة إلى أبعد حد برسوم
مشابهة في الأسلوب لرسوم دورا أوربوس وللكنيسة القريبة وهنا يمكن العودة إلى جامعة
ييل وأبحاثها المعمقة حول الكنيس والكنيسة التقرير النهائي لكارل كريلنغ الجزء
الأول ويجدر بالذكر أن أغلب أيقونات المسيحية الأولى كانت تسيطر عليها مواضيع
العهد القديم وهذا برهان على أن خبرة الأيقونات ليست ذات مبدأ وثنياً معمداً.

 

7-إن
كانت الأيقونات مهمة فلا نجدها في الكتاب المقدس؟

 نعم
نجدها في الكتاب المقدس لأننا يجب ألا ننسى أنها خبرة واسعة كتابيا خصوصا في تابوت
العهد وهنا من المفيد إيمان البعض ذكر آيات كتابية.

تابوت
العهدخروج18: 25

ستائر
خيمة الاجتماع خروج 1: 26

على
حجاب قدس الأقداس خروج 31: 26

شروبيمان
ضخمان في الهيكل ملوك الأول23: 6

على
الجدران ملوك الأول 29: 6

على
الأبواب ملوك الأول32: 6

على
الأثاث ملوك الأول29,32: 7

بالاختصار
نجد الأيقونات في كل مكان

 

8-
لكن لماذا نجد أيقونات فقط للملائكة وليس للقديسين؟

 الهيكل
في العهد القديم هو أيقونة للسماء كما يوضح بولس الرسول والكهنة الذين يخدمون في
هيكل أورشليم يخدمون كظل كمثال للأمور السماوية لذا أُعِلم موسى من قبل الله عندما
كان على وشك أن يصنع خيمة العهد لأجل هذا قال له: أنه يجب أن يصنع الخيمة على
المثال الذي رآه في جبل حوريب عبرانيين5: 8 خروج40: 25.

 وهنا
من المفيد أن نذكر أنه قبيل مجيء السيد له المجد بالجسد وانتصاره على الموت
بالقيامة فإن كافة قديسي وأنبياء العهد القديم لم يكونوا في حضرة الله في السموات
لكنهم كانوا في الشيول
sheol وهو ما اعتدنا ترجمته على أساس الجحيم بالعبرية وهادس باليونانية hades الشيول كانت مقر الأموات بنوعيهم الأشرار والأبرار تكوين 35: 37
,أشعياء 10: 38 أي أنهم كانوا جميعا متساويين على كثرتهم كما في مثل السيد عن
الغني ولعازر كما في أخنوخ 22 مع أن الأخير ليس من الأسفار القانونية الأولى فهذا
لم يمنع القديس يهوذا من إبراز مقاطع عنه فإنه كان خليج يفصل الأبرار عن الأشرار
وبينما كان الأبرار في حالة من البركة فإن الأشرار ونحن في حالة من العذاب الأبرار
كانوا في حالة من الانتظار للتحرر بقيامة الرب يسوع المسيح لكن الأشرار كانوا في
حالة انتظار مريعة للحكم والدينونة وهكذا في حالة من هم في العهد القديم فإن
الصلوات تتلى فقط للراحلين لأنهم لم يكونوا في حضرة الله في السموات لكي يتشفعوا
من أجلنا لذا قال القديس بولس في رسالته للعبرانيين في معرض حديثه عن قديسي العهد
القديم ((و كل هؤلاء الذين حصلوا على شهادة جيدة بفضل الأيمان لم يستقبلوا الموعد
فالله أعد أشياءًا أفضل لأجلنا لأنه لا يجب أن يكونوا كاملين بعيداً عنا))
“عبرانيين11”.

 وفي
عبرانيين 12يتكلم القديس حول التمييز في طبيعة العهدين المتناقضة فإنه يقول عن
العهد الجديد ((قد أتى بهم إلى …..أرواح الأبرار قد أصبحت كاملة)) وهذا عينه ما
يقوله لنا التسليم المقدس والنص الكتابي أيضا إذ أنه بينما كان جسد السيد في القبر
فإن روحه نزلت إلى الشيول لتعلن الحرية للمأسورين “أفسس 8: 4، بطرس الأولى 19:
3,6: 4، متى52: 27” وهؤلاء الذين غلبوا مع السيد يحكمون معه في المجد الأتي
الرسالة الثانيةلتيموثاوس12: 2 وهم باستمرار يقدمون صلواتهم من أجلنا إلى السيد
رؤيا8: 5استشهاد القديس اغناطيوس الفصل السابعو هكذا فإننا نجد أن الهيكل في العهد
القديم كان أيقونة السماء بالشروبيم هياكل افي العهد الجديد أيقونة السماء
بالقديسين وغمامة الشهود القائمين في المجد.

 

9-إذا
سلمنا بأنه يوجد نوع من الأيقونة (مع أن الكتاب يثبت العكس)في الكتاب المقدس فأين
هم الإسرائيليون الذين يجب أن يكرموا هذه الأيقونات؟

 النص
الكتابي الواضح الصريح يأمر بني إسرائيل بالانحناء (سجود)أمام تابوت العهد والذي
كانت عليه صورتا شروبيم بشكل لافت وفي المزامير 5: 99نجد أمرا واضحا ((أنحني أسجد
لموضع قدميك))مستعملا هنا ذات الكلمة المستخدمة في سفر الخروج لنهي عبادة الأصنام
والسجود لها “خروج 5: 20” لكن ما هو موقع كلمة موضع قدميك في أخبار
ا[لأيام 2: 28 يستعمل داود العبارة ذاتها ليشير إلى تابوت العهد وفي المزامير
89,99 يبتدئ الكلام عن الله الجالس بين الشروبيم 1: 99 وينتهي بننحني نسجد لجبل قدسك
الأمر الذي يجعل النص أكثر وضوحا فهو يتكلم عن تابوت العهد ونجد ذات العبارة في
المزمور 7: 132 والذي يستهل بالعبارة لنذهب إلى تابوت عهده ونجد العبارة قم وارتفع
يا الله إلى راحتك وإلى تابوت قوتك(هذه العبارة مهمة لنا ليترجيا لأننا نعتبرها
تشير إلى الصليب وليس هذا على سبيل المصادفة لأن تابوت العهد بين الشروبيمين كان
عرش الرحمة حيث كان يرش دم الذبيحة الطقسية لأجل خطايا الشعب “خروج 22: 25،
ليفيكينوس15: 16”.

 

10-لكن
ماذا عن الأفعى البرونزية ألم تحطم لأن الشعب كان يكرمها؟

 إذا
قرأنا النص بالتدقيق نجد أن الأفعى لم تحطم لتكريمها لكن لأن الشعب أعتبرها إله
أفعوانيا ودعوه نحوشتان ملوك18: 2

 

11-لكن
ألم تكن معارضة الأيقونات قبيل البروتستانت بزمن طويل؟

 من
المهم أن نعلم عند الحديث عن البروتستانت أنه يوجد رأيان عن معارضة تكريم
الأيقونات والأيكونوكلاسم. وهما مسألتان منفصلتان وهما هل من المسموح تكريم
الأيقونات وهل من المسموح أن يكون عندنا أيقونات لمن الواضح بعيد كل هذا أن كامل
النصوص الكتابية تشير إلى نعم بينما اللوثريون يعارضون إكرام الأيقونات وهم
لايعارضون الحصول على صور خصوصًا وأن أناجيلهم مليئة بها وقنواتهم الإعلامية إلا
بعض المجموعات القليلة كالآميش التي تحارب من هذا المبدأ أيَّ نوع من الصور حتى
العادية والشخصية لكل واحد منا وهؤلاء أيكونوكلاسم ففي طرف نجد الأيكونوكلاسم وهم
يحرمون أي تصوير باللون السيد والقديسين وهو ما يفعله معظم اللوثريون وفي طرف آخر
نجدهم يحرمون التشفع بوالدة الإله كأرفع المخلوقات المنظورة والغير منظورة وأنها
متشفعة بنا لدى الله لأنها حملته في حشاها (
npnec.vol14p545) ويحرمون كل من يؤمن بشفاعة القديسين ولكن هذا الأمر محروم لدى
الأيكونوكلاسم أيضا أي أن اللوثريون محرومون من الأيكونوكلاسم قبل الأرثوذكس فالبروتستانت
يأخذون رأيا انفراديا من الأيكونوكلاسم جزئيا لأن الأيكونوكلاسم كانوا يكرمون
الأشياء المقدسة كالصليب بينما البروتستانت فلا (يارولسلافل بلكان روحانية الكنيسة
المشرقية منشورات جامعة شيكاغو) واللوثرين يتمادوا ببذالك مستشهدين ببعض أراء
الأباء بشكل مغلوط لأن متتبع المقاطع يجد دوما أن الأب القديس يتكلم عن الصنمية
وليس عن إكرام الأيقونات ومن الجدير بالذكر ذكر قانون مجمع إلفريا ال36 ((يجب عدم
وضع الصور في الكنائس فهي تبجل و(تعبد يسجد لها) لذا يجب عد م وضعها على جدران
الكنائس وهنا الجدير بالذكر أن النص بالأساس ليس محدد لدى الدارسين البروتستانت
على غير من يستخدمه للدفاع عن البروتستانتية وهو غير معروف السبب إذ لا معلومات
عما سبب لظهوره وماذا يحاول أن يمنع العبادة أم الأكرام أم السجودفلا أهمية
للقانون 36إلفريا لأنه مجهول السبب والمَحمِل والموضوع بل وحتى الغاية (إدوارد
جيمس مارتن تاريخ الجدل الأيقونوغرافي لندن جمعية رقي المعرفة المسيحيةف4 ص19)
فتعبير هذا القانون غير واضح وهو يظهر الكثير من المداخلات والشروح فهل وضع لتحريم
الصور في الكنائس لا خارجها هل وضع لمنع الوثنين من صناعتها هل لحماية الأيقونات
من تدنيس الوثن أثناء غاراتهم الإرهابية على الكنائس خصوصا أنه سُنِّ أيام
الاضطهاد؟؟؟

 ومن
المفيد بالذكر أن كنائس اسبانيا كانت تستخدم الأيقونات في العبادة وتكرمها قبيل
المجمع المذكور بل وبعيده بدون ظهور أي جدل أيكونوكلاسمي كما الشرق وهذا مغزاه أنه
وإن تم الأخذ بالمجمع ككل فهو محلي ولم يتم تأكيده مسكونياً.

 

12-لكن
كيف لنا أن نطمئن أن الأيقونوكلاسم لم تكن في هذه الحالة هي الوجهة نظر الأقدم
للمسيحية؟؟؟

 يجب
أن نذكر هنا أن الأيكونوكلاسم نَمَت وحَققت مكاسب ضخمة في البلاد التي هيمن عليها
المسلمون لكن لم تظهر حركة تحطيم الأيقونات مسيحية الأساس بل إسلامية كما يذكر
بلكان ص105 وهناك العديد من الأسباب التي تدعونا إلى الاعتقاد بأصولية أسلامية
مؤثرة ألهمت الأباطرة معادي الأيقونات ومن الجدير بالذكر أنهم جميعاً أتوا من
مناطق كانت مراسِ فكرٍ أسلامي في الدولة البيزنطية ما خلا واحدا منهم لكن إشكالية
الحركة التاريخية ظهرت في الدولة البيزنطية حيث استطاع الأباطرة المهرطقون نشر
هرطقاتهم ما بين الشعب لكن خارج حدود الدولة البيزنطيةحيث كانت الكنيسة بعيدةً عن
التاثير السياسي كانت الكنيسة تعارض بشكل علني وتكسر الشركة مع المهرطقين ومن أهم
المعارضين القديس يوحنا الدمشقي. الذي رزح تحت الحكم الأسلامي وعانى الاضطهاد
نتيجة ذالك فإذا كانت هذه النظرة المعادية للأيقونات هي الأقدم فوجب أن نجدها في
المناطق التي رزحت تحت نير المسلمين بوصفها المناطق الأقدم بالمسيحية الأساسية
التقليدية وأن نجد على الأقل من يتخذ هذا المذهب منهم لكن على العكس لم يوجد ولا
أي واحد بالرغم من المكاسب السياسية التي سيكسبها هؤلاء إن قاموا بذلكو من الجدير
بالذكر أننا عندما نتتبع الأبحاث الأركيولوجية في تلك المناطق في العهود الأولى
للمسيحية والعهد الرسولي نرى استخداما للأيقونة طقسياً واسع النطاق وعدم وجود أي
جدل أيقونوغرافي حول الموضوع إن كان أنحرافًا على الأيمان الرسولي والذي يجب أن
يكون حينها حادا جدا لكننا على النقيض لا نجد أي نوع منه وخلال السنين ال30 التي
استمرت فيها حروب الأيقونات نجد أن المجمع الخامس السادس حدَّدَ ماهية ما يجب
تصويره في الأيقونات لكنه لم يضعف الجدل القائم آنذاك ((في بعض رسومات الأيقونات
المكرمة نجد الحمل مرسوما وقد تم إبرازه والإشارة إليه بإصبع السابق الذي أتخذ
شكلا للنعمة مقترحا بشكل آخر من خلال الشريعة حيث أتى السيد المسيح الحمل
الحقيقي,لذا بهمة معانقين الأطياف والرموز القديمة للحقيقة والتي أشارت بشكل مسبق
للكنيسة فإننا نفضل النعمة ونقبلها في تمام الشريعة لذا ومنذاك فهي فكرة كاملة
لكنها مرسومة ومطبوعة في أوجه الجميع فالحمل الذي حمل ورفع خطايا العالم المسيح
َألهنا ومع الاحترام لشخصه الإنساني نوافق على أن يصور في الأيقونات عوضا عن الحمل
القديم إذ من خلاله. الذي استطاع أن يقابل سببَ وعلة تواضعه وهو كلمة الله بذكرى
حياته البشرية في الجسد بألامه وموته الخلاصي مقاداً بالأيدي ليشفي العالم)).

 وعلى
الجانب الأخر من المجمع فإن التاريخ يكشف لنا حقائق مفاجئة حول هرطقة الأيونوكلاسم
فقد رفضوا الرهبانية بالرغم من احتضان الكنيسة لها بشكل كامل لعدة قرون فكانوا
يقومون بنزع أملاك الأديرة ومحاربة الرهبان وإجبارهم على الزواج وأكل اللحم وعلى
النقيض نجد حتى البروتستانت يعترفون بقداسة هؤلاء الرجال والنساء الذين كانوا إلى
جانب الأيقونة وإكرامها وبخطأ واهتراء الأيكونوكلاسم الأخلاقي اتجاههم وهنا من
الجدير بالذكر رئيس المجمع اللوثري البروتستانتي لدوبلن القس ترنخ ((لا أحد ينكر
بأدق التفاصيل وبكل الصحة العقائدية التي تحويها الكنيسة في بنيانها اللبنة فوق
الأخرى كالأرثوذكسية هل انتصر الأيقونوكلاسميون عندما لم يشخصوا العقائد بالألوان
لإله غير منظور بلل كان النصر للأرثوذكسية لإيمان محموم بالمخلص المتجسد))
“ترنخ تاريخ القرون الوسطى المجامع السبعة الأولى”.

 فالمرء
بوسعه أن يكون أيكونوكلاسميا في حالة واحدة فقط هي توقف إيمانه بالكنيسة على
النقيض من الكتاب المقدس لأنه لا يوجد شك بأقدمية استخدام الأيقونة في الكنيسة
بنفس الوقت الذي اتخذوا به الكتاكومب التي كانت مليئة بالأيقونات المسيحية في
العهد الرسولي مع المهرطقين.

 

ترجمة
كاتب الأيقونة: إياد توما

13-
ما هي صلاة تكريس الأيقونة (سؤال تمت إضافته من الموقع)

صلاة
تكريس الأيقونات: – لابد من ذكر نقطة هامة حول موضوع الأيقونة وهو صلاة تكريس
الأيقونات لأنها تسبب بعض الالتباس. الأيقونة (و الصليب أيضاً) ذات بركة ونعمة
خاصة بسبب ما هو مرسوم عليها لا بسبب صلاة تكريس لها لا تحتاجها. المجمع المسكوني
السابع استعمل هذه النقطة للردّ على محاربي الأيقونة. صلاة تكريس الأيقونة هي أمر
دخيل دخل متأخراً على كتب الأفخولوجي بتأثير غربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار