اسئلة مسيحية

خطايا العمد والسهو



خطايا العمد والسهو

خطايا
العمد والسهو

قرأت
في أحد
الكتب التي
تعرضت لموضوع الفداء والذبائح العبارات الآتية:


لا توجد للخطية العمد التي تستحق الموت في ناموس العهد القديم كله أية ذبيحة
تعويضية بأي حال. فكل الذبائح هي عن خطايا السهو فقط (لا 4: 1 – 35) “.


جميع ذبائح الخطية التي نص عليها العهد القديم تصح فقط في حالة السهو، أي بدون قصد.
اما خطايا العمد أو التي عن قصد وبالإرادة، فلا ذبيحة لها علي الإطلاق في كل ناموس
موسي.. وبمعني اَخر أوضح أن يستحيل إحلال أو إستبدال نفس بنفس في حالة الخطية
العمد “. ” هنا يستحيل أن تحسب ذبيحة المسيح إنها عوض الخاطئ، أو عن
الخاطئ، أو بدلاً من الخاطئ، لأن الخطية هي خطية عمد.و الخاطئ يتحتم أن يموت موتاً،
ولا يمكن أن تقدم عنه ذبيحة من أي نوع “. ” ذبيحة المسيح هي موت الخاطئ
بالفعل!! المسيح أخذ جسداً هو في حقيقته جسد الإنسان ككل، جسد كل الخطاة.. هو هو بعينه
جسد كل خاطئ، واقتبل في هذا الجسد خطية كل الخطاة “. إلي أي حد اقبل هذا
الكلام أو أفهمه.أرجو الشرح والتوضيح عن كيفية مغفرة الخطية العمد؟ وكيفية مغفرة
الخطية السهو؟ وما موقف السيد المسيح من خطايا السهو “

 

أوضح
لنا الكتاب أنه ليست فقط خطية العمد هي التي تستحق الموت، بل كل الخطايا، حتي
خطايا السهو.

ولهذا
كانت خطايا السهو أيضاً تقدم عنها ذبائح، ويسفك دم تلك الذبائح، ويصب إلي أسفل
المذبح (لا 4: 18، 30). إنه دم يرمز إلي دم السيد المسيح. (و يكفر الكاهن) عن
خطايا السهو بكل أنواعها. وقد تكررت هذه العبارة كثيراً في سفر اللاويين (لا 4، 5).

 

وعندما
أسهب سفر اللاويين (4، 5) في الكلام عن خطايا السهو، إنما أراد أن الشعب لا يستهين
بها.

 

فإن
كانت خطية السهو يلزم تقديم ذبيحة عنها، فخطايا العمد والقصد من باب أولي. وإلا
سيقع الناس في بلبلة من جهة قيمة الذبيحة في التكفير والمغفرة. ويتحير الخاطئ الذي
يخطئ عن عمد، إذ لا يجد ذبيحة أمامه يقدمها عن خطاياه!! وكل المؤمنين في العهد
القديم كانوا يثقون بارتباط المغفرة بتقديم الذبيحة… وحتى الآن نحن نقول في
صلاتنا ” حل واغفر. واصفح لنا يا الله عن سيئاتنا التي صنعناها بإرادتنا،و
التي صنعناها بغير إرادتنا. التي فعلناها بمعرفة،و التي فعلناها بغير معرفة الخفية
والظاهرة “.

 

الرد:

أما
من جهة الذبائح عن خطايا العمد، فلعل أبرزها ما كان يقدم في يوم الكفارة العظيم
(لا 16).

حيث
يقول ” ويقدم هرون ثور الخطية الذي له،ويكفر عن نفسه وعن بيته،و يذبح ثور
الخطية الذي له ” ثم يذبح تيس الخطية الذي للشعب.. ويكفر عن القدس من كل
نجاسات بني إسرائيل، ومن سيئاتهم مع كل خطاياهم ” فيكفر عن نفسه وعن بيته وعن
كل جماعة إسرائيل ” (لا 16: 11، 15 – 17).

 

فهل
كل تلك الخطايا والسيئات والنجاسات، التي لهرون وكل بيته وكل جماعة إسرائيل، لم
تكن فيها خطايا عمد؟‍!

 

مستحيل!!
من يصدق أن يوم الكفارة العظيم كان فقط عن خطايا السهو؟! ونفس الوضع كان يعمله مع
تيس عزازيل الحي الذي يرمز إلي عزل الخطايا عنهم، وكان يرمز إلي السيد المسيح، كان
هرون يقر علي رأسه بكل ذنوب بني إسرائيل وكل سيئاتهم مع كل خطاياهم ” (لا 16:
21). أكانت تلك الذنوب والسيئات والخطايا، كلها سهو وعن قصد؟! عجباً ما هي تلك
الجرأة التي يقال بها ” لا توجد للخطيئة العمد التي تستحق الموت في ناموس
العهد القديم كله أية ذبيحة تعويضية بأي حال! فكل الذبائح هي عن خطايا السهو!! إن
بولس الرسول في شرح ذلك يقول في رسالته إلي العبرانيين ” كل رئيس كهنة.. يقام
لأجل الناس في ما لله، لكي يقدم قرابين وذبائح عن الخطايا.. يلتزم أنه كما يقدم عن
الخطايا لأجل الشعب، هكذا أيضاً لأجل نفسه ” (عب 5: 1، 3).

 

فهل
رئيس الكهنة يقام ليقدم قرابين وذبائح فقط عن خطايا السهو التي يرتكبها الشعب؟!

 

هوذا
نحميا في تصحيح الأوضاع بعد الرجوع من السبي، تكلم عن ” ذبائح الخطية للتكفير
عن إسرائيل ” (نح 10: 33). والمعروف أنهم كانوا بعمد وقصد، قد تزجوا بنساء
غريبات مما جعل عزرا الكاهن يبكي وينتف شعر رأسه ويمزق ثيابه (عز 9: 3). ويصلي
لأجلهم،و يفصلهم عن كل تلك الزيجات.. مع اصلاحات أخري كثيرة تتعلق بخطايا عمد وقصد،
واتصالهم بشعوب الأرض حسب رجاساتهم (عز 9: 1). إن أشعياء النبي يتكلم عن ذبيحة
المسيح لأجلنا فيقول عنه ” مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل اَثامنا.. كلنا
كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلي طريقه،و الرب وضع عليه إثم جميعنا ” (أش 53: 5،
6).

 

فهل
كل معاصينا وآثامنا، كانت خطايا سهو؟!

إن
داود النبي حينما وقع في الزنا،و في القتل العمد، ثم قال ” أخطأت إلي الرب
” أجابه ناثان ” والرب نقل عنك خطيئتك. لا تموت ” (2 صم 12: 13).و
معني ” نقل عنك خطيئتك ” أنه نقلها لحساب المسيح.. ألم تكن خطية داود
عمداً ليس في زناه فقط، إنما أيضاً في قوله ليواَب قائد الجيش عن مقتل أوريا الحثي
” لا يسوء في عينيك هذا الأمر، لأن السيف يأكل هذا وذاك ” (2 صم 11: 20).

 

خطية
العمد التي وقع فيها داود، حملها المسيح.

يقينا
أن المسيح مات عن كل خطايا العمد.

فقد
قال عنه الكتاب ” هو كفارة لخطايانا. وليس لخطايانا فقط، بل لخطاياكم كل
العالم أيضاً ” (1 يو 2: 2). وقال إن الله أحبنا ” وأرسل ابنه كفارة عن
خطايانا ” (1 يو 4: 10).

 

فهل
كفارة المسيح عن جميع الخطايا، لا يوجد في العهد القديم كله رمز واحد لذبيحته عن
خطايا العمد التي حملها؟!

 

أما
التعبير الخاص بأن الخاطئ عمداً وقصداً كان لابد أن يموت. وقد مات في المسيح، فإن
هذا لا يتعلق بذبيحة الصليب، إنما نحن قد متنا مع المسيح في المعمودية،و ليس علي
الصليب. وهكذا يقو الكتاب.


دفنا معه بالمعمودية للموت ” (رو 6: 4).


مدفونين معه في المعمودية ” (كو 2: 12).

لم
يحدث أن البشرية قد صلبت مع المسيح في يوم الفداء العظيم، إنما هو قال عن نفسه
” قد دست المعصرة وحدي. ومن الشعوب لم يكن معي أحد ” (أش 63: 3).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار