علم التاريخ

المواضيع والأفكار والأختلافات التى ناقشها مجمع نيقية



المواضيع والأفكار والأختلافات التى ناقشها مجمع نيقية

المواضيع
والأفكار والأختلافات التى ناقشها مجمع نيقية

يوسابيوس
وخلاف الفصح

الإنقسام
الميلاتى

مجمع
نبقية والتماثيل والصور

منذ
أن أنعقد مجمع أورشليم لم يحدث أن أجتمعت الكنيسة فى العالم فى مجمع واحد فى سنة
325 م، ولرعاية الأمبراطور قسطنطين الذى كان له رأى شخصى بألا يتدخل بتأثير سياسى
على القرارات التى يتخذها الأساقفة وقد لوحظ فى بعض المجامع التالية تدخل الأباطرة
أو الملكات وإنحيازهم إلى جانب دون الآخر مما ادى إلى تقسيم الكنيسة، وإنعزال
الأطراف المنقسمة ادى إلى زيادة فى التباعد

ومن
المواضيع التى كانت تحتاج للمناقشة فى مجمع نيقية هى:

أولاً:
تحديد الأحتفال بيوم عيد القيامة
Easter

أختلف
المسيحيين فى الأحتفال بعيد القيامة فبينما كان المسيحيين فى آسيا الصغرى يحتفلون
فى تاريخ معين فقد أعلن بوليكربوس أسقف أزمير بضرورة الإحتفال بذكرى الصليب فى يوم
14 نيسان العبرى والقيامة فى يوم 16 من نيسان العبرى، وهما التاريخان اللذان تمت
فيهما أحداث الصلب والقيامة فعلاً.

أما
روما والكنيسة القبطية وأورشليم وانطاكية كانت تحتفل بهذين العيدين فكانوا يرون
المحافظة على اليوم فذكرى الصلب يجب أن يكون يوم الجمعة والقيامة فجر الأحد حتى
ولو أختلف عن تاريخ اليومين فى موعدها فى الشهر العبرى, وكان كثيراً ما يوافق يوم
الجمعة ويوم الأحد 14 و 16 نيسان العبرى فى هذين اليومين.

وأساقفة
هذا الزمان كانوا لا يعتبرون أن هذا الإختلاف بين التاريخ واليوم يصل إلى درجة
الهرطقة وتستدعى الحرم او أعتباره هرطقة، بدليل أنه عندما ذهب القديس بوليكربوس
أسقف أزمير عندما ذهب إلى روما وفاوض أسقفها نيشيوش فى بعض الأمور.. ومنها تحديد
عيد الفصح، وبالرغم من أنهما لم يتفقا على رأى واحد بخصوص هذه المسألة، إلا أن
نيشيوش قدم بوليكربوس ليقدس القربان.

 

ولكن
حدث فى ختام القرن الثانى، أصر فيكتور أسقف رومية على إجبار أساقفة ومسيحيى آسيا
الصغرى على الإحتفال بهاتين المناسبتين بالأحتفال يومى الجمعة والأحد مع أستمرار
الصوم حتى يوم أحد القيامة.

 

وأصرت
كنائس أسيا الصغرى على عدم تغيير مواعيد أحتفالاتها، ولما تعنتت هذه الكنائس على
عدم تغيير عاداتهم، فقام فيكتور أسقف روما بتهديدهم بقطعهم من شركته، فكان رد
كنيسة أزمير بأنهم عقدوا مجمعاً حضره 50 أسقفاً وكان قراره:

 

أعتبار
فيكتور أسقف روما معتدياً على أختصاصات أساقفة آخرين، وقرروا عدم الإلتفات إلى
تهديده.

 

وكانت
نهاية هذه المشكلة على يد كنيسة أقباط مصر فقد قام البابا الأنبا ديمتريوس الكرام
البطريرك ال 12 بالتوفيق بين الفريقين.. على أن يرتبط يومى جمعة الصلبوت وأحد
القيامة بيومى 14 و 16 نيسان.. فجمع علماء الفلك المصريين فى مدينة الأسكندرية،
وكان من بينهم الفلكى الشهير بطليموس الفرماوى، وفى أجتماع العلماء هذا وضعوا
قاعدة أشتهرت فيما بعد وهى:

 

أن
يكون عيد الفصح المسيحى فى الأحد التالى لعيد الفصح اليهودى مباشرة.

 

ولكن
ظل الوضع على ما هو عليه من خلاف حتى فصل فيه مجمع نيقية المسكونى، حيث أقر مبدأ
كنيسة الأسكندرية.

 

ثانياً:
إنشقاق ملاتيوس أسقف أسيوط

يعرف
هذا الأنقسام فى داخل الكنيسة القبطية بالأنقسام الميلاتى نسبة إلى ملاتيوس أو
ميليتيوس أسقف ليكوبوليس (أسيوط) بصعيد مصر، وحدث أثناء حكم الأمبراطور دقليديانوس
الذى أثار إضطهاداً عنيفاً على المسيحيين ورؤسائهم فى مصر ومن ضمن من قبض عليهم
وأودع السجن أسقف أسيوط، فقام بعض الأساقفة بالرغم من المخاطرة بحياتهم بزيارته فى
السجن يقوونه للثبات فى إيمانه عندما شعروا أن إيمانه بدأ يضعف، وبدلاً من أن
يعترف بإيمانه جهاراً وينال أكليل الشهادة، ضعف أمام الأضطهاد وبخر للأوثان، وانكر
ديانته، ثم عاد وندم ورجع إلى المسيحية مرة أخرى، وبدأ يرسم أساقفة بدون إذن من
بابا الأقباط فى مصر بطرس خاتم الشهداء، وأصبح بذلك مغتصباً لحق ليس من حقوقه.

 

وتمادى
ملاتيوس أسقف أسيوط ورسم 30 أسقفاً

فقام
البابا بطرس خاتم الشهداء إلى عقد مجمع مكانى (محلى) بالأسكندرية وكانت قرارات
المجمع هى حرم ملاتيوس أسقف أسيوط والأساقفة الذين رسمهم معه، ولكنه لم يخضع
وأستمر فى تمرده على الكنيسة، وأستمر الشقاق بينه وبين بطاركة الكرازة المرقسية
الذين عاصروه بعد أستشهاد البابا بطرس خاتم الشهداء.

 

ثالثاً:
إعادة معمودية من عمدهم الهراطقة

ظهر
خلاف بين اساقفة العالم المسيحى سؤال هام هو: هل يعاد معمودية الذين عمدهم
الهراطثقة (أى أعتنقوا أفكار هرطوقية وبدع)؟ أم تقبلهم الكنيسة معتمدة معمودية
الهراطقة!!

 

حدث
هذا الخلاف بين كبرياتنوس أسقف قرطاجنة الذى تبنى موقف أعادة تعميد الهراطقة وقرر
فى رسالته التاسعة عشرة: ” إن المعمدين من يد الهراطقة هم وحدهم الذين يجب
إعادة معموديتهم، أما الذين قبلوا العماد من الكنيسة الأرثوذكسية (قبل أنضمامهم
للهراطقة) فعمادهم صحيح لا يعاد ”

 

وأيد
الموقف الثانى أستفانوس أسقف روما (253 – 257) وكان ينادى بعدم إعادة المعمودية
للذين تعمدوا بيد الهراطقة!!

 

وتمسك
كل فريق بموقفه وكانت غالبية الأساقفة فى جانب رأى كبرياتنوس أسقف قرطاجنة، وعندما
هدده أستفانوس أسقف روما بالحرم إن لم يمتنع عن تعميد الهراطقة عند أعتناقهم
المسيحية، قام كبرياتنوس أسقف قرطاجنة بعقد مجمعاً فى قرطاجنة عام 255 م الذى كان
من قراراته هو: ضرورة أعادة عماد الهراطقة ومن تعمد على يديهم ممن ينضمون إلى
المسيحية، أما غذا كانوا قبلاً تعمدوا فى الكنيسة وسقطوا فى الهرطقة فلا تعاد
معموديتهم

 

وتدخل
البابا الأسكندرى ديوناسيوس فى غيقاف الخلاف وأنتشاره وإحتداد المواقف، فأرسل
رسالة رقيقة وشرح فيها موقف كبرياتنوس أسقف قرطاجنة بلطف ووضح أن الكنائس فى كل
مكان قد أستقر على رأى واحد يخالف رأيه.

 

رابعاً:
بدعة آريوس

بدعة
آريوس يعتبر أهم الأسباب فى إجتماع مجمع نيقية وستجد فى هذا الموقع شرح لهذه
البدعة التى قسمت الكنيسة

 

=

المراجع

(1)
موسوعة عصر المجامع – بقلم القمص كيرلس الأنطونى – تعليق وتنسيق دياكون د/ ميخائيل
مكس إسكندر – وإشراف نيافة الأنبا متؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر – مكتبة
المحبة 2002 م ص 27 -29

(2)
رسالة 72 كبرياتنوس أسقف قرطاجنة

(3)
تاريخ الكنيسة – يوسابيوس القيصرى (264 – 340 م) – تعريب القمص مرقس داود – رقم
الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 – مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين
الخربوطلى الكتاب السابع الفصل الثانى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار