اللاهوت المقارن

180- إلهي إلهي لماذا تركتني؟



180- إلهي إلهي لماذا تركتني؟

180- إلهي إلهي لماذا تركتني؟

من
المحال أن ينفصل الآب عن الابن كما تدّعى إيلين هوايت لأننا نؤمن أن الآب والابن
والروح القدس إله واحد فكيف ينفصل الآب عن الابن؟! إن انفصال الآب عن يسوع لا يمكن
يحدث إلا بانقسام الجوهر الإلهى الواحد فينفصل الآب عن الابن أو بانفصال اللاهوت
عن الناسوت؛ وهذه هى البدعة النسطورية التى حرمتها الكنيسة الجامعة في مجمع أفسس.
ومما يثبت أن الآب لم ينفصل عن الابن هو قول السيد المسيح قبل الصلب لتلاميذه
“تأتى ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركوننى وحدى وأنا
لست وحدى لأن الآب معى” (يو16: 32). وقوله أيضاً “الذى أرسلنى هو معى
ولم يتركنى الآب وحدى لأنى في كل حين أفعل ما يرضيه” (يو8: 29). يضاف إلى ذلك
قوله “أنا والآب واحد” (يو10: 30).

 

الآية
التى يستخدمها دُعاة هذه الفكرة -ومن ضمنهم إيلين هوايت والأدفنتست وغيرهم- وردت
على لسان السيد المسيح وهو مصلوب عندما صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً “ألوى ألوى
لما شبقتنى الذي تفسيره إلهى إلهى لماذا تركتنى” (مر15: 34) وردت هذه العبارة
أيضاً في مزمور 22 لداود النبى “إلهى إلهى لماذا تركتنى.. لا تتباعد عنى لأن
الضيق قريب لأنه لا معين.. أما أنت يا رب فلا تبعد” (مز22: 1، 11، 19)..
“ثقبوا يدىَّ ورجلىَّ. أُحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرَّسون فىَّ. يقسمون
ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون” (مز22: 16-18) .. يقولون عندما يقول المسيح
للآب عبارة “لماذا تركتنى” تدل على أن الآب انفصل عن الابن.. فهذا تفسير
خاطئ جداً لأن الآب لم ينفصل عن الابن وسنرى هذا في بقية المزمور نفسه..

 

“يا
خائ في الرب سبّحوه، مجّدوه يا معشر ذرية يعقوب، واخشوه يا زرع إسرائيل جميعاً.
لأنه لم يحتقر ولم يرذل مسكنة المسكين، ولم يحجب وجهه عنه، بل عند صراخه إليه
استمع” (مز22: 23، 24).. لم يحجب وجهه عنه بل عند صراخه إليه استمع، فكيف
يقولون إن الآب قد حجب وجهه عن الابن وهو على الصليب لأنه حامل خطايا العالم؟!!

 

بل إن
ادعاءهم هذا أيضاً عكس ما جاء في سفر أشعياء النبى “أما الرب فسُر بأن يسحقه
بالحزن” (أش53: 10)..

 

وقيل
عن السيد المسيح “من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزى،
فجلس في يمين عرش الله” (عب2: 12).

إذاً
عبارة “لم يحجب وجهه عنه” (مز22: 24) تن في فكرة أن الآب حجب وجهه عن
الابن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار