المسيحية

محمد والإغتيالات



محمد والإغتيالات

محمد والإغتيالات

(1) سؤال:
هل يمكن أن تلخص لنا ما قام به محمد من إغتيالات؟

الإجابة: ذكرت بعض
الأمثلة من تلك الاغتيالات، وتكلمت عن بعض منها بالتفصيل، وسنواصل اليوم الحديث عن
المزيد، وقائمة الاغتيالات المذكورة في السيرة النبوية طويلة منها:

1 اغتيال أم
قرفة

بين
جملين
2
واغتيال
عصماء بنت مروان بعد نُزع رضيعها عن ثديها
3 واغتيال كعب
بن الأشرف
4
و
إغتيال
أبي رافع سلام بن ابي الحقيق
5 واغتيال ابي عفك اليهودي 6 واغتيال
سفيان بن خالد بن نبيح 7 واغتيال اليسير بن رِزام 8 واغتيال الحارث بن سويد الصامت
9 واغتيال ابن شيبينة. 10 واغتيال راعي جابر بن عبد الله.

 

(2) سؤال: لقد
تكلمت سابقا عن اغتيال أم قرفة واغتيال عصماء بنت مروان، فهل تحدثنا عن اغتيال كعب
بن الأشرف كما ذكرت في قائمة اللمغتالين
؟

الإجابة: أولا: أحب
أن أذكر أنني بدءا من هذه الحلقة سوف أقصر فترة الطرح، حتى نتيح الفرصة لأكبر عدد
ممكن من المشاركات.

ثانيا: بخصوص حادثة
اغتيال كعب بن الأشرف، فقد ذكرت (في 598 مرجعا تراثيا سنيا)
منها(صحيح البخاري ج4 ص1481) وفي (المراجع الشيعية
ذكرت 1633 مرة في 470 مرجعا) منها كتاب (دراسات في ولاية الفقيه ج3 ص320)، تقول
هذه الروايات:

“كان رجلا من يهود
بني النضير
وكان يؤذي رسول الله [يهجوه شعرا] (كما جاء في الروض الأُنف ج3 ص231: “جَعَلَ يُحَرّضُ عَلَى رَسُولِ اللّهِ وَيُنْشِدُ
الأَشْعَارَ”
).. فقال رسول الله: من لي بكعب بن الأشرف فإنه
قد آذى الله
ورسوله” [كيف آذى الله؟] فانتدب له
محمد بن مسلمة وأبا نائلة وأرسل معه آخرين، وأذن لهم
رسول الله
أن يقولوا ما شاءوا من كلام يخدعونه به [وعجبي: لنبي يحرض المؤمنين على الخداع،
وهذا ليس بغريب فهو القئل: إن الحرب خدعة] فذهبوا إليه
في ليلة مقمرة. [ويضيف صحيح البخاري قائلا]: “
وقد خطّط «ابن
مسلمة» للتخلص من «كعب» خطةً رائعةً،
وألّف لتنفيذها فريقاً كان من بينهم «أبو نائلة» أخو كعب بن الأشرف بالرضاع، ليمكنه هذا من التموية على كعب وتنفيذ الخطة
المذكور
ة.
فخرج
أبو نائلة إلى كعب وجلسا يتحادثان، ويتبادلان
الشعر.ثم إن
أبا نائلة قال لكعب بعد ان طلب منه أن يُخرج
كل من كان
هناك من ذويه وأهله: إني قد جئتك في حاجة إليك اُريد ذكرها لك سرا، فإني لا أريد
ان يسمع القوم كلامنا. لقد كان قدوم هذا الرجل (يعني رسول
اللّه) علينا من البلاء، وحاربتْنا العرب،
ورمتْنا عن قوس واحدة، وقطّعت السبل عنا
حتّى جهدت
الانفس، وضاع العيال، وأخذنا بالصدقة ولا نجد ما نأكل.

فقال كعب: واللّه قد
كنتُ اُحدّثك بهذا يا أبا نائلة
فإن الامر
سيصير إلى ما أقول
.

فقال أبو نائلة: إنّ
معي رجالا من أصحابي على مثل
رأيي [كذب]،
وقد أردت أن آتيك بهم فنبتاع منك طعاماً، أو تمراً وتحسن في ذلك إلينا،
ونرهنك ما يكون لك فيه ثقة.

فقال كعب: وماذا
ترهنونني يا أبا نائلة، هل أبناءكم
ونساءكم؟؟!

فقال أبو نائلة: هل
تريد أن تفضحنا وتظهر أمرنا؟
ولكنا نرهنك
من السلاح ما ترضى به.

فرضي كعب بن الاشرف
بذلك.

وإنما قال أبو نائلة
هذا القول لابن الاشرف حتّى لا
يستغرب إذا
رأى السلاح بيد الرجال الذين سيأتون معه
[احتيال]. ثم خرج أبو نائلة من عند ابن الاشرف على ميعاد، فاتى أصحابه، فأخبرهم بما دار بينه وبين كعب، فأجمعوا
أمرهم على أن يأتوه إذا أمسى
لميعاده، ثم
أتوا إلى رسول اللّه
عشاءً
وأخبروه، فمشى معهم حتّى اتى البَقيع، ثم وجّههم، ثم قال: “إمضوا على بركة اللّه وعَونه. أللّهم أعِنهم
[يطلب المعونة من الله للاغتيال!!]

فَمضوا حتّى أتوا ابنَ
الاشرف، فلمّا انتهوا إلى
حصنِه هتف
به أبو نائلة، وكان ابنُ الاشرف حديث عهد بُعرس، فوثب من فراشه، فأخذت
امرأته بناحية ملحفته وقالت: أين تذهب، إنك رجلٌ
محارب، ولا ينزل مثلك في هذه
الساعة؟؟

فقال ابن الاشرف: ميعادٌ،
إنما هو أخي أبو نائلة [الوفاء].ثم نزل إليهم فحيّاهم، ثم جَلَسوا فتحدثوا ساعة
حتّى
اطمأن إليهم.ثم قالوا
له: يابن الاشرف: هل لك أن تتمشّى إلى شعب
العجوز (وهو
موضع قرب المدينة) فنتحدث فيه بقيّة ليلتنا.فخرجوا يتماشون حتّى أبتعدوا عن حصنه،
وبينما هم كذلك
إذ أدخلَ أبو نائله يده
في رأس كعب ثم شم يده فقال: ويحك ما أطيبَ عطرك هذا يابن
الاشرف، ثم
مشى ساعة، ثم كرّر هذا العمل ثانية حتّى اطمأن، ثم مشى ساعة، ثم عاد لمثلها فأخذ بشعر
رأسه وقال: إضربوا عدوّ
اللّه
[واللا عدو محمد؟]، فضربوه بسيوفهم، وطعنه أبو نائلة بخنجر في بطنه، وصاح كعب صيحة،
ثم وقع على الارض
ولم تنفعه استغاثاته.

[ويضيف صحيحي البخاري قائلا]: ثم عاد هذا الفريق الفدائي إلى المدينة من فورهم ولما بلغوا “البقيع” كبّروا، وقد قام رسول تلك الليلة
يصلّي
، فلما سمع رسول
اللّه تكبيرهم بالبقيع كبّرهو
أيضا، وعرف أنهم قد قتلوه.[ويواصل البخاري قائلا]: وبهذا أعلنوا عن نجاح عمليّتهم الفدائية الجريئة
الّتي أراحت
رسول اللّه
وأصحابه من
شرّ ذلك المفسد الخطير الّذي لم يفتأ عن إيذاء
النبى [يعني
مش إيذاء الله]

 

(3) سؤال: ما
هو تعليقك على هذه الحادثة البشعة؟

الإجابة: تعليقي:

1 إنه نفس ما يحدث إلى
هذا اليوم: عملية فدائية، وتكبير]

2 وهل هذا تصرف شريف أن
تنقض مجموعة رجال على رجل واحد، أين العدل والندية؟

3 وهل هذا هو رسول
الرحمة، وسياسة السيف والقتل والخداع والاغتيال!

4 وهل يمكن أن يكون هذا
نبيا من عند الله؟ أترك هذا لحكم المشاهدين

5 أرجو من أصحاب
الفضيلة شيوخ الأزهر أن يشرحوا لنا أين هي رحمة الرسول في هذه الاغتيالات.

 

(4)
سؤال:
ماذا عن إغتيال أبي رافع سلام بن ابي الحقيق، الشخصية الرابعة في قائمة
الاغتيالات؟

الإجابة: بخصوص إغتيال ابي رافع هناك عدة روايات ذكرت في مراجع كثيرة سنية، وشيعية:

الرواية
الأولى
: جاءت في (صحيح
البخاري
ج4 ص1484) وفي الكتاب الشيعي
(بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج20 ص12) تقول: “بَعَثَ رسول اللَّهِ إلى أبي
رَافِعٍ: عَبْدَ اللَّهِ بن عَتِيكٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بن عُتْبَةَ، في نَاسٍ
مَعَهُمْ، فَانْطَلَقُوا حتى دَنَوْا من الْحِصْنِ. فقال لهم: عبد اللَّهِ بن
عَتِيكٍ امْكُثُوا أَنْتُمْ حتى أَنْطَلِقَ أنا فَأَنْظُرَ، [ويكمل عبد الله]
قائلا: “فاحتلت أَنْ أَدْخُلَ الْحِصْنَ، وفي هذا الوقت فَقَد اليهود
حِمَارًا لهم، فَخَرَجُوا بِقَبَسٍ يَطْلُبُونَهُ، فَخَشِيتُ أَنْ أُعْرَفَ.
فَغَطَّيْتُ رَأْسِي كَأَنِّي أَقْضِي حَاجَةً. ثُمَّ نَادَى صَاحِبُ
الْبَابِ من أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ فَلْيَدْخُلْ قبل أَنْ أُغْلِقَهُ. فَدَخَلْتُ
ثُمَّ اخْتَبَأْتُ في مَرْبِطِ حِمَارٍ عِنْدَ بَابِ الْحِصْنِ. فَتَعَشَّى
اليهود عِنْدَ أبي رَافِعٍ وَتَحَدَّثُوا حتى ذَهَبَتْ سَاعَةٌ من اللَّيْلِ ثُمَّ
رَجَعُوا إلى بُيُوتِهِمْ فلما هَدَأَتْ الأَصْوَاتُ، ولا أَسْمَعُ حَرَكَةً
خَرَجْتُ وَرَأَيْتُ صَاحِبَ الْبَابِ حَيْثُ وَضَعَ مِفْتَاحَ الْحِصْنِ في
كَوَّةٍ
فَأَخَذْتُهُ وَفَتَحْتُ بِهِ بَابَ الْحِصْنٍِ، ثُمَّ عَمَدْتُ إلى
أَبْوَابِ بُيُوتِهِمْ فَغَلَّقْتُهَا عليهم من خارج ثُمَّ صَعِدْتُ إلى أبي
رَافِعٍ في سُلَّمٍ فإذا الْبَيْتُ مُظْلِمٌ قد طَفِئَ سِرَاجُهُ فلم أَدْرِ
أَيْنَ الرَّجُلُ فقلت: يا أَبَا رَافِعٍ قال من هذا؟ فَعَمَدْتُ نحو الصَّوْتِ وَضْرِبتهُ،
فَصَاحَ، ثُمَّ جِئْتُ إليه كَأَنِّي أُغِيثُهُ
فقلت مالك يا أَبَا رَافِعٍ وَغَيَّرْتُ صَوْتِي
فقال: دخل عَلَيَّ رَجُلٌ فَضَرَبَنِي بِالسَّيْفِ، فَعَمَدْتُ له أَيْضًا وضْرِبتهُ
أُخْرَى، فَصَاحَ، وَقَامَ أَهْلُهُ، قال ثُمَّ جِئْتُ وَغَيَّرْتُ
صَوْتِي
كَهَيْئَةِ الْمُغِيثِ فإذا هو مُسْتَلْقٍ على ظَهْرِهِ فَوضَعت
السَّيْفَ في بَطْنِهِ ثُمَّ اَنْكَفِأت عليه حتى سمعت صَوْتَ الْعَظْمِ
،
ثُمَّ خَرَجْتُ دَهِشًا حتى أَتَيْتُ السُّلَّمَ أُرِيدُ أَنْ أَنْزِلَ فََسقطت
منه فَانْخَلَعَتْ رِجْلِي فَعَصَبْتُهَا ثُمَّ أَتَيْتُ أَصْحَابِي أَحْجُلُ فقلت
انْطَلِقُوا فَبَشِّرُوا رَسُولَ اللَّهِ
فَإِنِّي لا أَبْرَحُ حتى أَسْمَعَ النَّاعِيَةَ، فلما كان في وَجْهِ الصُّبْحِ
صَعِدَ النَّاعِيَةُ فقال أَنْعَى أَبَا رَافِعٍ. فَقُمْتُ أَمْشِي ما بِي
قَلَبَةٌ فَأَدْرَكْتُ أَصْحَابِي قبل أَنْ يَأْتُوا النبي فَبَشَّرْتُهُ.

 

(5) سؤال: وما هي الرواية الثانية عن اغتيال أبي رافع؟

الإجابة: في
هذه الرواية الثانية نرى جانبا آخر من الخداع والغدر.
وقد جاء الرواية الثانية في كتاب (الروض الأنف
للسهيلي ج3 ص481
483) وتقول:
“خَرَجَ إلَى أبي رافع خَمْسَةُ
نَفَرٍ
: عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَتِيكٍ، وَمَسْعُودُ بْنُ سِنَانٍ، وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ أُنَيْسٍ، وَأَبُو قَتَادَةَ الْحَارِثُّ،
وَخُزَاعِيّ بْنُ أَسْوَدَ.

وَأَمَّرَ
عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ عَبْدَ اللّهِ بْنَ
عَتِيكٍ
، فَخَرَجُوا حَتّى إذَا قَدِمُوا خَيْبَرَ،
أَتَوْا دَارَ ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ لَيْلا،
فَلَمْ يَدَعُوا بابا فِي الدّارِ إلّا أَغْلَقُوهُ عَلَى أَهْلِهِ. وَكَانَ فِي
عِلّيّةٍ وقَامُوا عَلَى بَابِهِ فَاسْتَأْذَنُوا عَلَيْهِ
فَخَرَجَتْ
إلَيْهِمْ امْرَأَتُهُ
فَقَالَتْ مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا:
نَاسٌ مِنْ الْعَرَبِ نَلْتَمِسُ
طعاما.
قَالَتْ ذَاكُمْ صَاحِبُكُمْ فَأُدْخِلُوا عَلَيْهِ. فَلَمّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ
أَغْلَقْنَا عَلَيْنَا وَعَلَيْهَا الْحُجْرَةَ تَخَوّفًا منْ أن تَحُولُ
بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ. فَصَاحَتْ امْرَأَتُهُ فَنَوّهَتْ بِنَا
وَابْتَدَرْنَاهُ
وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ بِأَسْيَافِنَا
،
فَوَاَللّهِ مَا دُلّنَا عَلَيْهِ فِي سَوَادِ اللّيْلِ إلا بَيَاضُهُ.
وَلَمّا
صَاحَتْ بِنَا امْرَأَتُهُ جَعَلَ الرّجُلُ مِنّا يَرْفَعُ عَلَيْهَا سَيْفَهُ
.

فَلَمّا
ضَرَبْنَاهُ بِأَسْيَافِنَا تَحَامَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ
اللّهِ بْنُ أُنَيْسٍ
بِسَيْفِهِ فِي بَطْنِهِ
حَتّى أَنْفَذَهُ
وَهُوَ يَقُولُ قَطْنِي قَطْنِي: أَيْ
حَسْبِي حَسْبِي. وَخَرَجْنَا، وَكَانَ عَبْدُ
اللّهِ بْنُ عَتِيكٍ
رَجُلا سَيّئَ الْبَصَرِ فَوَقَعَ مِنْ الدّرَجَةِ
فانثنت
رِجْلُهُ بشدة وَحَمَلْنَاهُ حَتّى نَأْتِيَ بِهِ
َنْهَرًا
مِنْ عُيُونِهِمْ فَنَدْخُلُ فِيهِ.

فَأَوْقَدُ
اليهود النّيرَانَ وَاشْتَدّوا فِي كُلّ وَجْهٍ يَطْلُبُونَنَا، حَتّى إذَا
يَئِسُوا رَجَعُوا إلَى صَاحِبِهِمْ فَاكْتَنَفُوهُ وَهُوَ يُقْضَى بَيْنَهُمْ.
فَقُلْنَا: كَيْفَ لَنَا بِأَنْ نَعْلَمَ بِأَنّ عَدُوّ اللّهِ قَدْ مَاتَ؟
فَقَالَ رَجُلٌ مِنّا: أَنَا أَذْهَبُ فَأَنْظُرُ لَكُمْ فَانْطَلَقَ حَتّى دَخَلَ
فِي النّاسِ. قَالَ فَوَجَدْت امْرَأَتَهُ وَرِجَالَ يَهُودَ حَوْلَهُ وَفِي
يَدِهَا الْمِصْبَاحُ تَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ وَتُحَدّثُهُمْ وَتَقُولُ أَمَا
وَاَللّهِ لَقَدْ سَمِعْت صَوْتَ ابْنِ عَتِيكٍ ثُمّ كذََّبْت نَفْسِي وَقُلْت: أَنّى
لابْنُ عَتِيكٍ بِهَذِهِ الْبِلادِ؟ ثُمّ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ تَنْظُرُ فِي
وَجْهِهِ
ثُمّ قَالَتْ مات
وَإِلَهِ يَهُودَ
فَمَا سَمِعْت مِنْ كَلِمَةٍ كَانَتْ
أَلَذّ إلَى نَفْسِي مِنْ هذه الكلمة.
[يشفي غليل المؤمنين] ولما جَاءَنَا الْخَبَرُ احْتَمَلْنَا
صَاحِبَنَا فَقَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللّهِ فَأَخْبَرْنَاهُ بِقَتْلِ عَدُوّ
اللّهِ وَاخْتَلَفْنَا عِنْدَهُ فِي قَتْلِهِ كُلّنَا يَدّعِيهِ. فَقَالَ رَسُولُ
اللّهِ
هَاتُوا أَسْيَافَكُمْ.
فَجِئْنَاهُ بِهَا، فَنَظَرَ إلَيْهَا، فَقَالَ لِسَيْفِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أُنَيْسٍ: هَذَا قَتَلَهُ
أَرَى فِيهِ أَثَرَ الطّعَامِ.

 

(6) سؤال: قلت أن لهذه الحادثة رواية ثالثة فما هي؟

الإجابة:
في الرواية الثالثة إضافات توضح أبعاد الغدر والإرهاب، وقد جاءت في كتاب (المغازي
للواقدي ج1 ص391394) “
عن
عَبْدِ اللّهِ بْنِ أُنَيْسٍ
قَالَ خَرَجْنَا مِنْ الْمَدِينَةِ
حَتّى
أَتَيْنَا خَيْبَرَ.
وَقَدْ كَانَ
لعَبْدِ اللّهِ
بْنِ عَتِيكٍ
بِخَيْبَرَ
أمٌّ يَهُودِيّةً أَرْضَعَتْهُ، وَقَدْ بَعَثَنَا رَسُولُ اللّهِ
خَمْسَةَ
نَفَرٍ
. قَالَ فَانْتَهَيْنَا إلَى خَيْبَرَ،
وَبَعَثَ عَبْدُ اللّهِ إلَى أُمّهِ فَأَعْلَمَهَا بِمَكَانِهِ فَخَرَجَتْ
إلَيْنَا بِجِرَابٍ مَمْلُوءٍ تَمْرًا كَبِيسًا وَخُبْزًا، فَأَكَلْنَا مِنْهُ
ثُمّ قَالَ لَهَا: يَا أُمّاهُ إنّا قَدْ أَمْسَيْنَا، بَيّتِينَا عِنْدَك
فَأَدْخِلِينَا
خَيْبَرَ
.

فَقَالَتْ
أُمّهُ كَيْفَ تُطِيقُ خَيْبَرَ وَفِيهَا أَرْبَعَةُ آلَافِ
مُقَاتِلٍ؟ وَمَنْ تُرِيدُ فِيهَا؟
قَالَ أَبَا
رَافِعٍ
. فَقَالَتْ لَا تَقْدِرْ عَلَيْهِ. قَالَ
وَاَللّهِ لَأَقْتُلَنهُ أَوْ لأُقْتَلَن دُونَهُ [يا قاتل يا مقتول]. فقالت: ادْخُلُوا
عَلَيَّ لَيْلا. فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَلَمّا نَامَ أَهْلُ خَيْبَرَ،
[نصحتهم قائلة]: إِذَا هَدَأَتْ الرّجْلُ َاكْمُنُوا، فَفَعَلُوا. ثُمّ قَالَتْ
إنّ الْيَهُودَ لا تُغْلِقُ عَلَيْهَا أَبْوَابَهَا فربما
أَنْ يَطْرُقَهَا ضَيْفٌ فَيَجِدُ الْبَابَ مَفْتُوحًا فَيَدْخُلُ فَيَتَعَشّى.

فَلَمّا
هَدَأَتْ الرّجْلُ قَالَتْ: انْطَلِقُوا وَقُولُوا: “
إنّا
جِئْنَا لأَبِي رَافِعٍ بِهَدِيّةٍ

“فَإِنّهُمْ سَيَفْتَحُونَ لَكُمْ. فَفَعَلُوا ذَلِكَ ثُمّ خَرَجُوا لا
يَمُرُّونَ بِبَابٍ مِنْ بُيُوتِ خَيْبَرَ إلّا أَغْلَقُوهُ
حَتّى
أَغْلَقُوا بُيُوتَ الْقَرْيَةِ كُلّهَا،
حَتّى انْتَهَوْا إلَى قَصْرِ سَلَّامٍ. قَالَ فَصَعِدْنَا يتَقَدَِّمُنَا عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَتِيكٍ، لأَنّهُ
كَانَ
يَرْطُنُ بِالْيَهُودِيّةِ
ثُمّ اسْتَفْتَحُوا عَلَى أَبِي
رَافِعٍ
فَجَاءَتْ امْرَأَتُهُ
فَقَالَتْ مَا شَأْنُك؟ فَقَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَتِيكٍ وَرَطَنَ
بِالْيَهُودِيّةِ
جِئْت أَبَا رَافِعٍ بِهَدِيّةٍ.
فَفَتَحَتْ لَهُ
فَلَمّا رَأَتْ السّلَاحَ أَرَادَتْ
أن تَصِيحُ.

قَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ أُنَيْسٍ: فَأَشَرْت إلَيْهَا السّيْفَ. فَسَكَنَتْ سَاعَةً،
ثُمّ قُلْت لَهَا: أَيْنَ أَبُو رَافِعٍ؟ وَإِلّا
ضَرَبْتُك بِالسّيْفِ
فَقَالَتْ هُوَ ذَاكَ فِي
الْبَيْتِ. فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَمَا عَرَفْنَاهُ إلّا بِبَيَاضِهِ كَأَنّهُ
قُطْنَةٌ مُلْقَاةٌ فَعَلَوْنَاهُ بِأَسْيَافِنَا فَصَاحَتْ امْرَأَتُهُ فَهَمّ
بَعْضُنَا أَنْ يَخْرُجَ إلَيْهَا ليقتلها [انه الارهاب المحمدي].

قَالَ
ابْنُ أُنَيْسٍ وَكُنْت رَجُلًا أَعْشَى لَا أُبْصِرُ بِاللّيْلِ إلّا بَصَرًا
ضَعِيفًا. قَالَ فَتَأَمّلْته كَأَنّهُ قَمَرٌ. قَالَ
فَأَتّكِأت
بِسَيْفِي عَلَى بَطْنِهِ حَتّى سَمِعْت خَشّهُ فِي الْفِرَاشِ وَعَرَفْت أَنّهُ
قَدْ قَضَى
.

قَالَ
وَجَعَلَ الْقَوْمُ يَضْرِبُونَهُ جَمِيعًا،
ثُمّ نَزَلْنَا وَنَسِيَ أَبُو قَتَادَةَ قَوْسَهُ
فَذَكَرَهَا بَعْدَ مَا نَزَلَ فَقَالَ أَصْحَابُهُ دَعْ الْقَوْسَ. فَأَبَى فَرَجَعَ
فَأَخَذَ قَوْسَهُ وَانْفَكّتْ رِجْلُهُ فَاحْتَمَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَصَاحَتْ
امْرَأَتُهُ فَتَصَايَحَ أَهْلُ الدّارِ بَعْدَ مَا قُتِلَ. فَلَمْ يَفْتَحْ
أَهْلُ الْبُيُوتِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ لَيْلًا طَوِيلًا، وَاخْتَبَأَ الْقَوْمُ فِي
بَعْضِ مَنَاهِرِ خَيْبَرَ. وَأَقْبَلَتْ الْيَهُودُ وَأَقْبَلَ الْحَارِثُ أَبُو زَيْنَبَ فَخَرَجَتْ
إلَيْهِ امْرَأَتُهُ فَقَالَتْ خَرَجَ الْقَوْمُ الْآنَ. فَخَرَجَ الْحَارِثُ
فِي
ثَلَاثَةِ آلَافٍ فِي آثَارِنَا
، يَطْلُبُونَنَا
بِالنّيرَانِ فِي شُعَلِ السّعَفِ وَلَرُبّمَا وَطِئُوا فِي النّهْرِ وَنَحْنُ فِي
بَطْنِهِ وَهُمْ عَلَى ظَهْرِهِ فَلم يَرَوْنَا، فَلَمّا اجتهدوا فِي الطّلَبِ
وَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا رَجَعَ إلَى امْرَأَتِهِ فَقَالُوا لَهَا: هَلْ
تَعْرِفِينَ مِنْهُمْ أَحَدًا؟ قَالَتْ سَمِعْت مِنْهُمْ كَلَامَ
عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَتِيكٍ.
فَكُرّوا الطّلَبَ ثّانِيَةَ.

وَقَالَ
الْقَوْمُ فِيمَا بَيْنَهُمْ لَوْ أَنّ بَعْضَنَا أَتَاهُمْ فَنَظَرَ هَلْ مَاتَ
الرّجُلُ أَمْ لَا. فَخَرَجَ الْأَسْوَدُ بْنُ خُزَاعِيّ حَتّى دَخَلَ مَعَ
الْقَوْمِ وَتَشَبّهَ بِهِمْ فَجَعَلَ فِي يَدِهِ شُعْلَةً كَشُعَلِهِمْ حَتّى
كَرّ الْقَوْمُ الثّانِيَةَ إلَى الْقَصْرِ وَكَرّ مَعَهُمْ فوَجِد الدّارَ قَدْ
شُحِنَتْ. فَأَقْبَلُوا جَمِيعًا يَنْظُرُونَ إلَى أَبِي رَافِعٍ مَا فَعَلَ.
وَأَقْبَلَتْ امْرَأَتُهُ مَعَهَا شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ ثُمّ أَحْنَتْ عَلَيْهِ
تَنْظُرُ أَحَيّ أَمْ مَيّتٌ هُوَ فَقَالَتْ: مات وَإِلَهِ مُوسَى قَالَ ثُمّ
كَرِهْت أَنْ أَرْجِعَ إلّا بِأَمْرٍ بَيّنٍ. فَدَخَلْت الثّانِيَةَ مَعَهُمْ
فَإِذَا الرّجُلُ لَا يَتَحَرّكُ مِنْهُ عِرْقٌ.

قَالَ
فَخَرَجَتْ الْيَهُودُ فِي صَيْحَةٍ وَاحِدَةٍ. وَأَخَذُوا
فِي جَهَازِهِ يَدْفِنُونَهُ. وَخَرَجْت مَعَهُمْ وَقَدْ أَبْطَأْت عَلَى
أَصْحَابِي بَعْضَ الْإِبْطَاءِ. قَالَ فَانْحَدَرْت عَلَيْهِمْ فِي النّهْرِ
فَخَبّرْتهمْ
فَمَكَثْنَا فِي مَكَانِنَا يَوْمَيْنِ
حَتّى سَكَنَ عَنّا الطّلَبُ ثُمّ خَرَجْنَا مُقْبِلِينَ إلَى الْمَدِينَةِ،
كُلّنَا
يَدّعِي قَتْلَهُ
فَقَدِمْنَا عَلَى النّبِيّ وَهُوَ
عَلَى الْمِنْبَرِ
فَلَمّا رَآنَا قَالَ: هل
أَفْلَحَتْ الْوُجُوهُ؟ فَقُلْنَا: أَفْلَحَ وَجْهُك يَا رَسُولَ اللّهِ [يعني
بفضل توجيهاتك]. قَالَ أَقَتَلْتُمُوهُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ.
وَكُلّنَا
يَدّعِي قَتْلَهُ
. قَالَ عَجّلُوا عَلَيّ
بِأَسْيَافِكُمْ. فَأَتَيْنَا بِأَسْيَافِنَا ثُمّ
قَالَ
هَذَا قَتَلَهُ هَذَا أَثَرُ الطّعَامِ
فِي
سَيْفِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أُنَيْسٍ.

ملحوظة:
يقول الواجدي في كتابه المغازي أن هذا الاغتيال كَان فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ
سِتّ هجرية
” (يعني وهم صايمين، ويقولوا إيه؟ رمضان
كريم! ده كريم قوي! وعجبي!)

 ولا عجب
أنه في شهر رمضان الفضيل هذا العام، يضع تنظيم القاعدة الإرهابي صورتي على قائمة
المطلوب اغتياله، في موقعهم على الإنترنيت، ولازلت أقول لهم: ما تريدون أن تفعلوه
فافعلوه بأكثر سرعة فقد تاقت نفسي واشتاقت إلى الانطلاق لأكون مع المسيح فذاك أفضل
جدا، وهناك لن أكف عن الصلاة من أجلكم”

 

(7) سؤال: وما
هو تعليقك على هذه الروايات؟

الإجابة: 1 هناك أناس
سوف يشمئزون من أساليب الخداع والغدر والخيانة هذه، ويدينون هذه الوحشية التي أمر
بها رسول الإسلام رجاله لينفذوها.

2 ولكن هناك قوم
سيمجدون هذا العمل الإجرامي، على أنه عمل بطولي.

3 وأذكر لكم بهذه
المناسبة قصة لأحد المبشرين في الأدغال: وعظ عن جريمة اليهود بصلبهم للمسيح، وتكلم
عن خيانة يهوذا الاسخريوطي للمسيح وتسليمه لليهود ليقتلوه، ففوجئ الواعظ بهتافات
الناس تتعالى تمجيدا لما فعله يهوذا الاسخريوطي الخائن. وعندما استفسر عن الأمر،
علم أن من قيم هذه القبيلة أنهم يمجدون أسلوب الخيانة والغدر.

4 لهذا أنا أشفق على
أحبائي المسلمين الذين صار عندهم الغدر والخداع قيمة عظيمة لأن نبيهم محمد قد
غرسها.

5 أفبعد كل هذا يدعون
أن محمدا رسول للرحمة؟

 

(8) سؤال: قد يقول البعض
أن محمدا فعل ذلك من أجل الجهاد المقدس لقتل الكفار الذين يهاجمون الإسلام. فما
تعليقك؟

الإجابة: 1 هؤلاء الناس
الذين تم اغتيالهم لم يكونوا في حالة حرب بل نائمين في بيوتهم.

2 علاوة على أن كتب
السيرة المحمدية تقول أن جريمتهم هي أنهم هجوا محمدا بالشعر كتعبير عن حريتهم. 3
وهكذا كما كان وهكذا يكون من جيل وإلى جيل: لا حرية في الإسلام للتعبير عن الرأي
أو تغيير العقيدة. 4 وبالمناسبة ستكون حلقتنا القادمة عن قضية ماهر المعتصم بالله،
المسلم الآخر الذي رفع قضية في مصر للمطالبة بتغيير بطاقته المدنية من مسلم إلى
مسيحي.

5 إني أناشد كل مسلم
عاقل أن يعيد تفكيره في هذه المسلمات التي غُلِّفت بغلاف القدسية، ليعرف حقيقتها،
ويقرر إن كان يقبلها أم يرفضها.

6 أدعوك أن تسأل من
الرب الإله أن يرشدك إلى معرفة الحق. قل له: يارب ارشدني إلى الحق فأتبعه.

7 أحبائي أخذنا جزءا
قليلا لترك فرصة للمداخلات، وسوف نتابع في الحلقات القادمة بقية الاغتيلات.

8 أرجو مراعاة أن تكون
المداخلة عن سؤال واحد، لترك الفرصة للمنتظرين على الخطوط للمشاركة.

 

(9) سؤال: هل
يمكن أن تقول لنا كلمة روحية؟

الإجابة:
(مت5: 21و22) “
قد سمعتم انه قيل للقدماء لا
تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم
. واما انا فاقول لكم ان كل من
يغضب على اخيه
باطلا يكون مستوجب الحكم ومن قال ل
اخيه
رقا [كلمة آرامية تعنى فارغ الرأس أو بلا
عقل، أو يقصد بها “ياتافه”] يكون مستوجب
المجمع
[أي المحاكمة أمام المجلس] ومن قال يا
احمق
[جاهل، متهور] يكون مستوجب
نار جهنم“.

(مت 5: 44)
احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم
وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار