اللاهوت الطقسي

32- التناول من ذبيحة القداس الإلهي



32- التناول من ذبيحة القداس الإلهي

32- التناول من
ذبيحة القداس الإلهي

أن الرب يسوع المسيح نفسه سلمنا هذا السر وعلمنا
وجوب التناول من الأسرار المقدسة كما يقول .. عن الخبز: خذوا كلوا هذا هو جسدي.
وعن الكأس: اشربوا منها كلكم. لان هذا هو دمى الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة
الخطايا (مت26: 26-28) ثم أعطى رسله سلطانا لان يصنعوه لذكره كما صنع واخذ خبزا
وشكر وكسر أعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكرى “لو19: 22”
وهكذا اقتضى جودة الاله وسخاؤه العميم وحبه العظيم ورحمته بنا نحن الخطاة أن
يعطينا ذاته قوتا وغذاء خلاصيا تحت شكل الخبز والخمر. وذلك لكي يجرئنا ويشجعنا على
التناول منهما لأنه لو لم يحتجب تحت هذه الأعراض لما استطاع المؤمنون أن يتناولوا
جسده ودمه الاقدسين بأعراضهم الظاهرة فكان عمله هذا وقوله في (يو 6) مبرهنا على أن
جسده ودمه هو طعام النفوس وغذاء الأرواح. ولذلك اصبح من الواجب على كل مؤمن يريد
حياة نفسه وتقوية روحه أن يتناول من جسد الرب ودمه ولا يهمل أمرا يتوقف عليه
اتحاده مع الله وثباته فيه ونموه في الحياة الروحية.

 

# وإلا فان من يهمل هذا الواجب لا تكون نفسه حيه
(قال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم أن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس
لكم حياة فيكم) ” يو 6: 53 ” ومن لا تكون له في نفسه حياة ليس مسيحيا
لان المسيحي يجب أن يكون حيا ولقد وعد الرب يسوع تلاميذه قائلا: (أنا هو خبز
الحياة آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا هذا هو الخبز النازل من السماء لكي
يأكل منه الإنسان ولا يموت أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن كل أحد من
هذا الخبز يحيا إلى الأبد. الخبز الذي أنا أعطى هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة
العالم) ” يو 6: 48– 51 “.

 

# وقد سار الرسل على الطريقة التي رسمها الرب
يسوع نفسه (وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات) ”
اع 2: 42 ”

 

 #وبعدها
(فأننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد) لأننا جميعا نشترك في الخبز الواحد)
“1كو17: 10″ و(لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضا أن الرب يسوع في
الليلة التي اسلم فيها أخذا خبزا وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم.
اصنعوا هذا لذكرى كذلك الكأس أيضا بعدما تعشوا قائلا هذه الكأس هي العهد الجديد
بدمى اصنعوا هذا كلما شربتم لذكرى فأنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس
تخبرون بموت الرب إلى أن يجىء) ” 1كو 11: 23 – 26 ”

 

# ثم أننا إذا تأملنا في تاريخ الكنيسة نجد أن
المؤمنين في القرون الأولى كانوا يتناولون الأسرار المقدسة في كل قداس كهنة
وعلمانيين نساء وأولاد واثبت ذلك القديس اكليمنضس وقد جاء في أوامر الرسل وقوانين
المجامع ما يؤيد ذلك حيث قيل وليتقرب الاسقف أولا وبعده القسوس والشمامسة وبعدهم
سائر الشعب وبعد الذكور تتناول النساء وليرتل إلى أن يتناول القربان كافة المؤمنين
لأجل هذا كانوا يقدمون قرابين كافية لمناولة الاكليروس أن المسيح أعطانا هذا السر
لكي نتناول منه حياة لأنفسنا فواجب أن نتناوله لكي نحيا به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار