عهد قديم

الأصحاح السابع عشر



الأصحاح السابع عشر]]>الأصحاح السابع عشر

 

إشتاق الشعب لملك طويلالقامة وها هو واقف فى خزى ورعدة أمام الفلسطينيين.

الآيات(1-6) :-

و جمع الفلسطينيونجيوشهم للحرب فاجتمعوا في سوكوه التي ليهوذا و نزلوا بين سوكوه و عزيقة في افسدميم. و اجتمع شاول و رجال اسرائيل و نزلوا في وادي البطم و اصطفوا للحرب للقاءالفلسطينيين. و كان الفلسطينيون وقوفا على جبل من هنا و اسرائيل وقوفا على جبل منهناك و الوادي بينهم. فخرج رجل مبارز من جيوش الفلسطينيين اسمه جليات من جت طولهست اذرع و شبر. و على راسه خوذة من نحاس و كان لابسا درعا حرشفيا و وزن الدرع خمسةالاف شاقل نحاس. و جرموقا نحاس على رجليه و مزراق نحاس بين كتفيه.

وقفالفريقان على جبال (هى أشبه بتلال) بينها وادٍ فيه مزروعات وأشجار السنط. طولجليات      9 قدم: 6 أذرع وشبر حوالى 290سم. ويرتدى درعاً حُرشفياً:أى قميصاً عليه قطعاً نحاسية كحراشيف السمك وزنه 33 رطلاً وجرموقاً (درعين لحمايةالساقين) من النحاس وكان معهُ مزراق نحاس أى رمح قصير بين كتفيه. وكان ذلك مصدررعب شديد لشاول ورجاله. وكان كلا الجيشان خائف من النزول للوادى وإلاّ لكان فىمكان أدنى وبالتالى يمكن للجيش الآخر فى المكان المرتفع على الجبل ضربه بسهولةولذلك كان الحل الذى إقترحه جليات وعيّر به صفوف شعب الله. وربما كان فى الوادىمجرى ماء ممّا يزيد من صعوبة الموقف. والآيات (12-15) هى مقدمة للأحداث بعد ذلك.

 

الآيات(16-22) :-

و كان الفلسطيني يتقدمو يقف صباحا و مساء اربعين يوما. فقال يسى لداود ابنه خذ لاخوتك ايفة من هذاالفريك و هذه العشر الخبزات و اركض الى المحلة الى اخوتك. و هذه العشر القطعات منالجبن قدمها لرئيس الالف و افتقد سلامة اخوتك و خذ منهم عربونا. و كان شاول و هم وجميع رجال اسرائيل في وادي البطم يحاربون الفلسطينيين. فبكر داود صباحا و تركالغنم مع حارس و حمل و ذهب كما امره يسى و اتى الى المتراس و الجيش خارج الىالاصطفاف و هتفوا للحرب. واصطف اسرائيل و الفلسطينيون صفا مقابل صف. فترك داودالامتعة التي معه بيد حافظ الامتعة وركض الى الصف واتى و سال عن سلامة اخوته.

يسى يرسل داود لينظرإخوته وهذا رمزاً لمحبة الآب الذى أرسل إبنه المحبوب يسوع المسيح ليسأل عن أولادهويفديهم وينقذهم من إبليس الذى يُعيرهم. فإن كان يسى قد أرسل إبنه ليسأل عن باقىأولاده فهل لا يفعل الآب السماوى. إيفة من الفريك: الإيفة وزن كامل والفريكصورة من صور الحنطة. والمسيح قدّم نفسه لنا بجسد بشرى كامل. ورقم 10 فى الخبزاتوالجبن تشير للوصايا التى كسرناها وكانت السبب فى أن يأتى المسيح لنكمل به. خذمنهم عربوناً: لم تكن الكتابة منتشرة ليرسلوا خطابات فيسى يريد أى دليل مادىعلى سلامتهم.

 

الآيات(25-30) :-

فقال رجال اسرائيلارايتم هذا الرجل الصاعد ليعير اسرائيل هو صاعد فيكون ان الرجل الذي يقتله يغنيهالملك غنى جزيلا و يعطيه بنته و يجعل بيت ابيه حرا في اسرائيل. فكلم داود الرجالالواقفين معه قائلا ماذا يفعل للرجل الذي يقتل ذلك الفلسطيني و يزيل العار عناسرائيل لانه من هو هذا الفلسطيني الاغلف حتى يعير صفوف الله الحي. فكلمه الشعببمثل هذا الكلام قائلين كذا يفعل للرجل الذي يقتله. و سمع اخوه الاكبر الياب كلامهمع الرجال فحمي غضب الياب على داود و قال لماذا نزلت و على من تركت تلك الغنيماتالقليلة في البرية انا علمت كبرياءك و شر قلبك لانك انما نزلت لكي ترى الحرب. فقالداود ماذا عملت الان اما هو كلام. و تحول من عنده نحو اخر و تكلم بمثل هذا الكلامفرد له الشعب جوابا كالجواب الاول.

لنلاحظ صفات داود لنعرفسبب قُوته 1- فى آية20 فبكر داود: طاعة داود لوالده وإسراعه بالتنفيذ فىالصباح دون تأخير. 2- عندما ثار عليه أخوه اليآب آية28 أجابه بهدوء وحكمة وصرفغضبه. بل سكوته أمام أخوه وإنتصاره على ذاته فهو أكبر من إنتصاره على جليات. 3-غيرته على أسم الله الحى: حتى يُعيّر صفوف الله الحى فهو إعتبر أن كلإنتصار هو لحساب الرب وكل هزيمة تهين الرب. هو تطلع للمعركة بكونها صراع بين اللهنفسه وعدو الخير الشيطان. هذا عكس شاول الذى قال أنتقم من الفلسطينيين أعدائى  فحسبهامعركة شخصية وداود سأل عن ماذا يفعل للرجل الذى يقتل الفلسطينى على سبيل حبالإستطلاع فلا توجد أجرة تساوى حياة الإنسان والوقوف أمام هذا الجبار معناه الموتالمحقق. لا يوجد دافع يدفع إنسان لهذه المعركة غير المتكافئة إلاّ إيمانه وغيرتهعلى إسم الله وهذا الإنسان لا يطلب أجراً. إلا أنه كان هناك أجر فمن يغلب يتزوجإبنة الملك والمسيح لتكون الكنيسة له عروساً. 4- داود يبذل نفسه عن الشعب، عنالكنيسة، والكنيسة هى بنت الملك أى إبنة الله.

وفى آية(28) أما هوكلام: هو لم يريد أن يدخل فى جدال فهو رجل عمل وليس جدال وإنه وقت للعمل وكانتوبيخ الأخ لداود مثل توبيخ وإهانة الشعب اليهودى للمسيح مع أنه جاء لخلاص الشعببل جنس البشر كله فأهانوه وإتهموه بإتهامات كثيرة.

 

الآيات(31-37) :-

و سمع الكلام الذي تكلمبه داود و اخبروا به امام شاول فاستحضره. فقال داود لشاول لا يسقط قلب احد بسببهعبدك يذهب و يحارب هذا الفلسطيني. فقال شاول لداود لا تستطيع ان تذهب الى هذاالفلسطيني لتحاربه لانك غلام و هو رجل حرب منذ صباه. فقال داود لشاول كان عبدكيرعى لابيه غنما فجاء اسد مع دب و اخذ شاة من القطيع. فخرجت وراءه و قتلته وانقذتها من فيه و لما قام علي امسكته من ذقنه و ضربته فقتلته.قتل عبدك الاسد والدب جميعا و هذا الفلسطيني الاغلف يكون كواحد منهما لانه قد عير صفوف الله الحي.و قال داود الرب الذي انقذني من يد الاسد و من يد الدب هو ينقذني من يد هذاالفلسطيني فقال شاول لداود اذهب و ليكن الرب معك.

نرى هنا تطور خبراتالإيمان فهو بدأ بقتل دب ثم قتل أسد فإزدادت ثقته بالله والآن منطق الإيمان لدىداود يقول “يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد” فإذا كان اللهأعاننى على الأسد والدب فلماذا لا يعيننى ضد جليات. والله دائماً يدخلنا مدرسةالإيمان هذه. وداود الراعى الأمين لم يترك الأسد والدب يفترسا أىٍ من غنيماتهفدافع عنها.

 

الآيات(38-39) :-

و البس شاول داود ثيابهو جعل خوذة من نحاس على راسه و البسه درعا. فتقلد داود بسيفه فوق ثيابه و عزم انيمشي لانه لم يكن قد جرب فقال داود لشاول لا اقدر ان امشي بهذه لاني لم اجربها ونزعها داود عنه.

هذا الراعى البسيط لميتعود على هذه الأسلحة بل سلاحه القوى هو الإيمان.

 

آية(40) :- 

و اخذ عصاه بيده وانتخب له خمسة حجارة ملس من الوادي و جعلها في كنف الرعاة الذي له اي في الجراب ومقلاعه بيده و تقدم نحو الفلسطيني.

كان من اليهود من هملهم مهارة فى المقلاع فلا يخطئ الشعرة (قض16:20).

 

الآيات(41-51) :-

و ذهب الفلسطيني ذاهباو اقترب الى داود و الرجل حامل الترس امامه. و لما نظر الفلسطيني و راى داوداستحقره لانه كان غلاما و اشقر جميل المنظر. فقال الفلسطيني لداود العلي انا كلبحتى انك تاتي الي بعصي و لعن الفلسطينيداود بالهته. و قال الفلسطيني لداود تعال الي فاعطي لحمك لطيور السماء و وحوشالبرية. فقال داود للفلسطيني انت تاتي الي بسيف و برمح و بترس و انا اتي اليك باسمرب الجنود اله صفوف اسرائيل الذين عيرتهم. هذا اليوم يحبسك الرب في يدي فاقتلك واقطع راسك و اعطي جثث جيش الفلسطينيين هذا اليوم لطيور السماء و حيوانات الارضفتعلم كل الارض انه يوجد اله لاسرائيل. و تعلم هذه الجماعة كلها انه ليس بسيف و لابرمح يخلص الرب لان الحرب للرب و هو يدفعكم ليدنا.48 و كان لما قام الفلسطيني وذهب و تقدم للقاء داود ان داود اسرع و ركض نحو الصف للقاء الفلسطيني. و مد داوديده الى الكنف و اخذ منه حجرا و رماه بالمقلاع و ضرب الفلسطيني في جبهته فارتزالحجر في جبهته و سقط على وجهه الى الارض. فتمكن داود من الفلسطيني بالمقلاع والحجر
و ضرب الفلسطيني و قتله و لم يكن سيف بيد داود. فركض داود و وقف على الفلسطيني واخذ سيفه واخترطه من غمده و قتله و قطع به راسه فلما راى الفلسطينيون ان جبارهم قدمات هربوا.

القوة الدافعة التىحرّكت داود هى الغيرة فقد أهان هذا الوثنى إسم الله الحى.

آية(43) :-

وهناك سؤال … أين كان يوناثان بطل الإيمان فى هذا كله؟ والإجابة هذه المعركة هىرمز لمعركة الصليب وهى محفوظة للمسيح، ولا يقدر عليها سوى المسيح ومهما كان إيمانيوناثان فلا يستطيع أن يقوم بهذه المعركة. والشيطان رمزه هنا الدب والأسد وجلياتوتعييرات جليات هى تعييرات الشيطان. والمسيح لسان حاله يقول غيرة بيتك أكلتنىوتعييرات معيريك وقعت علىّ. ومهما كانت قوة جليات أو الأسد أو الدب فمحبة المسيحوغيرته على مجد إسمه ومحبته لشعبه جعلته يدخل المعركة لينتزع الفريسة من يدالشيطان. ولاحظ قول جليات إنك تأتى إلىّ بعصى (43) والعصا رمز الصليبفكلاهما خشبة. وجاء المسيح وربط الشيطان ككلب بسلاسل وحررنا ولم يصبح للشيطانسلطان سوى على من يريد أن يرتبط به بإرادته. فلا تخاف منه إن كنت إلتصقت بالمسيح.إنه لن يؤذيك قسراً. والحجر الذى ضُرِب به جليات يرمز لربنا يسوع لأنه هو الحجرالحى الذى رفضه البناؤون فصار رأساً للزاوية (مز22:117) وهو الحجر الذى قُطّعَبدون يد بشر (دا34:2). وقتل داود جليات بسيف جليات يشير إلى أن المسيح عند مجيئهيهزم الشيطان بذات سيفه. إن الشيطان بمكره وظلمه الذى أجراه ضد المسيح حتى الصليبكان هو السلاح الذى ضُرِبَ به الشيطان. وفى آية(48) وكان لمّا قام الفلسطينى:فهو من ثقل سلاحه كان يجلس ولا يقوم سوى ليحارب. كان يظن نفسه محصناً ورجل حرب قوىوجبار ولكنه كان يعتمد على قدرته البشرية ومعداته الثقيلة ولكن كل هذا لم يصمدأمام إيمان جبار لداود. فكل قوة بشرية مهما أحكم تدبيرها تجد فيها ثغرة تؤدى إلىفشلها، لذلك أغلق الرب بيده حتى لا يغرق الفلك (تك16:7). وعلينا أن لا نخاف منالأشرار فالله يعطى سلاح بسيط ضد كل شرير والله يهزمهم بأبسط الأمور. ومدةالأربعين يوماً هى مدة إنتظارنا على الأرض التى بعدها يتم إنتصار المسيح لحسابنا.وطوال مدة وجود الكنيسة فى العالم(الـ 40 يوماً) يقف أمامها جبابرة ولكن الله يتركالشرير يتمادى فى كبريائه فترة رمزية 40 يوماً بعدها يضربه. وكل متشامخ وقف أمامالكنيسة إنكسر ومحاه الله من الوجود وظلت الكنيسة باقية. ولاحظ سر قوة داود أنهعَرِف    أن المعركة ليست شخصية بينه وبين جليات، بين المؤمن وأعداؤه ولكن هى بينالله. وإن الأسلحة ليست بشرية بل

أنا أتى إليك بإسم ربالجنود …………وأنت تأتى إلىّ بسيف

 

آية(52-53):-

فقام رجال اسرائيل ويهوذا و هتفوا و لحقوا الفلسطينيين حتى مجيئك الى الوادي و حتى ابواب عقرون فسقطتقتلى الفلسطينيين في طريق شعرايم الى جت و الى عقرون. ثم رجع بنو اسرائيل منالاحتماء وراء الفلسطينيين و نهبوا محلتهم.

بعد إنتصار داود قامالشعب وحارب وهزم أعداؤه وسبّح وهتفوا فلنفعل هكذا.

 

آية(54) :-

و اخذ داود راسالفلسطيني و اتى به الى اورشليم و وضع ادواته في خيمته.

وضع أدواته فى خيمته: نحن كُنّاأدوات فى يد الشيطان والآن صرنا هيكلاً للمسيح وهو يسكن فينا. ونحن فى كنيسته (رو6:13،19).

 

آية(55) :-

و لما راى شاول داودخارجا للقاء الفلسطيني قال لابنير رئيس الجيش ابن من هذا الغلام يا ابنير فقالابنير و حياتك ايها الملك لست اعلم.

ليس غريباً أن لا يعرفأبنير داود فداود مجرد غلام صغير عازف موسيقى أمّا أبنير رئيس جيش ومن المؤكد أنأبنير لم يعطِ أى إعتبار لداود.

ملحوظة :- يظن بعضالدارسين أن معركة جلياط كانت بعد مسح داود بحوالى 8 سنين.
لأن داود هو جد المسيح بالجسد وهو رمز للمسيح كان هناك فى حياة داود رموزاً كثيرةترمز للمسيح وفى نهاية كل مجموعة من الإصحاحات سنضع ملخصاً لهذه الرموز الكثيرةوالجدول الأتى يشمل الرموز التى وردت فى الإصحاحين 16،17.

داود

المسيح

1- كان راعياً للغنم

هو الراعى الصالح

2- كان أميناً فى رعايته يضرب الأسد والدب

يضرب الشيطان لينقذ الكنيسة من فمه

3- مسحه صموئيل من قرن مملوء دهن

حلّ عليه ملء الروح فإمتلأ قوة (لو1:4)

4- من بيت لحم (1صم4:16)

والمسيح من بيت لحم (بيت الخبز) فهو خبز الحياة

5- الشيوخ إرتعدوا من زيارة صموئيل

هيرودس إرتعب والملائكة فرحوا

6- مسح داود كان سراً والذبيحة علناً

الصليب علناً والقيامة والصعود للخاصة فقط

7- كان حسن المنظر

المسيح أبرع جمالاً من البشر

8- مأخوذ من وسط إخوته وملك عليهم

شابهنا فى كل شئ وملك علينا

9- كان الأصغر حتى أن أبوه اهملهُ (11:16)

أخلى ذاته آخذاً صورة عبد

10- هو الثامن

يسوع رقم إسمه 888 فهو يملك فى الأبدية

11- معنى إسمه المحبوب

يسوع هو المحبوب من الآب (أف6:1)

12- سمى مسيح الرب

يسوع هو المسيح

13- جاء يسأل عن إخوته فى ضيقتهم إذ أرسله أبوه

الأب أرسل الإبن لينقذ كنيسته ويخلصها

14- إخوته إحتقروه وجليات عيّره

اليهود أهانوا المسيح. وملوك الأرض قاموا عليه مز2

15- داود إتكل على الرب

قيل عن المسيح قد إتكل على الله

16- معركة جليات وإنتصار داود

معركة الصليب وإنتصار المسيح على إبليس

17-بعد المعركة صارت الحرب سهلة للشعب

نحن بإسم المسيح نغلب بسهولة

18- بعد المعركة هتفوا

ونحن بإسم المسيح نسبح ونرتل لمن غلب

19-تزوج إبنة الملك

صارت الكنيسة لهُ عروساً وهى بنت الملك

20- داود أتى إلى جليات بعصا (خشبة)

والمسيح أتى على إبليس بصليبه (خشبة)

21- جليات هُزِم بحجر

المسيح الحجر الذى قطع بدون يدين

22- بداية داود الحقيقية كملك على القلوب بعد هزيمة جليات فقد أحبه الشعب

المسيح ملك على قلوبنا حينما حررنا من إبليس

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نرجو اغلاق مانع الاعلانات لدعم الموقع كي نتمكن من الاستمرار